Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أرض المقدس الطاهرة (فلسطين) من منظورنا كمسلمين

الخميس 17 أكتوبر 2024 8:33 مساءً - بتوقيت القدس

soufiane

جميع الرسل والأنبياء أتوا بدين واحد مصداقا لقوله " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " و التسميات التي نسمعها اليوم من يهودية و نصرانية و مسيحية هي معتقدات فيها ما تم تحريفه من البشر و الدليل في قوله عز و جل " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين "
و الدين دين واحد و جاء على شرائع مختلفة حسب الأمة و النبي الذي بعث فيها فالله عز و جل أرسل أنبيائه على أقوام مختلفين و خص سبحانه و تعالى كل نبي بدعوة قومه و هو ما ينطبق على نبي الله إسرائيل و الذي هو يعقوب عليه السلام.
يقول الله تعالى " وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
فكان موحدا, مسلما و جاء من نسل يعقوب عليه السلام بني إسرائيل أي بني يعقوب و كانوا في بداية الأمر مسلمين , موحدين و صالحين مع أن جميع الأمم حينها كانوا في أشد الضلال و أشد الكفر و الشرك إلا بني إسرائيل (بني يعقوب) حتى أن يعقوب وصى ذريته و قال "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
و من هنا ظن اليهود الذين هم في زمننا الحالي أنهم هم شعب الله المختار لأن الله سبحانه و تعالى اختارهم في ذاك الزمان من بين كل الأمم الضالة و جعلهم مسلمون و جلسوا على دين الإسلام سنين طويلة, و مات يعقوب عليه السلام و جاءت أجيال من بعده حتى بعث فيهم موسى عليه السلام, فكتب الله سبحانه و تعالى بيت المقدس للمسلمين الذين في ذاك الزمان و هم أتباع موسى عليه السلام و قال لهم موسى حينها " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِين َ"
فدخلوا بيت المقدس و انتهى بهم الأمر للعصيان و الشرك و ترك أوامر الله و كفروا حتى بالله سبحانه و تعالى و ارتكبوا من المعاصي و المحرمات الكثير و الكثير حتى بعث الله سبحانه و تعالى فيهم أنبياء كثر لكن في كل مرة يقتلونهم حتى سموا بقتلة الأنبياء فغضب الله عليهم و لعنهم و سلط عليهم أقواما قتلوهم ثم انتقل التكليف من موسى عليه السلام إلى سيد الأمة محمد صلى الله عليه و سلم و حاول من تبقى من بني إسرائيل الذين كانوا في المدينة من كثر كفرهم و فجورهم قتله صلى الله عليه و سلم متعنتين بأنهم على عهد موسى عليه السلام.
فجميع الأنبياء أرسلوا لأقوام معينين أما رسولنا الكريم محمد عليه ازكى الصلاة و التسليم فقد أرسله الله سبحانه و تعالى للأقوام أجمعين.

