لغة الحرب المدمرة التي انتهجتها اسرائيل ردا على ما قامت به حركة حماس باطلاقها معركة طوفان الاقصى جعلت من قطاع غزة على مدار ١٧ يوما مساحة جغرافية جديدة معزولة ومقهورة ومدمرة وفيها الكثير من الويلات والالام والاوجاع التي لن تمحوها السنين ..

احياء كاملة تغيرت معالمها وخصوصا بيت حانون والشجاعية وبيت لاهيا والشاطئ والرمال والزيتون حيث تظهر صور الاقمار الصناعية اختلافا جوهريا في المناظر التي تم تصويرها حيث العمارات السكنية والمنازل والابراج التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية بقذائفها  كليا ..

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه اعداد الشهداء الى اكثر من خمسة الاف والجرحى الى اكثر من ١٤ الف فان وزارة الداخلية بغزة قالت ان أكثر من 1500 مفقود لا زالوا تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي المستمر فيما اشار مكتب الإعلامي الحكومي بغزة ان أكثر من 181 ألف وحدة سكنية تضررت بفعل العدوان منها أكثر من 20 ألف وحدة دمرت كلياً.

وارتكبت اسرائيل مجازر فظة بحق عائلات ومسحتها كليا من السجلات الاجتماعية حيث بلغت حوالي ٦٠٠ مجزرة استهدفت حوالي ٣ الاف شهيد والاف الجرحى ومن بين الناجين القلائل رصدنا حكايات مؤلمة وحزينة.

سيدة فقدت ابنها تصرخ وتقول يا رب ارحمنا يا رب وسائق سيارة يضع الجثامين للضحايا في صندوق سيارته لمساعدة سيارات الاسعاف المنهكة وطفلة تواسي اخواتها الصغيرات بعد استشهاد والدتهن وطفل صغير امضى يومين تحت الانقاض وتم انقاذه وعائلات اسرى تم ابعادهم الى قطاع غزة خلال صفقة الاحرار التي شملت الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط لقيت حتفها ومصيرها المحتوم بالموت …

سيدات واطفال ونساء نزحوا الى مراكز ايواء اللاجئين التابعة لوكالة الغوث والمئات في طوابير طويلة للحصول على رغيف خبز وسط الحصار والخناق الاسرائيلي المتواصل ..

اطفال  يحملهم الاباء على اكتافهم على امل ان تنجح المستشفيات في تقديم المساعدة والعناية الطبية لهم رغم اكتظاظ المستشفيات لكن الغالبية العظمى من ضحايا القصف يصلون اشلاء وبحالة رهيبة ..

عائلات كبيرة اتحدت  في مخيمات ومراكز اللجوء في المستشفيات وفي مواقع وكالة الغوث وتقتسم اجواء المعيشة وظروفها الصعبة لكن الارادة عالية ..

تتردد الاصوات بنبرة مرتفعة من داخل قطاع غزة بضرورة توقف الحرب فورا ومنع سفك المزيد من الدماء التي سالت كثيرا في حرب مدمرة ستبقى ارهاصاتها تخنق غزة لسنوات طويلة ..

اهل غزة صامدون ويعرفون جيدا ان هذا الوضع المأساوي ينتظرهم لكنهم حتما ورغم كبريائهم الكبير وايمانهم بحقهم في العيش بكرامة الا انهم يتضرعون للخالق عز وجل ان تتوقف هذه الحرب وان يضع العالم حدا لالة الحرب الاسرائيلية التي اجبرتهم على النزوح الى الجنوب في اصعب معركة لغزة امام الاحتلال الاسرائيلي وهم يدركون حقيقة لا مناص منها ان الالاف منهم اصبحوا بلا مأوى او بيت وعليهم الانتظار لسنوات طويلة حتى ينعموا ولو لوقت قصير بالهدوء والامان لانهم يدركون ان يوم الفرح غائب مقارنة مع المآسي والنكبات  .