أظهرت الأبحاث والدراسات أن الغياب المدرسي من أخطر الظواهر الإجتماعية التي انتشرت مؤخرا، يعتبر هذا الأمر من المشكلات الشائعة في العديد من البلدان، حيث يؤثر بشكل سلبي على النتائج التعليمية في المدرسة. للأسف بعض الأهالي لا تعي مخاطر الغياب المدرسي في المرحلة الابتدائية، وتأثيره على تحصيل الطلاب الأكاديمي وعلى مستوى المعرفة والمهارات ونموهم النفسي الاجتماعي، ومدى تأثيره على علاقة الطلاب بالمدرسة والنظام والالتزام بالروتين اليومي ، وفي المراحل الإعدادية والثانوية تتفاقم المشكلة، وقد تصل الى التسرب من المدرسة ليبدأ الأهل بالقلق اكثر وشعور بعدم السيطرة والقدرة على متابعة ابنائهم وهنا يبدأ العمل على خطط وبرامج داعمه للطلاب لمنع التسرب..

فما هو الغياب المدرسي؟
الغياب المدرسي هو المصطلح الذي يستخدم لوصف عدم حضور الطلاب للمدرسة في المواعيد المحددة للدراسة. أو الانقطاع عن التعليم لفترات زمنية معينة دون إذن مبرر، أوعدم الإلتزام بحضور بعض الحصص الدراسية دون وجود عذر أو أسباب تستوجب ذلك.

تتنوع أسباب الغياب المدرسي في المرحلة الابتدائية وتشمل :
- قد يتغيب بعض الطلاب لأسباب خاصة، تكون مقنعة وضرورية، مثل سفر أو مرض الطالب.
- ظروف عائلية : مثل وفاة او مرض في العائلة أو وجود مسؤوليات اخرى تتطلب تواجد الطالب خارج المدرسة.
- عدم تقبل والرهبة من المدرسة.
- وشعور الطلاب بالكسل وعدم القدرة على الاستيقاظ باكرا.
- القلق والخوف من ترك المنزل وفقدان الحماية الأسرية .
- ومن الأسباب أيضا قلة التشجيع والدعم للدراسة من قبل الأسرة وخاصة بالمرحلة الابتدائية .
- مشاكل نفسية: مثل القلق، الاكتئاب، التنمر، أو صعوبات التكيف الاجتماعي.
- وضع الأسرة الاقتصادي الذي يؤثر على الطالب من خلال عدم توفر الكتب والزي المدرسي والأدوات الأساسية للمدرسة وشراء طعام للطالب.
- عدم الاهتمام أو تجاهل المدرسة: ربما يشعر الطلاب بعدم الرغبة في التعلم أو قد يعانون من مشاكل مع المعلمين أو الزملاء.
والغياب المدرسي يمكن أن يكون جديرًا بالقلق والاهتمام بهذه الظاهرة والمساعدة والتعاون لعدم تغييب الطلاب، ومن القضايا المهمة التي على الاهل والمؤسسات التربوية والمنظومة التعليمية الاهتمام بها، لما لها من اضرار، حيث يفتقد الطلاب الدروس والمواد التعليمية والتفاعل مع المعلمين والزملاء. يمكن أن يؤدي الغياب المستمر إلى التأخر في التقدم الأكاديمي وتراجع الأداء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغياب المدرسي يمكن أن يؤثر على الانضباط بشكل عام وتحمل المسؤولية كما الغياب المدرسي يمكن أن يؤثر سلبًا على الطلاب ويسبب الاغتراب النفسي.

ومن هذه الأضرار المحتملة ايضا :
- التعليم في المرحلة الابتدائية هو الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها في اعداد الطلاب للمراحل التعليم الاعدادية والثانوية والتي يتم من خلالها تزويد الطلاب بمهارات اساسية منها المهارات الحركية والعد واللغة السليمة والمعلومات المناسبة لمختلف المواضيع ففي حالة الغياب المدرسي في هذه المرحلة بين الفترة والأخرى يجعل الدراسة صعبة للطالب وغير مترابطة مع بعضها البعض.
- ويؤثر على علاقة الطالب مع اصدقائه والطاقم التعليمي.
- يشعر الطالب بالغربة وعدم فعالية التواصل مع الاخرين و بناء علاقات ايجابية داخل الصف.
- يشعر الطالب بالاغتراب من واقعه بسبب عوامل متعلقة بنقص الحصيلة المعرفية لديه لأنه يفقد الكثير من المعلومات المعرفية والإدراكية والخبرات الاكاديمية.
- كما وان الغياب المتكرر قد يؤدي الى التسرب من المدرسة بالمستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الغياب المدرسي على السلوك الاجتماعي للطلاب، فقدان التواصل الاجتماعي المدرسي من العمليات الاجتماعية الهامة في حياة الطلاب، حيث يتعلمون التفاعل مع الأقران والمعلمين ويطورون مهارات التواصل. عندما يتغيب الطلاب فترات طويلة عن الدراسة، فإنهم يفتقدون هذه الفرص القيمة للتواصل الاجتماعي، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والاغتراب النفسي.