من بعد ما أنزل الله سبحانه و تعالى آدم من الجنة نزلت معه الملائكة موكلة من الله سبحانه و تعالى ببناء أول بيت على وجه الأرض و الذي هو الكعبة المشرفة و لما بنت الملائكة الكعبة و انتهت مرت 40 سنة و آدم عليه السلام على وجه الأرض, نزلت الملائكة من جديد لبناء أعظم مسجد بعد المسجد الحرام و الذي هو المسجد الأقصى . سئل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه و سلم "قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أولا ؟ قال المسجد الحرام فقلت ثم أي ؟ قال ثم المسجد الأقصى فقلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون"
و بعدها و بقدر من الله سبحانه و تعالى أصبحت هاتين البقعتين أعظم رقعتين على وجه الأرض و أصبح الناس يصلون فيهما و يعبدون الله الواحد الأحد حتى جاء أول شرك في البشر و انهجرت بعده الكعبة و المسجد الأقصى و صارت الأغلبية يعظمون الهياكل العظمية و الأموات و يبنون تماثيل و اصنام يقدسونهم و يسجدون لهم من دون الله, فكان هذا موجب لهلاك من الله عز جلاله و أغرقهم بالطوفان, طوفان غطى الأرض كاملة فانهدمت الكعبة و المسجد الأقصى بسبب هذا الطوفان و ما بقي منهم إلا قواعد فقط و نجى من البشر نوح و من ركب معه السفينة و كان من بينهم ابن نوح و هو سام عليه السلام و الذي شد الترحال بعدها و استقر في بلاد الشام (و الكثير رجح تسميتها ببلاد الشام استنادا لمكوث ابن نوح سام عليه السلام فيها و سميت بمنطقة سام في الأصل و مع الزمان أصبحت بلاد الشام) و مرت الأيام و عدت السنين و ما كان في الأرض لا كعبة و لا مسجد أقصى, الكل مهدوم إلا قواعد معينة فقط يعرفها الناس و يعرفون أن الدعاء فيها مستجاب يشدون الترحال لها كلما ضاقت بهم و تعسرت عليهم.
تكاثرت الأمة و كان حينها رجال شداد, أقوياء يسمون بقوم عاد "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ" و كانوا يقطنون في جزيرة العرب و في أعظم مدينة حينها و كان اسمها "إرم" و هي التي تم ذكرها في القرآن في قوله تعالى " إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ"
ففعلا لم يخلق مثلها في البلاد فكانوا جبارين و معتدين و انتشر فيهم الشرك بعد الطوفان, و هم أول قوم تجرأوا بعده أن يشركوا بالله جل جلاله و امتثلوا للأصنام و تمادوا في الكفر حتى أنكروا وجود الآخرة و الحساب و تحدوا الله... فبعث الله تعالى فيهم نبيه هودا عليه السلام و الذي دعاهم لعبادة الواحد الأحد و الرجوع للإسلام مثل ما كان سام و نوح عليهما السلام لكنهم أبوا و رفضوا و تكبروا فعاقبهم الله تعالى بالجفاف الشديد و ضلوا يعبدون أصنامهم و يجتهدون في عبادتهم دون تغيير و دون استجابة حتى أصبح البعض منهم يقترح الرجوع إلى الله سبحانه و تعالى و الهجرة إلى قواعد الكعبة لأن الدعاء فيها مستجاب و دعوا الله فيها فأنزل عليهم عاصفة شديدة قرروا بعدها أن يؤمنوا برسالة هود عليه السلام و ما رجعوا "لإرم" و مكثوا في مكة و لم يصبهم فيها ما أصاب قومهم الذين تركوهم في "إرم".
مكثوا جميعهم في منطقة بين مكة و الشام إلا رجل واحد منهم كان يسمى "كنعان بن عمليق" حيث قرر التوجه لشام و بالتحديد لقواعد المسجد الأقصى (ما تبقى من المسجد الأقصى بعد الطوفان) و هي نفسها المنطقة التي تسمى اليوم ب "فلسطين"
مكث كنعان فيها مع أهله و أمواله و جلس عند قواعد المسجد الأقصى يعبد الله حتى وفاته و نتج من نسل هذا الرجل العربي أول سكان للمنطقة و كانوا يسمون ب "الكنعانيين" أو "العمالقة" و سميت تلك الأرض بأول اسم لها "أرض كنعان" و سكن أولاد عمهم الباقون من قوم عاد في منطقة بين مكة و أرض كنعان و الذين سموا بعدها بقوم صالح و كانوا أقوياء و شداد حتى أنهم حفروا الصخر و اتخذوا من الجبال بيوتا و بنوا قصورا ضخمة إلا أنهم بعد كل النعم التي أنعم الله عليهم بها كفروا به و أصابتهم الصيحة لينتقل نسلهم بعدها لمنطقتين, منطقة "العلا" و ارض "فلسطين" (المسماة أرض كنعان حينها) و ما بقي من قوم عاد في ذاك الوقت إلا الكنعانيين.
هجرت جزيرة العرب و هجر وادي مكة و قواعد الكعبة (ما تبقى منها بعد الطوفان) و سار كل الناس مجتمعين في حضارتين متجاورتين, أرض كنعان و أرض بابل (العراق حاليا) و كانتا أعظم حضارتين حينها إلا أن أرض كنعان كانت تمر بفترة جفاف قوية جعلت بعض الكنعانيين يهاجرونها فمنهم من اتجه صوب بابل و منهم من راح صوب مصر (و يرجح فرضية أنهم هم من بنوا الأهرامات نظرا لقوتهم الجسمانية كأجدادهم ثمود و عاد) و من آل كنعان أيضا من هاجر لقواعد الكعبة و وادي مكة بعد أن تم هجره لسنوات.
أول ما وصلوا لوادي مكة انصدموا في خيراته وبركات من الله سبحانه و تعالى فيه فسكنوها و مرت السنين و جاءت أجيال و أجيال و الكنعانيين يمكثون مكة و أرض المقدس إلى أن دخلهم الشيطان و كرس فيهم الشرك و الكفر بالله و عبادة الأصنام و الأموات و أين ؟ في بقعتين من أقدس البقع على وجه الأرض, أرض كنعان عند المسجد الأقصى و مكة المقدسة.

