أقلام وأراء

الأربعاء 21 ديسمبر 2022 11:03 صباحًا - بتوقيت القدس

أبو الأديب والاعتدال

بقلم: الأسير ياسر أبوبكر
مع الأخ أبو الأديب كان اللقاء الرحب للجالية الفلسطينية فترة احتضان أرض الكويت للفعل الفلسطيني الكبير، حيث استطاعت الثورة الفلسطينية بقيادة حركة "فتح" بكل قدراتها وكل امكاناتها أن تجد لها في الكويت ملجأ ورعاية ومحبة ودعم، لا يماثله الا الوجود في لبنان آنذاك، من القدرة على الحركة ضمن الضوابط المتعارف عليها.


المقدرة على إحداث التوازن والحركة الحرة بين الثورة الفلسطينية وحركة فتح أساسًا ومنظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها مع الدولة في الكويت كانت دلالة على قدرة الحفاظ على الخيط الرفيع بالعلاقة بين الدولة ومتطلباتها وسيادتها، وبين حرية الحركة الوطنية الفلسطينية الملتزمة.


والحق يقال أن الأخ القائد والوالد سليم الزعنون "أبو الاديب" استطاع أن يحقق مثل هذا التوازن، وهو بقدرته الكبيرة كمتحدث مفوّه وقاض قوي كان القادر بشخصيته المعتدلة على وضع الحدود واحسان التقدير.


الأخ أبوالأديب الذي عرفناه ونحن أشبال وكان أحد أصدقاء والدي المناضل القيادي الدؤوب محمود أبوبكر لم يكن ليغفل عن اسباغ ما يملكه من فكر أو حدب أو عواطف نحو الجميع في قدرة مشهودة على التوفيق بين السياسي والجماهيري ومتطلبات كليهما كما الحال بالتوفيق بين متطلبات الدولة المستضيفة والنشاط الفلسطيني المشهود.


الاخ أبو الأديب الذي عرفه العالم والعرب والفلسطينيون بخطاباته الدافقة والقوية من خلال جلسات المجلس الوطني الفلسطيني وعبر برلمانات العالم وخاصة البرلمان العربي التي جال فيها وصال رافعا لواء فلسطين كان هو الرجل الذي جاور صديقه ياسر عرفات من على مقاعد الدراسة في جامعة القاهرة، وصولًا للتجاور في صفوف الرواد الاوائل في "فتح" من الكويت حتى عضوية اللجنة المركزية للحركة التي كان فيها أحد أهم الأصوات المعتدلة الى جانب ياسر عرفات، فحيث تشتد الأمور نحو اليسار أو اليمين كان يأتي دور أبو الأديب ليعادلها في حالة من التوازن أيضًا ضمن اللجنة المركزية لحركة فتح.


لم يسعفنا القدر أن نصاحب الاخ الكبير والقائد سليم الزعنون، ولكننا كنا نستفيء بقدرته الناجزة على ضبط الامور سواء أثناء وجوده بالكويت، أو عندما تسلم مهمة المنظمات الشعبية في اللجنة المركزية لفتح، وكذلك الأمر عندما أصبح الوجه القيادي السياسي والقانوني الناصع عبر رئاسته للمجلس الوطني الفلسطيني معبرًا دافق الفكر والحجة في مواجهة الظلام والظلاميين، والاحتلال ومكائد المحتلين.


في استشهاد الأخ الكبير أبو الأديب كان لابد لنا من كلمة، ولو من غياهب المعتقل الصهيوني، إذ لطالما أوصانا به والدنا المجاهد الكبير، وأشار لضرورة الفعل تحت رداء القيادة ووفق إرشاداتها بما ينسجم مع الأهداف والنظام.


رحم الله أبو الاديب وأسكنه فسيح جنانه.

دلالات

شارك برأيك على أبو الأديب والاعتدال

شارك دون الحاجة الى التسجيل.

يرجى التعليق باللغة العربية.

فريق عمل القدس دوت كوم

مشاركات القراء

إشترك الآن النشرة البريدية آخر الأخبار من القدس دوت كوم
By signing up, you agree to our Privacy Policy

لمحات من الأحداث

طقس القدس

الإثنين

8- 16

الثّلاثاء

10- 20

الأربعاء

10- 15
أسعار العملات
  • دولار أمريكي / شيكل شراء 3.57 بيع 3.59
  • دينار أردني / شيكل شراء 5.05 بيع 5.07
  • يورو / شيكل شراء 3.87 بيع 3.89

الثّلاثاء 28 مارس 2023 6:29 صباحًا

الأكثر قراءة

الأكثر تعليقاً