واشنطن- "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - التقى وفد يمثل الجالية الفلسطينية والعربية الأميركية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، في مبنى الخارجية قبيل إقلاع الوزير الأميركي على متن رحلة تأخذه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل ومصر، حيث ناقش معه الوفد آخر تطورات الأوضاع المتأزمة في الأراضي الفلسطينية في ضوء احتقان التوتر وارتفاع حدة العنف التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وبحسب مصدر شارك بالاجتماع الذي كان قد تم ترتيبه منذ فترة، وقبل ارتفاع موجة المواجهات الأخيرة التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين، وركز النقاش على جدول أعمال الوزير الخاص بجولته في المنطقة، و"التي تفاقمت بسبب المداهمة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في مخيم جنين (صباح الخميس) والتي أسفرت عن مقتل 10 مواطنين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 20 مواطن فلسطيني".  

وعلم مراسل "القدس" دوت كوم، أن "المناقشات في الاجتماع كانت جادة وصريحة وموضوعية ، وسمحت للمشاركين العرب الأميركيين بالتعبير عن مخاوفهم بشأن أهداف السياسة الأميركية وبياناتها فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، وتحديداً الأحداث في جنين والتهجير الجماعي للفلسطينيين من قرى مسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة".

وبحسب المصدر ، فقد عبرت المجموعة للوزير بلينكن عن رأيها في "إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية التصرف لكبح السلوك العدواني لإسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني الذي يقبع تحت الاحتلال، حيث أدت عقود من غض طرف الولايات المتحدة عن سياسات إسرائيل المتمثلة في توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل ومجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى إلى شعور إسرائيلي بالإفلات من العقاب واليأس لدى الفلسطينيين، وما إذا كانت الإدارة ستفي بالتزاماتها بالمساواة في القيمة للإسرائيليين والفلسطينيين وحقوقهم في الأمن والازدهار والكرامة، كما شددت المجموعة على أن يظهر الوزير (بلينكن) الحزم والتصميم على كبح جماح السلوك الإسرائيلي الذي يهدد فرص السلام في المستقبل".

كما دعت المجموعة الوزير الأميركي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جميع أعمالها الأحادية غير القانونية التي تعرض الاستقرار في المنطقة للخطر؛ والكف  عن الضغط على الفلسطينيين فقط ودعم إجراءاتهم القانونية بما في ذلك مطالبهم بالعضوية كعضو في الأمم المتحدة .

كما أثارت المجموعة مصدر قلق مركزي آخر للجالية الفلسطينية والعربية الأميركية بخصوص الجهود الإسرائيلية المستمرة للحصول على الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بفرض قوانين من شأنها أن تقيد دخول الفلسطينيين الأميركيين إلى الضفة الغربية، وتحد من حركتهم و تلزمهم بشروط اعتباطية (مثل قانون كوجات – COGAT  الذي اعتمدته سلطات الاحتلال في شهر تشرين الأول الماضي) ، وطلب الوفد من الوزير رفض هذه اللوائح الجديدة والتأكد من أن جميع الأميركيين يحصلون على معاملة متساوية قبل الموافقة على طلب الإعفاء من التأشيرة بما في ذلك جميع نقاط الدخول بما يشمل غزة .

وفيما يتعلق بالهدف الذي أبرزته وزارة الخارجية وراء جولة الوزير في المنطقة، باعتبارها تأتي في إطار تشجيع اندماج إسرائيل في المنطقة، حث المشاركون وزير الخارجية على ضمان حماية حقوق الفلسطينيين في أي مشاريع تكامل (تطبيع) إقليمية تدعمها الولايات المتحدة.

وأكد الوفد إدانة الجالية العربية والفلسطينية الأميركية معاداة السامية وجرائم الكراهية ضد الشعب اليهودي والأقليات الأخرى في الولايات المتحدة وغيرها، كما أعربوا عن قلقهم العميق من الجهود المبذولة لتوسيع تعريف معاداة السامية ليشمل انتقاد السياسات والسلوك الإسرائيلي، وحذروا من أن هذا الخلط ليس أكثر من محاولة لإسكات أي انتقاد لإسرائيل وممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين.

وشارك في الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن ومساعديه لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف وهادي عمرو، من جانب الجالية العربية الأميركية كل من حنا حنانية، خليل جهشان، زها حسن، جورج سالم، جيمس زغبي، تيد قطوف، سامية بحور، ندى الحانوتي ، جون دبيت، ودياب مصطفى.

وقال الوزير بلينكين في تغريدة على شبكة تويتر :"لقد اجتمعت هذا الأسبوع مع ممثلين عن الجاليات اليهودية الأميركية والفلسطينية الأميركية لسماع أرائهم المهمة قبيل سفري إلى إسرائيل والضفة الغربية ، وإنني أثمن هذه النقاشات المفيدة".