فما مكثوا بعدها في مكة طويلا حيث جفت أرضهم أشد من الجفاف الذي كانوا عليه في أرض المقدس قبلا حيث قال تعالى فيها في سورة إبراهيم "وَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ" فصار واد مكة قاحلا فهجروه و انتشروا في الأرض و أصبحت مكة مرة آخرى بدون سكان, خالية إلى أن دخلها إبراهيم عليه السلام رفقة زوجتيه سارة و هاجر و ابنه إسماعيل و مكثوا فيها و حينها دعا إبراهيم ربه فقال في قوله تعالى "رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
فقام بعدها سيدنا إبراهيم بمعية زوجته الأولى سارة و التي لم تنجب له أطفالا و سافرو إلى أرض كنعان (بيت المقدس) ليكمل مهمته التي كلفه الله تعالى بها حيث تم توكيله بأهم منطقتين على وجه الأرض و أعظمهما عند الله , بناء المسجد الحرام و المسجد الأقصى بعد أن تم تهديمهم في طوفان سيدنا نوح فكان إبراهيم عليه السلام يدعوا العمالقة (الكنعانيين) لدين الله سبحانه وتعالى و بالموازاة مع الدعوة بناء المسجد الأقصى, و بعد فترة من الزمن رجع سيدنا إبراهيم لمكة و كانت الصدمة أنه أول ما وصل وجد أن الله سبحانه و تعالى استجاب لدعائه و صار الوادي الذي تركه جافا مليئا بالماء و الأشجارو الثمرات و صار مع زوجته هاجر و إسماعيل قبيلة كاملة وأصبح من ذاك الوقت ينتقل بين المسجد الأقصى و الكعبة إلى أن اكتمل بنائهم في منظر يذكرنا بمعجزة و رحلة الإسراء و المعراج فبنى إبراهيم الكعبة رفقة ابنه إسماعيل و بنى المسجد الأقصى مع المسلمين العرب الكنعانيين و في انتهائه من بناء الكعبة "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
اجتمع و ابنه إسماعيل رفقة قومه فرفعوا أيديهم يدعون بدعاء من أعظم الأدعية التي لها عظيم الفضل علينا اليوم و لولاه لا كنا إلى اليوم نعبد الأصنام فدعا سيدنا إبراهيم ربه متضرعا فقال في قوله تعالى "رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
فسكن إبراهيم أرض كنعان و سكن ابنه إسماعيل أرض مكة يدعون الناس لدين الله, و ظل إبراهيم عليه السلام ينشر الدعوة و يدعو لنفسه بولد من زوجته الأولى سارة و التي لم يرزق منها بإبن حتى جائته الملائكة تبشره بإسحاق و من إسحاق آتى يعقوب و كانت حينها أرض كنعان و أرض مصر تحت حكم واحد و الذي كان حكم الهكسوس, و مرت السنين و على عهد أبائه ضل يعقوب عليه السلام يدعو قومه لتوحيد الله و عز و جل و للإسلام و كان من بين أغنياء قومه إلى أن أتى جفاف قوي آخر لأرض كنعان و بسببه هاجر يعقوب عليه السلام من أرض كنعان إلى مصر.
