غزة- "القدس" دوت كوم-"خلصت سلسة من الورش التوعوية عقدتها جمعية التنمية الزراعية "الإغاثة الزراعية مؤخرًا حول التغير المناخي"، لعشرات المزارعات الى الحاجة الماسة لتوعية المزارعات بتأثير التغير المناخي على العملية الزراعية بأكملها.

وتأتى هذه الورش التوعوية ضمن مشروع المجتمعات المرنة: دعم المجتمعات الفلسطينية الضعيفة والمتضررة للانتقال إلى نمو اقتصادي أكثر مرونة واستدامة وعادلة في قطاع غزة والأغوار.

وأكدت المزارعات على أن التغير المناخي الحق بهن خسائر كبيرة وأثر على مناحي الحياة سيما وأنه أثر على موسم الشتاء وانخفاض معدل الأمطار الامر الذي انعكس سلبا على الموسم الزراعي.

وبحسب المختصين في الشأن البيئي فان تغير المناخ قضية بيئية هامة وحقيقة علمية ومشكلة عالمية طويلة الأجل، تنطوي على تفاعلات معقدة لها تداعيات اجتماعية، بيئية واقتصادية بالدرجة الأولى. 

وتقول المزارعة أم محمد وهي احدى المشاركات في الورش التي عقدت شمال القطاع (بيت حانون) "ان المشاركة الفاعلة في هذه الورش التوعوية يؤكد مدى الحاجة الى هذه الحملات الهادفة الى التوعية بمخاطر التغير المناخي"، تضيف في قطاع غزة نعاني كثيراً بسبب الممارسات التي أضرت البيئة"."

وتشير إلى ان الورش التوعوية تعد من أفضل الطرق لتقليل أثر هذه المخاطر المترتبة عن التغير المناخي، إضافة الى اكساب المهارات والمعرفة المختلفة لما تحتاجه النسوة من معارف حول تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث، مضيفة، أن قضية تغير المناخ ليست فقط حقيقة علمية بل هي ملزمة أخلاقياً بالعمل من جميع أفراد وسيدات المجتمع. 

يشار الى ان الاغاثة الزراعية عقدت سلسلة من الورش التي حظيت باهتمام كبير من النساء الريفيات على مستوي محافظة شمال قطاع غزة حول تأثير التغير المناخي على النساء الريفيات حيث عملت هذه الورش بحسب احاديث المشاركات الى زيادة معرفتنا في مجال انعكاسات التغيرات المناخية على الصحة العامة وأهمية دورنا في المجتمع من الناحية الجندرية والحقوقية.

بيد أن المزارعة سارة الملالحة من حي النصر جنوب قطاع غزة أوضحت ان هذا الورش ساهمت في زيادة المعرفة في ظاهرة التغير المناخي التي أدى الى انتشار العديد من الأمراض وجعل الظروف الحالية أسوأ نتيجة الفيضانات ومشاكل الجفاف على حد سواء واختلاف المواسم الزراعية، بالإضافة الى توفير ظروف مناسبة لانتشار آفات ومسببات أمراض جديدة في المجتمعات الضعيفة.

وأوضحت ان المجتمعات الهشة تصبح أكثر ضعفا مع ازدياد الضعف في الفئات الحساسة وبخاصة الأطفال والمسننين والفقراء، فهم معرضون لخطر متزايد نتيجة لآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ.

وأجمعت المشاركات على ان لديهم المعرفة التي من شأنها أن تعزز قدراتهن على المساهمة في الحد من هذه الممارسات السلبية، واستبدالها بممارسات لا تضر البيئة.

وأشارت نهى الشريف منسقة الاعلام في الإغاثة الزراعية الى إن النساء الريفيات يمثلن العمود الفقري للعديد من المجتمعات المحلية، لكنهن ما زلن يواجهن عراقيل تحول دون تحقيق إمكاناتهن، وتأتي الآثار المدمرة لتغير المناخ لتزيد من مشاقهن.

يذكر أن التغيرات المناخية خلال العقد الماضي أثرت بشكل حاد على قطاع الزراعة، وتمثل ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الامطار وتغير مواعيد هطول المطر السنوي، ما أدى إلى اختلال واضح في المواسم الزراعية، وتغير مواقيتها السنوية.