نابلس- "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - ربما أبسط تعبير يقال عن الشابة ميس الشافعي انها ابنة البلد لتشعر وأنت معها في جولة داخل أزقة البلدة القديمة بنابلس وكأنك تتحدث مع روح المكان، كأنها حجر راسخ فيها أو عمود قديم من أعمدتها تصفها لك عن ظهر قلب بحاراتها ومقاماتها وقصورها وساكنيها الكبير منهم والصغير، وتتحدث عنها كأنها حكاية من ألف ليلة وليلة، بخفة ظلها ولطافتها والابتسامة التي لاتفارق محياها أثبتت ميس بأن الشباب قادر على العطاء والإبداع دون حدود.

نقطة الانطلاق ،،

لكل حكاية بداية، والشابة ميس الشافعي التي تعمل منذ ما يقارب الثماني سنوات في مجال الإعلام الرقمي، كان لها قصة ترويها في العمل كناشطة مجتمعية امتازت بحبها لمدينتها نابلس وحرصها على تقديم كل ما تستطيع من أجلها، تتحدث الشافعي ل "القدس" دوت كوم، بابتسامتها التي لا تفارق محياها قائلة: حكايتي كناشطة مجتمعية بدأت مع إضرابات الأسرى وحراكاتهم والاعتصامات التي تنفذ لهم، ودوري كان من خلال المجموعات الشبابية التي يتم تشكيلها من أجلهم، ونقطة الإنطلاق كانت عندما شكلنا مجموعه اسميناها "الحراك الشبابي للأسرى"، وانطلقت بموضوع الحراك الشبابي بناء على عملي في إحدى الصفحات الاخبارية المختصة والعامله بشؤون الأسرى.

وتابعت: بعد ذلك توالت نشاطاتنا في المجموعة وكبرت علاقاتنا مع أهالي الأسرى وازدادت الأواصر معهم، ولم يقتصر بعد ذلك العمل على الاعتصامات والمبادرات الشبابية في الشارع، تعدينا هذه المرحلة وتجاوزناها بحيث اصبحنا ننفذ زيارات لأهالي الأسرى في منازلهم لتصبح العلاقه اقرب للعائلية ومع الزيارات المتتابعة بتنا جزءا منهم واصبح لدينا امتداد اكبر مع الاهالي واصبحنا دوما متواجدين معهم نحمل ذات الهموم، وفي خيم الاعتصام الخاصة بالأسرى نرابط معهم بكل مكان، بعد ذلك توالت النشاطات واصبحنا نشارك وننظم حملات دوليه لتسليط الضوء على كل القضايا المتعلقة بالأسرى، ورافق ذلك استمرار بالتغطية الدائمة لكل ما يتعلق بالاسرى وأخبارهم من كل نواحي الحياة.

تطور النشاطات المجتمعية ،،

تعد قضية الأسرى الأكثر وجعا من بين القضايا الفلسطينية، فهم ليسوا مجرد أرقام فقط ولا بد من الوقوف معهم دوما وإبقاء الضوء مسلطا عليهم، ومع ذلك فنحن مجتمع يرزح تحت قبضة الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل كل مناحي الحياة للشعب الفلسطيني، وهنا يكون الصوت الشبابي الأكثر بروزا حين يحمل عاتقه حمل هموم مجتمعه مهما كانت منوعة ومحاولة التغيير فيها.

تقول الشافعي: ما بعد ذلك وخلال فترة حراك الأسرى ظهرت عدة حراكات شبابية ضد الغلاء، كنت من المشاركين والناشطين والفاعلين فيها، ثم استمريت بحراكات الأسرى وفي الشارع دائما أحاكي هموم الناس ومشاكلهم، فأنا من الشارع وابنة هذه البلدة، وقوة علاقاتي مع عائلات الأسرى تحديدا فتحت لي الكثير من الامور والقصص، التي تحتاج للعمل عليها ، واستمريت بالتغطيه ومشاركة جميع الفعاليات.