و بقوا العرب الكنعانيين على توحيد الله في أرض كنعان لسنوات طويلة حتى رجعوا لشرك و دلس عليهم الشيطان فانتشر فيهم الفسوق و العصيان و ضلوا في ذلك سنين عديدة و مضى حكم الهكسوس و أتى حكم الفراعنة و كان وقتها ليعقوب الذي هاجر لمصر نسل كامل يسمى ببني إسرائيل و كان أول مسكن لهم بمصر, و بعد زمن طويل و الكنعانيين (أرض فلسطين) في شرك حدثت أول محاولة لغزوة أرض كنعان و كانت على يد المسلمين بقيادة موسى عليه السلام و هذا من بعد ما أوحى الله سبحانه و تعالى لموسى أن الله كتب هذه الأرض لهم و سمح لهم بتطهير المسجد الأقصى من الشرك و كانت ردة فعل أتباع موسى أنهم و كما جاء في قوله عز و جل "قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" فغضب الله عليهم و عاقبهم بالتيه 40 سنة في صحراء سناء و مات في تلك الفترة موسى عليه السلام و راح جيل كامل حتى جاء يوشع بن نون (و هو حفيد يعقوب عليه السلام من نبي الله يوسف) و كان جيله أكثر إيمانا و طهروا المسجد الأقصى من الشرك و نشروا التوحيد و رجع الإسلام و بعدها صار الكنعانيون مستضعفين في أرض كنعان و التي هي أرضهم بسبب أنهم أشركوا بالله تعالى فحقت هذه الأرض للمسلمين و مات يوشع بن نون بعدما قامت دولته ل 100 سنة و جاء من بعده جيل ضعيف و إيمانه ضعيف.
ابن خلدون كانت له مقولة عظيمة تقول الأيام الصعبة تخرج رجال اقوياء, الرجال الاقوياء يصنعون الرخاء والترف, الرخاء يخرج رجال ضعفاء, الرجال الضعفاء يصنعون ايام صعبة
و كأنها دائرة مغلقة حيث كانوا يحبون الدنيا و متعلقين فيها و يحبون الشهوات و يستهينون بالمعاصي و حكمة الله عز و جل تقضي في إن تركنا الحكم بشرع الله تقسمنا و جعلنا على الله كيدنا بيننا و بالفعل هذا الذي حصل بين بني إسرائيل المسلمين, فتركوا حكم الله و هجروا الثوراة فجعل الله عز جلاله كيدهم بينهم و تقسمت دولتهم لأقسام و التي كانت دولة واحدة (دولة يوشع بن نون) و صارت الحروب بينهم حتى رجع الكفار من العرب العماليق (الكنعانيين) و استعادوا بلادهم بقيادة جالوت الذي غزى البلاد و عاد الحكم لهم و هم كفار مشركين صارت لهم السلطة فيها فمزقوا الثوراة و هدموا جزءا كبيرا من الأقصى كنوع من الإنتقام, فضاعت الثوراة و لم يكن يحفظها أحد من بني إسرائيل المسلمين و صاروا ضعفاء, خرجوا مدبدبي الرؤوس من ديارهم و رجع الشرك في المسجد الأقصى من جديد بقوة السيف و اكتفى مسلمي بني إسرائيل حينها بالدعاء على أن يتحرر المسجد الأقصى في مشهد هو نفسه يعيده التاريخ اليوم.
و كانوا يدعون و يدعون و لا يستجاب لهم, و كان بينهم نبي تم ذكره في القرآن سارو إليه "إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ " و استجاب لهم الله سبحانه و تعالى و أعطى الملك لطالوت, إلا أنهم اعترضوا و قالو لماذا طالوت ؟ "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ" فأجابهم نبيهم "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" فكتب عليهم القتال "فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"

