قتل خمسة من أفراد الحشد الشعبي العراقي وأصيب آخران اليوم (الأربعاء) جراء ضربة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية على مقر للحشد جنوب العاصمة بغداد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "طائرة مسيرة أمريكية نفذت ضربة صباح اليوم على بناية تابعة للحشد الشعبي بمنطقة جرف الصخر جنوب العاصمة بغداد".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الضرب أدت إلى "مقتل خمسة من أفراد الحشد الشعبي وإصابة اثنين بجروح".

وأدانت الحكومة العراقية الضربة قائلة "ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يعد انتهاكا واضحا للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر".

وأكدت في بيان أنها هي "المعنية حصرا بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين"، مشددة على أن ذلك هو "حق حصري" لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابة عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي.

وأضافت "نؤكد أن وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأن ما جرى يعد تجاوزا واضحا للمهمة التي تتواجد من أجلها عناصر التحالف الدولي لمحاربة داعش على الأراضي العراقية".

ودعت الحكومة العراقية التحالف الدولي إلى عدم التصرف بشكل منفرد، وأن يلتزم بسيادة العراق، مشددة على أنها الجهة المسؤولة دستوريا عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة وحفظ النظام والاستقرار والدفاع عن الأمن الداخلي.

وتابعت أن "أي عمل أو نشاط مسلح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملا مدانا ونشاطا خارجا عن القانون، ويعرض المصلحة الوطنية العليا للخطر، وأن أية عناصر مسلحة أو غيرها لا تلتزم بهذا المبدأ فإنها تعمل بالضد من المصلحة الوطنية العليا، وستتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالح العراق العليا".

وأمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، القوات المسلحة كافة وجميع الأجهزة الأمنية، بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه وعدم السماح لأية جهة بأن تخل أو تضر بأمن البلد واستقراره، وفق البيان.

على صعيد متصل، طالب هادي العامري رئيس منظمة بدر المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، بضرورة إخراج القوات الأمريكية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فورا.

وقال العامري في بيان أدان فيه الضربات، إن "بقاءهم (قوات التحالف) سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء العراقية، ويسبب إرباكا للوضع الأمني".

وكانت القيادة الأمريكية المركزية ذكرت في بيان أن القوات الأمريكية نفذت صباح اليوم، ضربات "منفصلة ودقيقة" ضد منشأتين في العراق.

وأضافت أن "الضربات جاءت ردا مباشرا على الهجمات ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المرتبطة بها، بما في ذلك تلك التي وقعت في العراق يوم أمس والتي تضمنت استخدام صواريخ باليستية قصيرة المدى".

وتشن فصائل عراقية تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق هجمات على قواعد عسكرية عراقية تتواجد فيها قوات أمريكية وقوات من التحالف الدولي كمستشارين ومدربين، بالصواريخ والطائرات المسيرة وقذائف الهاون بعد اندلاع القتال الدائر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة ومحيطه في السابع من أكتوبر الماضي.

كما تشن هذه الفصائل منذ عدة اسابيع هجمات عديدة بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعد للقوات الأمريكية في سوريا.

وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال زيارته لبغداد في الخامس من نوفمبر الجاري، على الالتزام بحماية المنشآت التي تستضيف أمريكيين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات.