أقلام وأراء
الأربعاء 22 نوفمبر 2023 11:03 صباحًا - بتوقيت القدس
المعضلة والمخرج... عرفات ثم عباس (1)
لو اعترض عرفات على خلاصة ما تم الاتفاق عليه في أوسلو، لما رأت النور ساعة واحدة.
ولو لم يفرد كوفيتَه الثورية على طاولة المفاوضات مع إسرائيل، لما وُجدت الطاولة أصلاً.
وبفعل ذلك، حصل على نصف جائزة نوبل للسلام واستبعد مهندس أوسلو عنها، أمّا النصف الآخر فقد حصل عليه السيدان رابين وبيريز.
في بدايات عملية نقل الاتفاقات والتفاهمات من الورق إلى الواقع، كان عرفات يستقبل في غزة زعماء العالم الذين توافدوا عليه في تظاهرة دعم وتبني «للمشروع التاريخي»، وفي تلك الفترة أكثر عرفات من وصف رابين بـ«صديقي»، وحين قُتل ظلّ عرفات محتفظاً بكلمة صديقي، مضيفاً إليها «الراحل».
كان اغتيال رابين يستدعي اغتيال عرفات، ولكن قبل أن يتم ذلك جرت عملية دعائية واسعة فكرتها المركزية أن عرفات هو المعوّق الوحيد لعملية السلام ما استوجب التخلص منه.
كانت السلطة في إسرائيل قد آلت إلى أشرس سياسي يرفض مبدأ السلام مع الفلسطينيين هو بنيامين نتنياهو، ومعه أشرس عسكري هو أرئيل شارون، الذي اقترن اسمه بمجازر صبرا وشاتيلا، بعد قيادته اجتياح لبنان في عام 1982.
أخيراً جرى التخلص من عرفات لتؤول الرئاسة لزميله في القيادة التاريخية لـ«فتح» وتوأمه في مجازفة السلام محمود عباس.
محمود عباس سُمي مهندس أوسلو... فهو من أدار المفاوضات السرية بصورة يومية، غير أنه لم يكن ليرسل سطراً واحداً للمفاوضين ورئيسهم أحمد قريع، إلا بعد أن يكون أُقر في الإطار القيادي المحدود الذي تأسس لتوجيه المفاوضات، أي أن الرجل لم يكن يعمل على هواه.
في حياة عرفات... اقترح العالم عباس رئيساً للوزراء، وهو منصب كان يحتله عرفات إلى جانب مناصبه الكثيرة على القمة، قبل عرفات فكرة رئاسة حكومة منفصلة عن رئاسته على مضض، ولم تمضِ أربعة شهور على تشكيلها حتى وجد عباس نفسه غير قادر على أداء مهامها، واكتشف أن العالم الذي استحدث هذه الصيغة بدا عاجزاً عن تلبية ما يحتاجه أساساً من تقدم مقنع في المسيرة السياسية مع إسرائيل.
وفق التراتبية العائلية في «فتح» والمنظمة والتاريخ، احتل عباس موقع عرفات بل مواقعه جميعاً بعد وفاته.
كان الترحيب به نابعاً من اعتقادٍ بأن مهندس أوسلو سينجح في تحقيق ما لم يستطع عرفات تحقيقه، وهو إنهاء الاحتلال كما وعدت أدبيات «المصالحة التاريخية»، والانتقال من الحكم الذاتي إلى الدولة المستقلة التي ستعالج قضية اللاجئين بواقع دولة مع دولة، ومن سوء حظه أن احتلاله موقع الرجل الأول منذ البداية حتى الآن اقترن بسلسلة إخفاقات وانهيارات لعملية السلام، مع وقوع النكبة الثانية التي هي الانقسام، وهزيمة «فتح» في الانتخابات العامة أمام المنافس «حماس»، ما أدخل البلد والقضية في نفق مظلم بدا كما لو أنه لا مخرج منه.
ظلت الأمور سائرة في هذا المنحدر، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، أي الحرب على غزة، وما هو أخطر منها على الضفة.
قبل هذه الحرب تعرضت السلطة على مدى رئاسة عباس إلى إذلال وإهانات، بغرض الحط من هيبتها لدى شعبها وتحويلها من مشروع واعد بالدولة إلى مجرد ذراع أمنية لاحتلال لم يتوقف عن الاستيطان والتنكيل بحياة الفلسطينيين، خصوصاً في المنطقة «أ»، التي يفترض أن تكون للسلطة السيادة الكاملة عليها، وذلك دون أن ينجو عباس من تحريض عليه، والفكرة التي قامت عليها الرواية الإسرائيلية في هذا الاتجاه أن الرجل غير قادر على القيام بما هو مطلوب منه في مجال أمن إسرائيل، إذن لا لزوم له ولسلطته.
غير أن للأميركيين قولاً آخر حوله وحول سلطته، فلا ذكر لاغتيال أو إسقاط، وإنما تغيير يتولونه لتتحدد مكانته فيه – برئاسة فخرية-.
اختلفت الأساليب والهدف واحد..
تغير الأشخاص والنتيجة المرتجاة واحدة، وعراب العملية الأميركي لا يزال يبحث عن شخص أو عدة أشخاص يلتزمون بالنص ولا يخرجون عنه، أمّا المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني ومركزها الحرية والاستقلال، فهذا آخر ما يفكر فيه العرّاب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
المعضلة والمخرج... عرفات ثم عباس (1)