قدمت مجموعة من الممثلين الفلسطينيين بشكل خلاق عروضا مسرحية في غزة تحاكي قصصا واقعية لنساء ومرضى تعرضوا لمختلف أنواع التمييز المجتمعي والعنف الأسري في القطاع المحاصر إسرائيليا.

وانشغل ستة ممثلين من بينهم رجال ونساء على مدار ساعتين في تقديم ثلاثة عروض مسرحية على مسرح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة مساء أمس (الأربعاء) جمعت ما بين الكوميديا والتراجيديا (المأساوية).

وتم تنظيم العروض المسرحية التي حملت اسم ((سراج ومها)) من قبل هيئة ((تنمية المستقبل)) غير الحكومية في محاولة للتركيز على الظواهر السلبية في المجتمع الفلسطيني، بحسب منظمي العروض الفنية.

ويقول عبد الفتاح شحادة مدير هيئة تنمية المستقبل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة يشهد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين تعرضوا للتمييز والعنف.

وأضاف شحادة أن مؤسسته رصدت نساء ومرضى سرطان وذوي إعاقة من بين الذين يعانون في الغالب من العنف والتمييز سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر.

ونتيجة لذلك، عادة ما يكون هؤلاء ضحايا لأزمات نفسية مثل الاكتئاب، مما قد يجبر الأشخاص الذين أسيء معاملتهم على تقليل احترامهم لذاتهم، وزيادة شعورهم بالذنب تجاه وضعهم، والتي قد تصل في بعض الأحيان لمحاولة الانتحار لوضع حد لمعاناتهم المستمرة بحسب شحادة.

وقالت حنين السماك الناشطة في الهيئة لـ((شينخوا)) إن العروض المسرحية تحاكي الواقع الذي تعيشه عائلات في قطاع غزة، والتي تتحدى مشاكل مجتمعية متعددة، بما في ذلك التعامل مع النساء المعنفات والمرضى وذوي الإعاقة.

وأضافت أن الهيئة قررت إطلاق العروض بهدف توعية سكان القطاع بالطريقة التي يفترض أن يتعاملوا بها مع كل شخص بناء على القيم الإنسانية بغض النظر عن الحالة الجسدية والنفسية التي يعيشها الناس.

وتعرضت حوالي 57.2 % من النساء للعنف النفسي في الأراضي الفلسطينية و18.5 % من النساء للعنف الجسدي، و9.4 % من للعنف الجنسي العام 2022، وفقا لتقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني في مارس 2022.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن حوالي 49000 شخص من ذوي الإعاقة يعيشون في القطاع الساحلي الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يمثلون حوالي 2.4 في المائة من إجمالي السكان.

في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن 9 آلاف مريض بالسرطان يعيشون في القطاع، يعاني غالبيتهم من الفقر والبطالة والمشاكل النفسية بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية لأكثر من 16 عاما.

وقوبلت العروض المسرحية بإشادة كبيرة من قبل الحضور.

ويقول الشاب مهدي السيد إن الظروف غير العادية والمتدهورة التي يعيشها سكان القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي الفلسطيني منذ العام 2007 أثرت على الحالة النفسية لغالبية السكان وبالتالي على القيم الإنسانية والمجتمعية.

وأضاف السيد لـ((شينخوا)) أن العروض المسرحية والأعمال الفنية يمكن أن تساعد السكان على استعادة قيمهم، خاصة إذا عرضوا عروضهم ورسائلهم بشكل إبداعي دون استخدام أساليب هجومية لانتقاد بعض السلوكيات.

بدورها، أثنت الشابة شادية عبد العال على العروض المسرحية التي تحاكي الواقع الذى يعيشه السكان في القطاع.

وقالت شادية لـ((شينخوا)) إن الممثلين يساعدون في تغيير الصورة النمطية لمرضى السرطان وذوي الإعاقة، حيث يتعين علينا التعامل معهم كأشخاص عاديين دون التعبير عن شفقتنا المفرطة الأمر الذي قد يضرهم نفسياً بدلاً من مساعدتهم.