ويتضح لنا ما سبق أهمية الحضور والانتظام المدرسي لما للغياب من أثر على تحصيل الطلبة الأكاديمي ليس فقط بالمرحلة الإبتدائية بل يتستمر للمراحل الدراسية الاخرى، وعلينا أن نؤسس أبناءنا وبناتنا على الإلتزام بالوقت وبانتظام الدوام المدرسي، رغم كل الظروف والأسباب التي نقع فريسة لها كأهل نتيجة ظروف حياتنا اليومية.

ما اهمية تواجد الطالب بالمدرسة بإنتظام ؟
-يتعرف الطالب على أصدقاء ويبنى علاقات مستمرة ومنتظمة.
-مواكبة الواجبات المدرسية المعطاة وعدم تراكمها.
-وأيضا وهو الأهم بالمدرسة يكون الطالب بمكان امن فيكون اقل عرضة للتعرض لسلوكيات خطرة .
فماذا يفعل الطالب بالمنزل ؟
(يقضي معظم الوقت في المنزل دون رقابة وتوجيه ودون تعليم ودون صداقات وعلاقات اجتماعية .)
الحلول والتوصيات للأهل :
-مساعدة الطلاب في الذهاب الى المدرسة بانتظام .
-وفي حالات الغياب المتكرر على الاهل سؤال الأبناء ما سبب عدم الذهاب الى المدرسة ؟؟
سماع مخاوفهم وقلقهم بشأن المدرسة ونفكر معا لإيجاد طريقة لحل المشكلة .
-وبناء علاقة إيجابية وتعاون مشترك بين الوالدين في موضوع التربية وخاصة في موضوع التعليم.
-غرس حب المدرسة والدراسة لدى الطلاب كما يقول الشافعي ( تعلّم فليس المرءُ يولد عالمًا وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ)
- بناء علاقة ايجابية مع المدرسة من قبل الأهل وزيادة العلاقة من خلال المتابعة والتواصل والمشاركة بالنشاطات المدرسية.
- توفير بيئة دراسية للطلبة من خلال تهيئة المنزل للدراسة وحب التعليم .
- تنظيم وقت الطلبة من ساعات الدراسة واللعب والتلفاز والنوم.
-تشجيع الابناء على النوم مبكرا والتخلص من السهر لأوقات متأخرة.
- ومن المهم مشاركة المدرسة لإيجاد حلول مشتركة للتعاون معا لمساعدة الطالب/الطالبة على الإنتظام بالدوام حتى لا يتكرر الغياب.
- اهتمام ادارة المدرسة والطاقم التعليمي في غياب الطالب والتشديد بالحضور.
- بناء برامج مدرسية وحصص تتلاءم مع قدرات الطلاب وتطوير نشاطات خاصة لهم لدمجهم بالمدرسة.
- زيارة منزلية من قبل مربي الصفوف للطلاب المتغيبين.
ختاما

ينبغي على الأهل والمدرسة العمل معًا لأجل ظاهرة التغيب المدرسي ، والبحث المعمق في أسباب التغيب وخاصة في المرحلة الإبتدائية، لإيجاد حلول فعالة وعادلة، والعمل على تحسين طرائق التدريس، وبذل كل الجهود لجعل المدرسة مكانًا آمنًا ومحفزًا للطلاب. و بناء برامج وحصص مدرسية تتناسب وقدرات وامكانات الطلاب، تنمية مهارات حل المشكلات والحوار لديهم، وتطوير مناخ تعليمي اكثر ديمقراطي و إيجابي قادر على بناء جيل واع وقيادات اكاديمية واجتماعية فعالة في المجتمع.