و قام طالوت و قاتل جالوت و حينها ظهرت بطولة سيدنا داوود عليه السلام حين ضرب بالحجارة جالوت و أظهر للمسلمين أن القوة هي قوة الإيمان و أن النصر هو من عند الله تعالى و بتوفيق منه عز جلاله تمكنوا بحصوات صغيرة أن يدمروا جيا كاملا و هو ما حصل.
انسحب جيش جالوت العرب بشركهم و قوتهم ف "إن تنصروا الله ينصركم" و أصبح داوود عليه السلام أول نبي ملك في تاريخ البشر و ملك المسجد الأقصى و قرر حينها إعادة بناء المسجد الأقصى من جديد إلا أنه عليه السلام مات قبل إتمام ذلك و أتى بعده لإكمال المهمة سليمان عليه السلام و الذي أعطاه الله عز جلاله ملكا عظيما في يوم و ليلة إذ رفع يده تضرعا لله سبحانه قائلا "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" فاستجيب له " فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
فكانت الرياح و الشياطين بأمره و حين قرر إعادة بناء المسجد الأقصى استعان بأمر الله بشياطين الجن تبني معه فصار المسجد الأقصى هو المسجد الوحيد الذي ساهمت في بنائه كل من الملائكة و الجن.

فمكث سليمان عليه السلام يحكم بني إسرائيل في أرض كنعان سنين طويلة حتى توفي عليه السلام و بعد موته شيئا فشيئا ترك المسلمون حكم التوراة و أصبحوا يخترعون من عندهم قوانين خاصة حتى جعل الله سبحانه كيدهم بينهم و ضعفوا و تفككوا و تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و صاروا يحرفون في دين الله و غيروه لإسم اليهودية و دلسوا على الناس و قال فيهم سبحانه و تعالى "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ "
و بعث الله سبحانه و تعالى فيهم أنبياء كثر لكن هذه المرة كانوا يقتلونهم و كلما ظهر فيهم نبي قتلوه و استمروا في ذلك حتى سموا ب -قتلة الأنبياء- و لعنهم الله سبحانه و تعالى و سلط عليهم الغزاة و غزوهم في ذاك الوقت البابليون (أرض بابل) و قتلوا فيهم الكثير و استعبدوهم و هجروهم و حاصروا المسجد الأقصى و هدموه من جديد, فهرب قوم بني إسرائيل لمصر و لمنطقة يثرب (شمال أرض مكة) و بقي البعض منهم في أرض كنعان مستعبدين فصارت أرض كنعان مقصدا للغزاة و كل مرة يتناوب فيها حكم جديد إلى أن أتى حكم الفرس حيث أصبح اليهود في ولايتهم أقل عبودية و سمح لهم ببناء المسجد الأقصى لكنهم و بتحريفهم أنكرو شيئا اسمه المسجد الأقصى و أسموه هيكل سليمان و بعدها غزى الروم الفرس و انتصروا عليهم و استحوذوا على أرض كنعان و أعطى الروم حرية أكثر لليهود مارسوا فيها شعائرهم بكل أريحية حتى بعث الله تعالى فيهم عيسى بن مريم و حاولوا حينها قتله بجميع الأشكال و حكمت عليه الدولة الرومانية بالإعدام إلا أن الله سبحانه و تعالى رفعه إليه قبل قتله و علم الحواريين من حوله أنه سيعود إلى الأرض و أنه سيأتي من بعده نبي إسمه أحمد, و أصبحت انتفاضات و احتجاجات لليهود و التي تم قمعها من الدولة الرومانية الحاكمة آنذاك فهدموا هيكلهم و طردوهم من البلاد و بعدها انتشروا و لا أقيمت لهم دولة من ذاك الوقت.
و قامت الدولة الرومانية و قسمت الشام لأقسام و يقال أنه حينها سميت فلسطين بفلسطين و ضلت أرض فلسطين تحت الحكم الروماني و المسجد الأقصى مهدوم و كان ما حوله مليئا بالشرك و ما عاد التوحيد في المسجد الأقصى إلا بعد ما بعث الله تعالى من نسل إسماعيل محمد صلى الله عليه و سلم و هو استجابة لدعاء إسماعيل و إبراهيم عند الكعبة إذ دعوا الله أن يبعث في مكة نبي و بعث الله فيها خاتم النبيئين و كان من نسل إسماعيل عليه السلام و الذي أسري به صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و صلى بجميع الأنبياء في المسجد الأقصى ليكون هو خاتم الأنبياء و المرسول لجميع الشعوب و الأمم و بعد عقود من الزمن ترجع مسؤولية المسجد الأقصى للمسلمين من جديد إلا أن هذه المرة ليس فقط من أجل استعادة الأرض لكن من أجل تحريرها من الشرك و الظلم الروماني و يعيدوها أرض توحيد و حصل أول تخطيط لغزو الروم على يد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم فقاموا المسلمين من اتباعه عليه الصلاة و السلام و قالوا له, يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل لموسى اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هنا قاعدون ولكن اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون.
و صدق قوله تعالى "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ"
و من هنا أتى الحقد الدفين و كره اليهود للمسلمين العرب لأنهم علموا أنهم بعدما تولوا استبدل الله قوما غيرهم و ما كانوا أمثالهم, و هم يعرفون أن هناك نبي سيبعث في آخر الزمن, قال تعالى "ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ" فمكتوب عندهم أن الله سيخرج من نسل إسماعيل أمة مسلمة عظيمة.
في قصة هاجر و إبراهيم و إسماعيل لما تركهم إبراهيم في وادي مكة الجاف فمكتوب في سفر التكوين (سفر التكوين في اليهودية و المسيحية هو أول أسفار كتاب العهد القديم و أول أجزاء الثوراة الخمسة) و تضمن ما يلي – فسمع الله صوت الغلام و نادى ملاك الله هاجر لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو قومي احملي الغلام و شدي يدك به لأني سأجعله أمة عظيمة - حيث مكتوب عندهم أن إسماعيل ستخرج منه أمة عظيمة, و جاء من إسماعيل نبي أمي لا يعرف الكتابة و لا القراءة و هو مكتوب عندهم أيضا في سفر أشعياء (سفر أشعياء هو نص رئيسي من العهد القديم و هو ليس بنبوءة واحدة و إنما عدة نبوءات) و تضمن – أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة و يقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة – فهم يعرفون الحق و يعرفون أن هناك نبي سيخرج في آخر الزمان و يكون مرسلا لكل الأمم لكن كانوا يتمنون أن يكون هذا النبي منهم و حين خرج من غيرهم حقدوا و انتكسوا, قال تعالى "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ " فجعل الله غضبه عليهم يتلى في كل صلاة إلى يوم الدين.

