رمضان: محطة للسكينة وفرصة لإعادة التوازن النفسي
الجمعة 28 فبراير 2025 6:37 مساءً - بتوقيت القدس
رمضان: محطة للسكينة وفرصة لإعادة التوازن النفسي
بقلم: هنادي طلال الدنف – غزة، فلسطين
يأتي رمضان هذا العام وسط تحديات صعبة يعيشها أهل غزة، حيث لا تزال آثار الأزمات تلقي بظلالها على الحياة اليومية. في ظل هذه الظروف، يصبح رمضان أكثر من مجرد شهر صيام، بل فرصة للبحث عن السكينة الداخلية والتشبث بالأمل رغم المصاعب. لكن كيف يمكن لشهر الروحانيات أن يساعد في التخفيف من الضغوط النفسية وتعزيز الصمود في بيئة مليئة بالتحديات؟
تظهر الدراسات النفسية أن الأزمات والضغوط المستمرة تترك آثارًا نفسية عميقة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، القلق، والاكتئاب، وهي حالات شائعة في البيئات التي تمر بظروف صعبة. في ظل محدودية خدمات الدعم النفسي، يلجأ كثيرون إلى العبادات والتأمل الذاتي كوسائل للتكيف. وهنا، لا يكون رمضان مجرد طقس ديني، بل محطة للتأمل وإعادة ترتيب الأفكار والمشاعر. وسط الضغوط اليومية، يمكن أن يكون الصيام فرصة للاتصال بالذات، والتأمل في معنى الصبر، وإعادة شحن الطاقة النفسية، حتى في أصعب الظروف. تشير الدراسات إلى أن العبادات المنتظمة، مثل الصلاة والتأمل والدعاء، تلعب دورًا في تخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية، خاصة في المجتمعات التي تمر بأزمات مستمرة.
رغم التحديات، تبقى لحظات الإفطار البسيطة، دعوات التراويح، وسكون السحور مشاهد تمنح نوعًا من الطمأنينة. الإفطار الجماعي، حتى إن كان في ظل ظروف صعبة، يخلق إحساسًا بالترابط الاجتماعي، وهو أحد العوامل التي تساعد في تعزيز الصمود النفسي. في غزة، حيث فقدت العديد من العائلات أحباءها أو منازلها، قد يكون اجتماع العائلة حول مائدة الإفطار أحد مصادر العزاء، حتى في أماكن النزوح أو وسط تغييرات الحياة القاسية.
قد لا يكون من السهل الاستمتاع بالتفاصيل الروحانية لرمضان كما يفعل غيرهم، لكن حتى في الألم، يبحث الإنسان عن لحظات تعيد إليه شعوره بإنسانيته ووجوده. الصيام يعلم الإنسان ضبط النفس والتكيف مع الحرمان، وهو يشبه التحديات اليومية التي يواجهها الناس في ظل الظروف الصعبة. علم النفس الإيجابي يشير إلى أن إعادة بناء المعنى في الحياة بعد الأزمات هو أحد العوامل الأساسية للصمود النفسي. وهنا يظهر دور رمضان في إعطاء مساحة للتفكير وإعادة بناء المعنى وسط الفوضى، فمع كل يوم صيام، يتعلم الإنسان الصبر والتحمل، وهي مهارات ضرورية للحفاظ على التوازن النفسي في مواجهة التحديات.
رمضان يذكّرنا أن التوازن النفسي ليس مجرد رفاهية، بل حاجة ضرورية، خاصة عندما تتزايد الضغوط. التأمل، الصلاة، والتواصل مع من تبقى من الأهل والأصدقاء قد تكون أدوات بسيطة، لكنها ضرورية للحفاظ على الحد الأدنى من التوازن النفسي. ومع هذا الشهر، يبقى الدعاء أحد أبواب الأمل المفتوحة دائمًا، لعل القادم يحمل معه فرجًا ورحمة.
وفي أولى ليالي التراويح، اجتمع الآلاف تحت الخيام، باحثين عن السكينة وسط الظروف الصعبة. امتلأت الساحات بالمصلين، حتى أن البعض لم يجد له مكانًا، فبقي واقفًا عند المداخل، بينما غادر آخرون قبل أن تبدأ الصلاة لشدة الازدحام. المشهد كان استثنائيًا، يعكس كيف يبحث الناس عن الروحانية حتى في أكثر اللحظات تحديًا، وكيف يبقى رمضان رغم كل شيء فرصة لإعادة التوازن النفسي ولو للحظات.
✨ كل عام وأهل غزة بألف خير. رغم الألم، تبقى هناك مساحات للأمل، ورمضان فرصة لالتقاط الأنفاس ولو للحظات. ✨
إقرأ المزيد لـ هنادي طلال الدنف ...
الأكثر تعليقاً
يهدف لتحسين قدرات الشباب.. الإغاثة الزراعية تطلق برنامج Go Professional

"التنمية" تعلن بدء صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية في الضفة

70 شخصية فلسطينية تطلق مبادرة "للإنقاذ الوطني" وتغيير النظام السياسي

قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
هاكرز يخترق مواقع الكترونية لبنوك إسرائيلية

هنيئاً قطر … من فلسطين

شيرين أبو عاقلة صحافية فلسطينية شجاعة في أرض محتلة

الأكثر قراءة
الأيام المقبلة أكثر تصعيدًا.. موقع عبري: السلطة تحاول التهدئة وحماس تشعل الأوضاع بعيدًا عن غزة

الاحتلال يفرض عقوبات جديدة على جنين

تحريض إسرائيلي على نائب رئيس بلدية الناصرة بعد تغريدة على تويتر

مقتل مواطنة خلال شجار شمال قطاع غزة

4 إصابات بالرصاص الحي بينها طفل والعشرات بالاختناق بمواجهات في بيت أمر

قناة عبرية: منفذ عملية ديزنغوف خطط لهجوم آخر ليلة “عيد الفصح”

مصرع مواطن بحادث دعس في القدس


أسعار العملات
الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.62
شراء 3.61
دينار / شيكل
بيع 5.11
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 4.11
شراء 4.1
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1217)
شارك برأيك
رمضان: محطة للسكينة وفرصة لإعادة التوازن النفسي