فلسطين

الجمعة 01 سبتمبر 2023 8:00 مساءً - بتوقيت القدس

والد الأسير أحمد القنبع للاحتلال: حكمكم لن يُرهبنا وأملنا بحريته كبير

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

"إن الله يحب الصابرين، ونحن صابرون على كل شيء من عند الله الذي سيفك قيد ابني .. وفرجنا قريب مهما طال السجن والسجان".. بهذه الكلمات، استهل اللاجئ جمال أحمد قنبع، من مخيم جنين، حديثه، تعقيباً على قرار المحكمة العسكرية في سالم غرب جنين، التي قضت بالسجن المؤبد، بالإضافة لـ26 عاماً وغرامة مالية بقيمة مليون ونصف شيكل، بتهمة ضلوعه في العملية الفدائية التي أدت لمقتل حاخام إسرائيلي بتاريخ 9-1-2018 بقيادة الشهيد أحمد نصر جرار وبمشاركة ابن عمه الشهيد أحمد جرار.


وقال خلال حديثه لـ"القدس" دوت كوم، "الاحتلال وأحكامه وسجونه لن ترهبنا ولن تنال من عزيمة أحمد، وبعد حكمه، ازداد وكبر أكثر أملنا بفرحة الحرية واجتماع الشمل".


منذ وقوع العملية، واعتقال أحمد، بتاريخ 18/ 1/ 2018، لم يتوقف الاحتلال عن استهداف عائلته وعوائل منفذي العملية، فهدمت منازل جرار، ثم هدم الاحتلال منزل عائلة القنبع مرتين، رغم أن مليكته تعود لشقيق والده المواطن محمد القنبع الذي يعاني من إعاقة حركية، رغم قيامه بتقديم الأوراق الثبوتية التي تؤكد هوية مالكه الحقيقي.


ويقول: "لم يهتم الاحتلال بالاعتراض والاستئناف الذي قدمناه، فرغبة الانتقام وحجم الحقد والكراهية كانت أقوى من كل القيم الإنسانية، فاقتحم الاحتلال منزل شقيقي فجر 24/4/2018، وانتزعونا منه وخلال دقائق، تحول لأنقاض وخسر شقيقي كل تعب وشقى العمر، فلم يكن هناك مبرر لهدمه".


ويضيف: "كانت هذه المرة الثانية التي نفقد فيها منزلها، فخلال مجزرة مخيم جنين في نيسان 2002، هدمت البلدوزرات الإسرائيلية منزلنا مع مئات المنازل، وفرضت علينا حياة التشرد من جديد، فأين العدالة وحقوق الإنسان؟، وأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم والعقاب والعذاب المستمر بلا رحمة؟".


أعاد القنبع، بناء المنزل مرة أخرى وجمع شتات أسرته، لكن الاحتلال كان له بالمرصاد، وأصدر قراراًبهدم المنزل الذي أعيد بنائه، ويقول القنبع: "عشنا معاناة رهيبة بعد هدم منزلنا مرة ثانية، تشردنا ولم يكتفي الاحتلال باعتقال أحمد، فاستهدف ابنائي وزجهم خلف القضبان لنعيش حياتنا بين المحاكم، وخلال ذلك، أعاد شقيقي بناء المنزل واجتمع شملنا وعدنا لممارسة حياتنا بشكل طبيعي رغم مشاعر الالم والمعاناة".


ويضيف: "مع انتهاء المدة التي حددها الاحتلال، حاصروا منزلنا وشردونا مرة ثالثة وهدموا المنزل".

في مخيم جنين، أبصر أحمد النور قبل 33 عاماً، ليكون بكر عائلته المكونة من 7 أفراد، ويقول والده: "نشأ وترعرع في المخيم، امتلك قلباً كبيراً وحنوناً، مخلصاً ووفياً، صاحب نخوة وشهامة ورجولة وروح انتماء وطني منذ صغره".


ويضيف: "تعلم في مدارس الوكالة بالمخيم، وتابع دراسة الثانوية العامة في جنين وحقق النجاح، انتسب للجامعة العربية الأمريكية وتخرج بشهادة البكالوريوس بإدارة المستشفيات".


ويكمل: "لم يحظى بوظيفة بمجال شهادته، فعمل بعدة مهن أخرها في محطة محروقات في جنين، كان ملتزماً بعمله وأسرته، ولا يتدخل مطلقاً في السياسة".


الاعتقالات ...


