كتب/ محمد الذهبي:

لقد روّجت حركا تُ المقا و مةِ في غز ةَ طيلةَ الحقبةِ الزمنيةِ الماضية لهذه الكلمات التي هي أقربُ ما تكون من الخرافات وخُزعبلات المشعو ذين، والتي انهارت في أول اختبارٍ حقيقي.

إن عز ة غز ة، وكرامتها، سرعان ما انتفت عن أهلها وعنها بعد أيام قليلة من شلا ل الموت الذي فجـ ره الإسلا ميو ن، بعيداً عن وهم العربان الذين باعونا في سوق النخاسة بأرخص الأثمان وتغنوا بكرامتنا وبأننا مصدر مجد وفخار لهذه الأمة الفاسقة الفاجرة.

وأي مجد وأي عز هذا ونحن الذين لا نجد بيتاً يأوينا؟ نحن الذين لا نجد خرقةً تغطينا، نحن الذين ما ت منا من ما ت جوعاً وقهراً وعطشاً.

تمو ت غز ة كل صباحٍ بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها، ولن تسُد الشعارات الرنانة ولا الحما قات جوعها، لن تُشبع أطفالها، ولن تكف سوط الا حتلا ل الإسر ا ئيلي الذي أعاده شذ و ذ هم الد يني والفكري عن أعناقنا نحن المدنيون.

لقد صوّر أولئك الذين أرادوا لنا ما نحن فيه، بقصدٍ أو بلاهةٍ مجدنا للأمة بسيل د مِنا، بل بجو ع أطفالنا، وكشف ستر نا في خيام بؤسٍ لا تقي من حرِّ صيفٍ ولا سطوة بَرد ولا عينِ مارقٍ، لذا.. وعلى عُشّاق السّجع أن يخرسوا.. فنحن نمو ت.

#محمدالذهبي
1/ Nov2024