الدعاية الأمريكية-الصهيونية: حرب نفسية ضد المقاومة في غزة
الجمعة 28 مارس 2025 12:03 صباحًا - بتوقيت القدس
منذ استئناف الحرب على غزة، تصاعدت حملة دعائية شرسة تقودها الإدارة الأمريكية وحليفتها الصهيونية، تهدف إلى شيطنة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة “حماس”، وتصويرها كعدو للسلام. لكن خلف هذه الرواية المزيفة تكمن حرب نفسية تهدف إلى كسر إرادة شعب يقاوم الاحتلال، مع تبرير الجرائم اليومية بحق المدنيين. هذا المقال يكشف أبعاد هذه الدعاية، مستنداً إلى حقائق تاريخية وشهادات موثوقة، ويدعو إلى موقف عالمي وعربي يوقف هذا العدوان.
التزام المقاومة وخرق إسرائيل للاتفاقات
في أواخر 2023، و حتى يوما هذا وبعد جولة من التصعيد في غزة، التزمت المقاومة الفلسطينية بوقف إطلاق النار المتفق عليه بوساطة قطر ومصر. شهادات الوسطاء أكدت أن “حماس” نفذت التزاماتها باحترافية، سواء في تبادل الأسرى أو احترام الهدنة. لكن إسرائيل، بدعم أمريكي، لم تكتفِ بخرق الاتفاق، بل صعدت هجماتها على المدنيين، مستهدفة المستشفيات والمدارس. مثال ذلك مجزرة مستشفى المعمداني في أكتوبر 2023، التي راح ضحيتها أكثر من 500 شخص، حيث حاولت واشنطن التشكيك في الرواية الفلسطينية رغم أدلة دامغة قدمتها “هيومن رايتس ووتش”. هذا السلوك يكشف أن الهدف ليس السلام، بل الانتقام من المقاومة التي تقف في وجه الصهيونية.
دعاية القرن التاسع عشر في عالم القرن الحادي والعشرين
تعتمد الإدارة الأمريكية-الصهيونية على أدوات دعائية عفا عليها الزمن، مستعيدة عقلية القرن التاسع عشر الاستعمارية. فمنذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، لجأ إلى تزييف الحقائق لتبرير جرائمه، كما فعلت الولايات المتحدة في العراق عام 2003 بأكذوبة “أسلحة الدمار الشامل”. اليوم، تُعاد هذه اللعبة في غزة، حيث يتم تصوير المقاومة كـ”إرهابية” لتبرير قتل الأطفال والنساء. لكن ما يثير السخرية هو أن هذه الدعاية تأتي في عصر تكنولوجيا المعلومات، حيث تنتشر صور الجرائم مباشرة، مما يجعل من الصعب على “آلهة الدعاية” إخفاء الحقيقة.
الانتقام من المقاومة وإفشال التطبيع
إن رفض المقاومة الخضوع لشروط أمريكية-صهيونية يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية هو جوهر هذا العدوان. المقاومة لم تقاوم الاحتلال فحسب، بل أعاقت مشاريع التطبيع المذلة التي كانت تُحاك في المنطقة. إسرائيل، بقيادة متطرفين مثل نتنياهو وبن غفير، تكره الحياة وتعيش على أوهام “رقصة الهافانا”، كما وصفها إدوارد سعيد، حيث يحلمون بأرض خالية من سكانها الأصليين. هذا الانتقام من المقاومة يعكس فشل الكيان في فرض هيمنته، لكنه يكشف أيضاً عن تواطؤ أمريكي يدعم هذه الرؤية المتطرفة.
غياب الموقف العربي: وقود للاستخفاف بالدماء
ما يشجع هذا العدوان هو غياب موقف عربي شجاع. في كل مرة يعود فيها نتنياهو إلى منزله بعد ارتكاب مجزرة، كما حدث في مخيم جباليا في نوفمبر 2023، دون محاسبة، يزداد استخفافه بدماء المسلمين. التاريخ يعلمنا أن المحاسبة تصنع الفارق. ففي محاكمات نورمبرغ (1945-1946)، تمت معاقبة مجرمي الحرب النازيين، لكن اليوم، يتم التغاضي عن جرائم مماثلة في غزة. لو تمت ملاحقة نتنياهو وجنرالاته قانونياً، هل كانوا سيواصلون جرائمهم بهذا الاستهتار؟
فشل الدعاية أمام وعي العالم
حملة الدعاية الأمريكية-الصهيونية لن تنجح هذه المرة، لأن العالم يشاهد. فيديوهات الأطفال تحت الأنقاض وصرخات الأمهات وثّقتها منصات التواصل الاجتماعي، مما جعل أكذوبة “رفض المقاومة للتفاوض” غير مقنعة. هل يعني رفض شروط الاستسلام أن الرد المناسب هو استهداف المدنيين؟ وعندما يقولون “نأسف”، على ماذا يتأسفون؟ هذه الأسئلة تكشف زيف الرواية الرسمية وتضع المسؤولية على المجتمع الدولي للتحرك.
دعوة للتحرك: المقاطعة والمحاسبة
تقع مسؤولية تاريخية على شعوب المنطقة وأحرار العالم. يجب مقاطعة الكيان الصهيوني وداعميه اقتصادياً وسياسياً، وتوثيق جرائم جنوده لملاحقتهم في المحاكم الدولية، كما حدث مع مجرمي الحرب في يوغوسلافيا. المقاومة، التي تقف في وجه آلة عسكرية مدعومة أمريكياً، تستحق دعماً يليق بتضحياتها. هذه ليست معركة غزة وحدها، بل معركة كرامة الإنسانية. التاريخ لن يغفر للمتخاذلين، والوقت حان لوقف هذا العدوان بكل الوسائل الممكنة.
إقرأ المزيد لـ ذ يونس الديدي ...
الأكثر تعليقاً
نتنياهو يرفض طلب عباس بهبوط مروحيات أردنية في رام الله لنقله إلى دمشق

الرئيس يستقبل المدير التنفيذي لمنظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط"
إسرائيل تتحسب من التوصل لاتفاق نووي أميركي – إيراني مرحلي خلال شهر
هل بتسليم السلاح تَسْـلم الأرواح؟
كاتس يهدد "حماس" ويكشف آلية جديدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية

مبادرة فرنسية لوقف الحرب على غزة مقابل ذلك..!
الأكثر قراءة
"حماس" سترد على مقترح وقف إطلاق النار خلال 48 ساعة

إصابة شاب برصاص الاحتلال واعتقال آخر شرق نابلس
الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق النار
أطباء بلا حدود: غزة مقبرة جماعية

إعلام عبري يكشف ما جرى باجتماع أمني في تل أبيب وسط اقتراب رد حماس على مقترح التهدئة
الجيش الإسرائيلي يرفض إعادة ممتلكات مصادرة من معتقلين غزيين

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد كتيبة الشجاعية

أسعار العملات
الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.69
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.2
شراء 5.19
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.18
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 1078)
شارك برأيك
الدعاية الأمريكية-الصهيونية: حرب نفسية ضد المقاومة في غزة