المربي الخمسيني جمال القنبع، يروي أن الاحتلال اعتقل نجله أحمد في المرة الأولى، عام 2015، وأمضى عام كامل في سجون الاحتلال حتى أفرج عنه، وعاد ليعيش حياة طبيعية ومواصلة العمل حتى تاريخ 17/1/2018، ويقول، "قبيل المغرب، اقتحمت وحدات سرية خاصة متخفية بالزي المدني وبواسطة مركبة فلسطينية، محطة الوقود التي يعمل فيها ابني، بلمح البصر حاصروه واختطفوه واقتادوه لمعسكر سالم، في نفس الوقت، اقتحم الاحتلال واد برقين وسط إطلاق نار".


ويضيف: "عشنا لحظات رعب في ظل تضارب الروايات حول مصير أحمد، فقد سمعنا أنه تعرض لإطلاق نار، واستمرت معاناتنا حتى علمنا أنه اعتقل، وفي تلك الليلة، استشهد الشاب أحمد إسماعيل جرار وعلمنا من وسائل الإعلام بنجاة المطارد أحمد نصر جرار من الاغتيال".


ويتابع: "تعرض لتحقيق عسكري قاسي، وبقي في التحقيق لفترة 70 يوماً في الجلمة ولم نعرف عنه أي شيء، وكان محروماً من لقاء المحامين، وأثر ذلك على صحته لكنه لم ينال من عزيمته ومعنوياته".


منذ اعتقاله، جرى عرض أحمد على المحاكم العسكرية أكثر من 30 مرة، وفي كل جلسة يمددون توقيفه، لكنه تعرض لمعاملة قاسية وحراسة مشددة، منذ تحديه للمحكمة والسجانين وجنود الاحتلال، عندما وقف أمامهم بشموخ وقال مخاطباً عائلته في قاعة المحكمة، "راح أروح خاوة"، وفور نشره عبر وسائل التواصل أثار الفيديو الخاص بأحمد ردود فعل كبيرة، فعاقب أحمد وفرض عليه عقوبات متعددة.


ويضيف: "تأثرت صحة أحمد، وأصبح يعاني من فتحتات والالام في العامود الفقري و قدمه اليسرى، وأهمل الاحتلال علاجه سوى بالمسكنات، لكن مع تعاون ومساعدة زملاؤه الأسرى تم تقديم له المسجات والأدوية والعلاجات الطبيعية حتى تماثل وضعه بالاستقرار والحمد الله".


ويكمل: "منذ 6 شهور لم نتمكن من الزيارات، بسبب عقاب أحمد وعزله 20 يوماً، والحمد الله، حالياً جرى إخراجه من العزل لسجن نفحة وقدمنا لتصاريح جديدة حتى نستطيع زيارته عن قريب".


في نفس الوقت، استهدف عائلته، فاقتحم منزلها واعتقل شقيقه إسلام 22 عاماً، ويقول الوالد جمال: "ابني طالب في جامعة القدس المفتوحة، وفجر تاريخ 22/2/2019، اقتحم الاحتلال منزلنا واعتقله، تعرض للتحقيق لفترة في زنازين سجن الجلمة حتى حوكم بالسجن 11 شهراً وغرامة مالية 3 ألاف شيكل".


ويضيف: "التقى إسلام مع شقيقه أحمد في سجن جلبوع، وبعد بفترة قليلة، وفي 15/3/2019، تكررت مداهمة منزلنا واعتقال ابني الثالث أيمن الذي قضى 6 شهور خلف القضبان وتحرر هو واسلام".


بفخر واعتزاز يتحدث الوالد القنبع عن ابنه، ويقول: "تأثر وحزن لهدم منزلنا وتشريدنا واعتقال إخوانه، لكنه إنسان مؤمن وصابر، صمد ولم ينال الاحتلال وسجونه من عزيمته ومعنوياته، وفي كل زيارة يرفع معنوياتنا ويشحذننا بالهمة والعزيمة العالية، ولديه قناعة كبيرة أن حريته مهما تأخرت قريبة".


ويضيف: "أملنا أن لا نحتاج لتصاريح ويجتمع شملنا قريباً مع أحمد، فتضحيات الشعب الفلسطيني لن تتوقف، ومسيرته النضالية مستمرة، وكلنا أمل بالخلاص من الاحتلال وسجونه وتحرير أرضنا وأسرانا والعودة لأراضينا التي شرد منها أجدادنا والآباء".

دلالات

شارك برأيك

والد الأسير أحمد القنبع للاحتلال: حكمكم لن يُرهبنا وأملنا بحريته كبير

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 28 أبريل 2024 5:20 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

يورو / شيكل

بيع 4.09

شراء 4.01

دينار / شيكل

بيع 5.4

شراء 5.37

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 170)

القدس حالة الطقس