أقلام وأراء

الجمعة 16 ديسمبر 2022 6:48 مساءً - بتوقيت القدس

الأسرة الفلسطينية بين المشكلة والحل


بقلم: ريما عبد الغني شمالي،، باحثة في جامعة النجاح الوطنية


الأسرة هي الأساس لبناء المجتمع وهي وضع فطري ارتضاه الله عز وجل للإنسان الذي يحتاج لأسرة متماسكة وسوية نفسيًا عبر مراحل حياته العمرية، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإن الأسرة المترابطة هي الأقدر على مواجهة التحديات والمشكلات والصعوبات التي تعترضها لتقف أمامها صلبة متماسكة، فالأسرة الناجحة مبنية على الاحترام والتراحم والمحبة والمودة والتسامح ووقوف أفرادها بجانب بعضهم البعض في وقت المحن، أضف إلى ذلك
الأسرة الناجحة لا يعني خلوها من المشكلات بل يعني قدرتها على مواجهة المشكلات والصعوبات ووضع البدائل والمقترحات لحلها.


لا أكتب بصوت قلبي وحدي بل بصوت كل من قابلتهم في حياتي، فالعلاقات بصفتها العامة أمر هام جداً تبدأ من علاقة الإنسان بخالقه، ثم علاقته بذاته، ويليها علاقته بأسرته، ثم يتوسع، ومن خلال المقابلات التي أجريتها مع عينة من الأسر الفلسطينية في محافظة جنين، قمت بإعداد بحث نوعي باستخدام مقابلة شبه مقننة على عينة تم اختيارها بطريقة عشوائية، فهناك العديد من الأسباب التي أدت لتفاقم المشاكل داخل الأسرة، وبعد تحليل الاجابات أوضحت النتائج أن المشكلات الاجتماعية التي جاءت بالمرتبة الأولى بنسبة 71% المتمثلة بضعف الاتصال والتواصل بين أفراد الأسرة وعدم وجود اهتمامات مشتركة بين الشريكين أو بين الأفراد وتأثير المجتمع المحيط والإهمال وعدم قيام كل فرد داخل الاسرة بالمسؤوليات الواقعة على عاتقه أدت لزيادة المشاكل واستمرارها فيما بينهم مما أدى لترابط ضعيف وعدم استقرار أسري، بينما جاءت المشكلات النفسية بالمرتبة الثانية بنسبة 62.85% المتمثلة بضغوط الحياة وسوء التوافق العاطفي والتوتر المستمر بين الأفراد داخل الأسرة والبرود والكتمان والعصبية والغضب والعنف واستخدام الألفاظ النابية وغيرها من الأزمات النفسية التي أثرت تأثيرًا سلبيًا على الأفراد في الأسرة من الزوجين إلى الأبناء.


تم تطبيق مقياس" عدم الاستقرار الأسري" المكون من فقرات تقيس وجود الاحترام والاتصال المتبادل والمصاحبة الزوجية، ومدى وجود اضطرابات ومدى الرغبة في الانفصال، وآثار تدخل الأهل في شؤون الزوجين كما تقيس المشاركة في الأدوار بين الزوجين، وقد تبين أن 80% من العينة تعاني من اضطرابات وعدم استقرار، في حين أن 20% من العينة لديها استقرار أسري، إلا أنه لا يمكن تعميم هذه النتائج على الوضع في فلسطين عامةً؛ بسبب صغر حجم العينة لاقتصارها على محافظة جنين.


وفي الختام، أوصي بوجوب قيام العلاقات الزوجية والأسرية على التفاهم والاحترام والتواصل الجيد والتعاون المتبادل من أجل بناء أسرة متينة وقوية، كما يجب تدريب أفراد الأسرة على الصبر وإحياء القيم الاجتماعية والدينية داخلها والتوعية بأهمية الأسرة ودورها في تماسك المجتمع، كما أن ممارسة الأنشطة سويًا من أحد العوامل المساعدة في التماسك والاستقرار الأسري، ويجب الحرص على استخدام عبارات إيجابية لتحفيز بعضهم البعض وخلق جو أسري هادئ وسعيد وتوطيد علاقتهم ببعضهم البعض ثم مع محيطهم من أقارب وجيران وأصدقاء، ومع ذلك يجب إعطاء كل فرد مساحته الخاصة به للقيام بنشاطاته ودعم كل فرد لتحقيق أحلامه وأهدافه.


إن الاسرة الناجحة تبنى على الاحترام والتراحم والمحبة والمودة والتسامح ووقوف أفراد الأسرة بجانب بعضهم البعض في وقت المحن، فالأسرة الناجحة لا تعني خلوها من المشكلات بل تعني قدرتها على معالجة المشكلات والصعاب التي تواجهها وكيف تتعامل معها، فالترابط الروحي والمعنوي يخلق الحب والمودة والثقة بين أفراد الأسرة مما يجعلها سعيدة وناجحة ومستقرة نفسيًا.

دلالات

شارك برأيك على الأسرة الفلسطينية بين المشكلة والحل

شارك دون الحاجة الى التسجيل.

يرجى التعليق باللغة العربية.

فريق عمل القدس دوت كوم

مشاركات القراء

إشترك الآن النشرة البريدية آخر الأخبار من القدس دوت كوم
By signing up, you agree to our Privacy Policy

لمحات من الأحداث

طقس القدس

الثّلاثاء

7- 14

الأربعاء

7- 16

الخميس

8- 19
أسعار العملات
  • دولار أمريكي / شيكل شراء 3.65 بيع 3.67
  • دينار أردني / شيكل شراء 5.15 بيع 5.18
  • يورو / شيكل شراء 3.91 بيع 3.93

الثّلاثاء 21 مارس 2023 7:43 صباحًا

الأكثر قراءة

الأكثر تعليقاً