و في أول ما عرفوا أن النبي بعث حاولوا قتله أكثر من مرة فهم قتلة للأنبياء و حاولوا و على عهد أجدادهم قتل رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم لكن الله عز و جل حفظه و قال "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " فعصمه الله سبحانه و تعالى من أذيتهم و من غدرهم و سحرهم و كل هذا لأجل أنهم موقنين بأنه خاتم النبيئين و الرسول لكل الأمم و الذي كان نسله من إسماعيل و هم تمنوه من إسحاق.
و حصلت معارك بين الروم و المسلمين و آخرها كانت معركة تبوك و التي كان فيها الرسول صلى الله عليه و سلم متعبا و في آخر حياته حيث كان متوجها للمسجد الأقصى إلا أنه صلوات الله عليه مات قبل تحريرها و مثل ما خلف موسى عليه السلام الخليفة يوشع بن نون و حرر المسجد الأقصى جاء بعد محمد صلى الله عليه و سلم الخليفة عمر ابن الخطاب و حرر المسجد الأقصى و استلم المفاتيح بيده و دخله سكان العرب من جديد لكن هذه المرة بدين الإسلام الذي شمل جميع الأمم و تمت إعادة بناء المسجد الأقصى و من بعده مسجد قبة الصخرة و أصبح الأقصى حينها ميزان لقوة إيمان الأمة الإسلامية و بعدها تم احتلاله و استعادته من طرف المسلمين في مشهد يذكرنا بعهد بني إسرائيل و مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ؛ قلنا: يا رسول الله؛ اليهودُ والنَّصارى؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: فَمَن؟

وفي رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القُذَّةِ بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟.

وروى البخاري في كتاب الاعتصام من صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك.

هذا الحديث الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم علامة من علامات نبوته، ودلالة من دلالات صدق رسالته, فقد أخبر بغيب أنه سيكون بعده , يخبر صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الأمة ـ أمة الإسلام ـ ستأخذ بمأخذ القرون والأمم قبلها، وتسير على سيرهم، وأنها سوف تقلدهم في عاداتهم وتقاليدهم ومناهجهم وفي كل ما يعملون، سواء كان ذلك في أمر دنياهم وطرائق معايشهم، وسياسات دولهم، أو حتى في ملابسهم وأساليب حياتهم، وسواء كان في أمر دينهم وبدعهم، وحتى في كفرهم والسير على ما استحدثوه من قوانين واخترعوه من أفكار.

فجلست هذه الأرض المقدسة وأضحت مقصدا ووجهتا للغزاة إلى يومنا هذا حتى تم احتلال فلسطين من قبل بريطانيا عام 1917م و من تلك السنة إلى يومنا هذا لا زال المسجد الأقصى تحت يد الاحتلال الذي تحول من بريطانيا إلى الكيان الصهيوني و تستمر مقاومة الاحتلال رغم ضعفها إلى أن يشاء الله.
فاللهم إن كان تحريرها علامة من علامات الساعة فحررها و أقم الساعة

إقرأ المزيد لـ soufiane ...

أسعار العملات

الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 51)