ملتقى سيدات نابلس ،،

تبقى المرأة وقضاياها هي ركيزة أساسية يتم الانطلاق منها كونها العنصر الاساسي في التطور ودعمها ركن أساسي في الاعمال المجتمعية، وهذا ما أكدته ميس من خلال حديثها: ما بعد ذلك اتجهت للناحية الاجتماعية اكثر، خاصة بالسنوات الاخيرة كان عندي نشاطات متعددة من اهمها عمل حملات خيرية سبقها انشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مع صديقة لي بدأت بخمسمائة عضوة، أما حاليا فتضم ثمانية وثلاثين ألف صبية اطلقنا عليها اسم "ملتقى سيدات نابلس" تعنى بدعم جميع المشاريع النسوية للسيدات سواء كان المشروع قائم بحد ذاته او مشروع منزلي بغض النظر عن طبيعته اي كان يتم الترويج لهذه المشاريع بشكل مجاني من خلال هذه المجموعة.

واسترسلت: لأن دعم المرأة من النواحي الاقتصادية وتمكينها يعد لبنة اساسية في النهوض بالأسرة لان المرأة هي الموظفة والام ونصف المجتمع، بصلاحها تصلح الأمة ويتم إنشاء جيل شبابي يعي تماما ما له وما عليه من حقوق وواجبات قادر على النهوض بالأمة وتحريرها، ومن خلال هذه المجموعة استطعنا تنفيذ العديد من الحملات الإنسانية تنوعت مابين الافطارات الخيرية لدعم قسم السرطان بالمستشفى الوطني، قمنا بجمع عدد من التبرعات وزودنا القسم بجهازين يتم استخدامهما للمرضى عند اعطاء الجلسات الكيماوية، بعد ذلك قمنا بعمل افطارات داخل البلدة القديمة مع جولات لتعريف النساء على البلدة القديمة وحاراتها، وتلاها "حملة اللبس اللي مش لازمك بدفي غيرك"، حيث قمنا بجمع الملابس والاحذية والبطانيات، وقمنا بتوزيعها على العائلات المتعففة وذلك بالتعاون مع جمعية المركز الاجتماعي الموجودة بالبلدة القديمة، وقمنا بدعم عدد من الافطارات الرمضانية المعنية بدعم مرضى السرطان ضمن حملات عدة.

وتابعت: توالت الحملات الخيريه التي تدعم العائلات المتعففه من خلال الدعم عبر جمع تبرعات وتوزيعها، وخلال فتره الكورونا كانت الكثافة في العمل نظرا لما فرضته هذه الازمة من قيود زادت الاوضاع الاقتصادية سوءا، انطلقت من حملة "صندوق الخير" لجمع تبرعات عينيه وتوزيعها على العائلات المحتاجة، ما بعد ذلك استمرت الحملات العلنية والضمنية، وقمنا من خلال الملتقى باعادة ترميم منازل عديده بالبلده القديمة واستمرينا.

هذه الشابة النابلسية التي تعشق نابلس كما تعشق أمها وهذه أبسط الوصوف تقوم على الصعيد الشخصي بعمل جولات تعريفية مجانية بالبلدة القديمة بالتنسيق مع مطاعمها واحدا في كل مرة ليسترزق الجميع، ولا تزال حتى اللحظة تعمل على دعم العائلات المتعففة مهما كانت الحاله سواء بشكل فردي وكذلك جماعي من خلال المؤسسات المتعددة.

تقول ميس: خلال الفترة القادمة لدينا عدة فعاليات تخص النساء وسنعمل حملة لتكريم المرأة الفلسطينية بيوم المرأة، وخلال الفتره الماضيه بما انها كانت من اصعب السنوات على مدينة نابلس كنت من اوائل الناس الموجوده بالتغطية الميدانية، ما ساعدني ببناء علاقات مميزه مع اهالي الشهداء والاسرى والعمل ضمن مجموعة الصحفيين فريق" للتغطية بقية " وهو فريق يقوم بزيارة عوائل الشهداء ودعمهم نفسيا من خلال الزيارات للتاكيد ان الشهيد ليس رقما او شخصا عابرا في حياتنا وأننا نعيش تفاصيل الوجع معهم، وبابي دائما مفتوح للجميع ودون مقابل، فنابلس هي الروح التي نعيش بها.