ريادة الأعمال كنهج تربوي: نحو تنشئة أطفال قادرين على صناعة المستقبل
الخميس 10 أبريل 2025 10:07 صباحًا - بتوقيت القدس
في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، لم يعد من الممكن الاكتفاء بالطرق التربوية التقليدية التي تُعد الطفل لحياة قائمة على التلقين والطاعة. فالمستقبل بات مرهونًا بالقدرة على الإبداع، والابتكار، واتخاذ القرار، والمرونة في التعامل مع التحديات. وهنا تبرز ريادة الأعمال ليس كمجال اقتصادي فحسب، بل كمنهج متكامل يمكن أن يُحدث ثورة إيجابية في طريقة تنشئة الأطفال وبناء شخصياتهم.
ريادة الأعمال ليست حكرًا على الكبار، وليست مفاهيم صعبة على الأطفال. إن العقلية الريادية تبدأ بالتشكّل منذ الطفولة، ويمكن تنميتها من خلال البيئة المنزلية، والمناهج الدراسية، وطريقة تعامل الأهل والمعلمين مع الطفل. الطفل الذي يُربى على طرح الأسئلة، وتجربة الحلول، وتحمل المسؤولية، وتقبل الفشل كجزء من التعلم، هو طفل يملك أهم مقومات النجاح في هذا العصر.
في السياق الفلسطيني، تبدو الحاجة إلى ترسيخ هذا النهج التربوي أكبر من أي وقت مضى. فالطفل الفلسطيني ينشأ وسط ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة، وقد يُحرم في كثير من الأحيان من أبسط حقوقه في الأمن والاستقرار. وهنا يمكن لريادة الأعمال أن تمنحه نافذة أمل، ومساحة للإبداع، وفرصة لبناء مشروعه الصغير ولو من داخل بيئة مليئة بالعقبات. حين يتعلم الطفل كيف يصنع من فكرته مشروعًا بسيطًا، أو يبتكر حلًا لمشكلة يومية، فإنه لا يحقق إنجازًا فرديًا فحسب، بل يعزز داخله شعورًا بالتمكين والسيطرة على مسار حياته.
التغيير المطلوب ليس فقط في مضمون المناهج، بل في الفلسفة التربوية التي نتبناها داخل الأسرة والمدرسة. بدلًا من أن نطالب الطفل بالطاعة الدائمة والانضباط الصارم، علينا أن نمنحه مساحة للتجربة، والاختيار، والتعبير عن الرأي، بل وحتى الخطأ. الطفل الذي يُعطى الفرصة ليقود، ويناقش، ويبدع، سيكبر وهو مؤمن بقدرته على صناعة مستقبله، لا انتظاره.
وليس الهدف من تنشئة الأطفال على الفكر الريادي هو أن يصبح جميعهم أصحاب مشاريع، بل أن ينشأوا وهم يملكون عقلية مستقلة، ومهارات حياتية تمكّنهم من اتخاذ قراراتهم بثقة، والتأقلم مع التغيرات، وتحويل الفشل إلى بداية جديدة. هؤلاء الأطفال سيكونون القادة الحقيقيين في المجتمع، في كل المجالات، وليس فقط في الاقتصاد.
في النهاية، فإن الاستثمار الحقيقي في المستقبل يبدأ من الطفولة، وريادة الأعمال ليست مسارًا مهنيًا فقط، بل رؤية تربوية وإنسانية شاملة. نحن بحاجة إلى جيل يؤمن بأن بإمكانه أن يصنع التغيير، لا أن ينتظره. جيل يُربّى على القيادة، لا الاتباع. جيل فلسطيني يُدرك أن الحلم لا يُمنح، بل يُصنع.
إقرأ المزيد لـ احمد محمد دوابشة ...
الأكثر تعليقاً
الرئيس يستقبل المدير التنفيذي لمنظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط"
"القسام" تعلن استهداف 3 دبابات إسرائيلية شرقي غزة
واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى
الصحة العالمية: الحصار الإسرائيلي يحول دون صيانة "المعمداني" بغزة
الاحتلال يصعد من قصفه على قطاع غزة ونتنياهو يؤكد استمرار العمليات العسكرية

الجيش الإسرائيلي يرفض إعادة ممتلكات مصادرة من معتقلين غزيين

كاتس يهدد "حماس" ويكشف آلية جديدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
الأكثر قراءة
"حماس" سترد على مقترح وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة

إصابة شاب برصاص الاحتلال واعتقال آخر شرق نابلس
الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق النار
إعلام عبري يكشف ما جرى باجتماع أمني في تل أبيب وسط اقتراب رد حماس على مقترح التهدئة
أطباء بلا حدود: غزة مقبرة جماعية

الجيش الإسرائيلي يرفض إعادة ممتلكات مصادرة من معتقلين غزيين

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد كتيبة الشجاعية

أسعار العملات
الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.69
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.2
شراء 5.19
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.18
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 1078)
شارك برأيك
ريادة الأعمال كنهج تربوي: نحو تنشئة أطفال قادرين على صناعة المستقبل