Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 25 مايو 2023 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس

بلا رتوش عنصرية الرجل الأبيض الأوروبي

الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوة بإلغاء الاحتفالية (أيام أوروبا) لمينع المتطرف بن غفير من الحديث كممثل لدولته، معلناً في بيانه: (لا نريد ان نقدم منصة لشخص تتعارض آراؤه مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي). أما المسؤولين الفرنسيين الرسميين فيبدو انهم سيقاطعون سموتريتش عند حضوره لباريس لحضور مؤتمر وزراء مالية دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD ).


ربما يجد البعض في هذه الخطوات موقفاً أوروبياً جيداً ضد العنصرية الصهيونية فيهللون للموقف المعلن، وأنا مثلهم أرحب بهذا. فعلا ماذا نريد أكثر من مقاطعة بن غفير وسموتريش وهما يمثلان العنصرية الصهيونية الفاشية بأبهى صورها؟ لا شك ان هذا يؤثر على مكانة دولة الاحتلال عالمياً. ولكن ينتصب السؤال هنا بقوة: هل حضور وزير آخر للاحتفال ب (ايام أوروبا) غير بن غفير، أو نتياهو نفسه لن يتعارض ( مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي) ؟ فهل بن غفير وسوتريش فاشيين وعنصريين عند الأوربيين، فيما نتياهو ليبرالي ديموقراطي مقبول للأوروبيين وينسجم مع قيمهم؟ وهل الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وسياسة التطهير العرقي منذ النكبة والتمييز العنصري الممارس في دولة المشروع الصهيوني لا تتعارض بالمجمل ايضاً ( مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي)؟ ربما يحتاج الاتحاد الأوروبي لجرأة استثنائية في استخدام ماكينة الدعاية الكاذبة لتبرير مواقفه. 


وهذا ما لم تشعر أورسولا رئيسة المفوضية الأوروبية ولا الحكومة الألمانية أنها بحاجة له فهما صريحان تماماً في تمثيل ما اعتقده قيم الاتحاد الأوربي.


الحكومة الألمانية لم تكف عن ملاحقة أي نشاط سياسي تضامني مع شعبنا ومندداً بجرائم الاحتلال، سواء أقام به ألمان متضامنون، وهم قلة على ما يبدو، او نشطاء الجاليتين العربية والفلسطينية، وطبعاً دائماً الحجة/ الكذبة هي هي: هذا نشاط معاد للسامية. وحديثاً منعوا اي نشاط لإحياء ذكرى النكبة وبذات الحجة. يبدو أن الألمان ليسوا فقط مخلصين لسياسة الرجل الأبيض العنصرية كما عبرت عنها أورسولا، وسنأتي لاحقا عليها، بل ولا زالوا يعانون تلك العقدة النتفسية التاريخية التي غرسها الصهاينة في دواخلهم حول مسؤوليتهم عن الهولوكوست، وهم مسؤولون بالتأكيد، والتي تحول دون أي تنديد ألماني بالعنصرية الصهيونية، بل والدفاع عنها وتبريرها بمزاعم اللاسامية.


أما اورسولا فكانت الممثل الرسمي لكل تراث الرجل الأوربي الأبيض العنصري الإمبريالي، بحيث اختصرت الترسانة الأيديولوجية لكل العنصرية الأوروبية بجملتين: وصفت إسرائيل بأنها (الديموقراطية النابضة بالحياة)، وخاطبت الإسرائيليين قائلة: (انتم حرفياً جعلتم الصحراء تتفتح). الجملة الأولى صدى لما كانت تروجه عنصرية الرجل الأبيض الأوروبي صاحب المشروع الاستعماري من ان استعمارهم هدفه نشر الديموقراطية والحرية لدى الشعوب البدائية. أما جملتها الثانية فيمكن اعتبارها منسجمة مع أكثر التبريرات وقاحة في تاريخ الرجل الأبيض الأوروبي حين صوّر العالم خارج أوروبا بأنه قاحل ينتظر (المنقذ الحضاري الأوروبي لتعميره) وها هو الآن بهيئة المستعمر الصهيوني، كما تراه أورسولا.


أورسولا لم تخف عنصريتها وحملها لأيديولوجيا الرجل الأبيض وحماسها الملفت للنظر للمشروع الصهيوني الاستعماري. مع ذلك فلا غرابة، فإن وشائج ايديولوجية تقوم بين المشروعين: الاستعماري الأوروبي وايديولوجيته منذ القرن السادس عشر والمشروع الصهيوني الاستعماري وايديولوجيته المتشكلة منذ منتصف القرن التاسع عشر، بل أكثر من ذلك: يمكن اعتبار المشروع الثاني وليد الأول، فالرجل أبيض هنا وهناك، والمستعمر هنا وهناك، وحجته (الحضارية) لتسويغ عنصريته واستعماره هنا وهناك، بل أكثر وأكثر: التسويغ الديني، متمثلاً بشعار أرض الميعاد وشعب الله المختار موجود هنا وهناك، لدى الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية التي روجت للاستعمار آنذاك، ولدى الحركة الصهيونية والتلاقح الذي أنشأته بين مشروعها السياسي والنص التوراتي.


أورسولا قالت الجوهر الذي لم ينجح الاتحاد الأوروبي والحكومة الفرنسية في موقفهم من بن غفير وسموتريش في تمويهه بإجراءات شكلية غير ذات وزن. السياسة الأوروبية هي ذاتها ومنذ قرون خلت: عنصرية بامتياز وامبريالية بامتياز.

دلالات

شارك برأيك

بلا رتوش عنصرية الرجل الأبيض الأوروبي

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)