Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 25 سبتمبر 2023 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس

في ظلال "أيلول" الفلسطيني

ساخنة دوما أيام شهر أيلول (سبتمبر) بالمعنى السياسي، الذي يعدّ من أكثر الأشهر ارتباطا بالفلسطيني، ويحفر أيامه في الذاكرة الوطنية بقسوة وألم يتخللها ملامح عزة وفخار، ورغم أن هذا الشهر لطالما حمل البشارة على مدى الزمان، كونه بداية موسم الزيتون في أرض الزيتون، الذي يعني كثيرا لأهل فلسطين منذ آلاف السنين.

أيلول.. ارتبط اسمه بالذاكرة الفلسطينية المعاصرة بالأحداث المؤلمة التي وقعت في الأردن في 1970م، وحملت اسم هذا الشهر حيث عُرفت بأحداث "أيلول الأسود"، التي ترتب عليها خروج البندقية الفلسطينية المرابطة على الحدود الشرقية للوطن، وفقدان أهم نقطة ارتكاز للمقاومة، أو لأي معركة تحرير محتملة.

في أيلول كانت "صبرا وشاتيلا" 1982م، بعدما أخرجت البندقية الفلسطينية من الحدود الشمالية للوطن، فكانت الاستباحة لأبنائه ذبحا وقتلا، وسالت دماء اللاجئين أودية في المهجر، وكأنما أصبح أيلول موسما لحصاد آخر غير الزيتون.

في أيلول وقعت اتفاقية كامب ديفيد 1978م، التي اختلف العرب حولها وأنهت حقبة الحروب بين الرسمية العربية والكيان الصهيوني، ثم وكأنما كان هذا الشهر قدرا للتسويات السياسية، ففيه وقّعت اتفاقية أوسلو في 1993م، التي شكلت ضربة قاسية للمشروع الوطني الفلسطيني، الذي حمل طموح تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، لتتقلّص فلسطين وفق هذا الاتفاق إلى الضفة والقطاع، وتضع الرسمية الفلسطينية توقيعها على اتفاق يعطي للاحتلال 78% من أرض فلسطين، ويضع الحقوق الوطنية في دائرة المجهول.

اتفاق أوسلو شكل انتقال دور البندقية الفلسطينية من القتال للتحرير، إلى الدور الوظيفي الأمني لصالح حماية الاحتلال مقابل حكم ذاتي (أقل من دويلة)، على جزء من الأرض محاطة بالمستوطنات منزوعة الإرادة، بل فتح الباب أمام انقسام وطني، وجرح لم يندمل حتى كتابة هذه السطور.

في الثالث عشر من أيلول 1993م بدأ تصنيف جديد للفلسطيني، وأدخل مصطلح الإرهاب على من لا يزال يحمل روحه على كفه ويقاتل، وأصبح الجزء الأخر من أبناء ذات الوطن مطلوب منهم وقفه ومنعه وتجريم سلوكه، الذي كان قبل أيام قلائل عنوان البطولة ودرب النضال.

في أيلول 2000 م اقتحم شارون المسجد الأقصى مدنسا باحاته مستعرضا عضلاته، معلنا انتهاء مرحلة التسويات وبدء مرحلة الاغتيالات والقتل، وتجدد الإرهاب بأوسع مراحله وأبشع صوره لتدمير كل إمكانية لقيام كيانية فلسطينية في الضفة والقطاع، وبدأت قواته بقتل الدرة الطفل، وكأنها تستبيح الحاضر وتدمر المستقبل.

ولكن بالمقابل في أيلول كانت عملية ميونخ 1972م، وثأر الكرامة الوطنية من جرائم الاحتلال وملاحقة مجرميه أينما كانوا، ثم كانت انتفاضة الأقصى التي تعدّ أشد المعارك العربية الإسرائيلية على الإطلاق، ففيها فقد الاحتلال العدد الأكبر من مستوطنيه وجنوده، وتكاتفت البندقية الفلسطينية مع بعضها في تلاحم نوعي بين مختلف القوى والفصائل الوطنية، بعدما أدركت قيادة أوسلو أن المضي في الدرب ذاته بات ضربا من الوهم والعبث، وأن العودة للحق فضيلة والعودة للمقاومة بطولة.

وفي أيلول 2005 م وفي ثمرة من ثمار انتفاضة الأقصى اندحر الاحتلال عن مستوطنات قطاع غزة، ورفرف عليها العلم الفلسطيني لأول مرة منذ 1967 بيد شارون، الذي كان قبل سنوات خلت يقتحم الأقصى ويعربد في ساحاته، ثم بدأ يبني سوره للانكفاء داخله بعد ضربات المقاومة وعملياتها الاستشهادية، وصواريخها المصنعة بإرادة محلية وعزم لا يلين.

اليوم يكرر أيلول نفسه بين من لا يزال يخطط كي يقتلع أشجار الزيتون، ويهدم الحلم الفلسطيني، وينال من الأقصى ويقتحم أسواره، وينتهك قدسيته، ومن لا يزال متوهما أن الاحتلال يمكن أن يترك غريزة القتل وسياسة الإرهاب، وينثر الحقوق على أصحابها محبة وسلاما، وبين رسمية عربية تسير في فلك التطبيع، بينما لا تزال الجماهير الصادقة الحاضنة الدافئة من أبناء شعبنا على قناعة أن الكف الفلسطيني قادر دوما أن ينتصر على المخرز الصهيوني، وأن إرادة الحرية والمقاومة ستنتصر لترسم خريطة الوطن كاملة بدماء الشهداء، فالفلسطيني اليوم هنا داخل الوطن وهناك على حدوده، على استعداد وجاهزية لمن يبدأ، ليصنع أيلولا جديدا عنوانه التحرير والعودة، وتنهمر أمطار أيلول مجددا على زيتون فلسطين، تحمل بشرى قطاف الانتصار.
عن "الجزيرة نت"

دلالات

شارك برأيك

في ظلال "أيلول" الفلسطيني

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 99)