نابلس - "القدس" دوت كوم - شوق منصور - بالقنابل الحارقة، والبنزين، والهراوات وغيرها، هاجم المئات من المستوطنين، مساء الأحد، بلدة حوارة جنوب نابلس، فلم يتركوا مركبة أو منزلًا أو منشأة بدون استهدافها، فخلفوا أضرارًا بالغة ما بين حرق وتكسير واعتداء على ممتلكات المواطنين.

وصباح أمس الإثنين، عاد المواطنون إلى تفقد منازلهم التي تركوها تحت نار إرهاب المستوطنين، فيما تفقد آخرون مركباتهم ومحالهم التجارية التي تضررت بشكل بالغ ما أفقدهم مصدر رزقهم الوحيد الذي يعتاشون منه.

مراسل "القدس" دوت كوم، رافق بعض المواطنين أثناء تفقدهم لممتلكاتهم، وقال حسين شحرور أحد المتضررين في شهادته للأحداث: في تمام الساعة السادسة من مساء الأحدث، هاجمت أعداد كبيرة من المستوطنين يبلغ عددهم ما يقارب 700 مستوطن وهو عدد غير مسبوق منذ بداية الاحتلال، بلدة حوارة، وقاموا بحرق العديد من المنازل ومشاطب السيارات.

وأضاف : حاول المستوطنون الدخول إلى المنزل وحرقه، وهذا أدى إلى  ترعيب أطفالي وزوجتي وإصابتهم بالذعر والخوف أثناء محاولتهم خلع أبواب المنزل والدخول إليه، كما وأقدم المستوطنون على حرق سيارتي التي كانت أمام المنزل، وقاموا أيضًا بحرق  مشطب كامل للسيارات لدي يقع بجانب المنزل.

وتابع شحرور: نتيجة لهذا الحرق  تعرضنا لحالات اختناق وخصوصًا أنا الذي أعاني من الربو وطفلي الصغير، واضطررنا للذهاب إلى المستشفى.

وطالب بضرورة توفير الحماية لهم وخصوصا أنه من المتوقع أن يتكرر اعتداء المستوطنين مرة أخرى على البلدة، متسائلاً: "إذا لم تشعر بالأمان وأنت في منزلك ووطنك أين ستشعر به؟!".

وأكد شحرور على أن اعتداء المستوطنين كان بحماية جيش الاحتلال الذين كانوا يقفون أمام المنزل وهم يحاولون حرقه، مشيرًا إلى أنه حاول التحدث مع الجنود من نافدذة المنزل كي يمنعوا اعتداء المستوطنين.

من جانبه، قال المواطن زياد غالب الذي كان يتفقد آثار مهاجمة منزله: تعرضنا لهجوم غاشم من المستوطنين الذين هاجموا منزلي الذي يقع مباشرة على الشارع  الرئيسي، حيث قاموا بتكسير الأبواب وكسر الشبابيك وتكسير كل جوانب المنزل فالواضح أن هدفهم كان هو قتلنا.

وأضاف غالب: قاموا بحرق المنزل من الخارج وأنا لا أعلم، لأنني كنت داخل المنزل ولا أستطيع الخروج، لولا أنني سمعت من المواطنين عبر السوشال ميديا، وبدأ الأصدقاء بالتواصل معي للخروج واطفاء النيران من الخارج، ولكن علقت في المنزل فمن جهة لا أستطيع الخروج بسبب وجود المستوطنين الذين يحاولون الدخول للمنزل، والخوف على حرق أطفالي والاعتداء علينا، أو الخروج وتعرض عائلتي للخطر نتيجة النيران المشتعلة أمام المنزل.

وأشار غالب إلى أن عائلته وأطفاله تعرضوا للخوف والهلع والهتسيرية، بسبب الأصوات التي يسمعونها من جميع الاتجاهات من صوت التكسير والنيران المشتعلة، ورغم محاولتي اطمئنانهم إلا أنهم شعروا بالذعر فما حدث معنا ليس بالسهل وخصوصًا بالنسبة للأطفال.

وتقدر الجهات الحكومية أن الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين أكثر من 4 مليون دولار.

وقررت الحكومة الفلسطينية أمس تشكيل لجنة وزارية لحصر الأضرار وبدء تعويض المتضررين بشكل مبدئي.