Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

الإسعافات النفسية الأولية في غزة: علاج جروح غير مرئية لكنها عميقة بقلم الدكتورة مي عطية مستشارة نفسية- غزة

السّبت 22 مارس 2025 4:40 مساءً - بتوقيت القدس

Dr-Mai Atiya

في قلب غزة، حيث تختلط أصداء الانفجارات بهمسات الصمود، يظهر شريان حياة صامت: الإسعافات النفسية الأولية (PFA). على مدى أكثر من (18) شهرًا، أصبح هذا التدخل التطوري منارة أمل، يقدم دعماً عاطفياً فورياً للناجين من أزمات لا هوادة فيها: القصف، النزوح، الفقد، الفقر، والمجاعة. لكن ما معنى إصلاح النفوس في أرضٍ تكرر فيها الصدمة زيارتها؟
ما هي الإسعافات النفسية الأولية في غزة؟
هنا، ليست الإسعافات النفسية الأولية رفاهية بل ضرورة وهي استجابة إنسانية حساسة ثقافيًا، مُصممة لتلائم جروح غزة الفريدة. إنها الاحتضان العاجل للتعاطف، الذي يوفر أدوات للتنفس وسط الذعر، وإعادة بناء الأرواح المحطمة، وربط الأفراد بقوتهم الداخلية وسط الفوضى. على عكس العلاج التقليدي، تُقدم الإسعافات النفسية الأولية بشكل فوري وعملي، غالباً بين أنقاض المنازل أو في الملاجئ المزدحمة.
لماذا تحتاج غزة إلى الإسعافات النفسية الأولية الآن أكثر من أي وقت مضى؟
مع كل تصعيد، تتفاقم الصدمات. طفل يخاف السماء اليوم قد يحمل قلقه مدى الحياة؛ أمٌّ تندب أبناءها قد تغرق في حزن لا قرار له. تُوقف الإسعافات النفسية الأولية هذه الحلقة المفرغة، وتقدّم جسراً من اليأس إلى الصمود. إنها تمنع اضطراب ما بعد الصدمة، وتعزز الروابط المجتمعية، وتذكّر أهل غزة: لستم وحدكم.

خطوات تقديم الإسعافات النفسية الأولية في مناطق الأزمات
1. السلامة أولاً: وفر ملاذاً آمناً مؤقتاً: خيمة، مدرسة، أو حتى فنجان شاي يتشاركه الناجون.
2. الاستماع دون حكم: دع القصص تتدفق. إيماءة، أو يد تُمسك، قد تكون شريان حياة.
3. التهدئة والطمأنينة: علّم تقنيات التثبيت: "شهيق؛ عد إلى أربعة. أنت هنا الآن."
4. التوصيل بالموارد: اربط الناجين بشبكات الدعم النفسي المحلية، أو المساعدات الغذائية.
5. تعزيز القدرة على التحرك: ساعدهم على استعادة السيطرة مثال طفل يرسم الأمل، أو أرملة تقود مجموعة دعم.
قصص نجاح: الإسعافات النفسية الأولية في الميدان
الطفل الذي خاف السماء: بعد قصف، اختبأ أحمد (8 أعوام) تحت الأسِرّة يرتجف عند كل صوت. استخدم المتطوعون القصص: "تخيل أن نَفَسَك بطل خارق يحارب الخوف." تحوّلت رسوماته للانفجارات إلى شروق شمس.
أم النجوم الضائعة: فقدت فاطمة ثلاثة أبناء في غارة. جلست أخصائية نفسي بجانبها بصمت، ثم همست: "لنشعل شموعاً لأسمائهم." أصبحت هذه الطقوس مرساتها، طريقة للحزن دون غرق.
العائلة النازحة: هرب آل حسن من منزلهم بملابسهم فقط. قدمت فرق الإسعافات النفسية الأولية بعد حصولهم على الخيام، "جلسة جماعية" تشاركوا فيها ذكريات قريتهم، حاكين الصمود عبر القصص المشتركة.
محاربو غزة الخفيون
في غزة، الإسعافات النفسية الأولية ليست مجرد تدخل—بل فعل تحدٍ، ويُعتبر مقدمو الإسعافات النفسية أبطالًا مجهولين. لا يحملون أسلحة، لكن التعاطف هو أداتهم. كل طفل يعود للضحك، وأم تجد غاية، وعائلة تجرؤ على الأمل؛ كلها شهادات على قوة الإسعافات النفسية.
«الشفاء يبدأ عندما يقول أحدهم: "أنا أرى ألمك، وأنت لست وحدك"». الطريق طويل، لكن مع كل قصة تُشفى، يتجدد الأمل.

إقرأ المزيد لـ Dr-Mai Atiya ...

شارك برأيك

الإسعافات النفسية الأولية في غزة: علاج جروح غير مرئية لكنها عميقة بقلم الدكتورة مي عطية مستشارة نفسية- غزة

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1078)