واشنطن–"القدس" دوت كوم- سعيد عريقات -قال الناطق الرسمي باسم وزارة الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، أن حكومته تراقب عن كثب تصرفات السلطات الإسرائيلية بشأن دخول العاملين في المنظمات الحقوقية الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطالب إسرائيل بتيسير مهامهم.

وقال برايس في إطار رده على سؤال مراسل "القدس" دوت كوم، في مؤتمره الصحفي اليومي في وزارة الخارجية الأميركية بشأن تقرير منظمة "هيومان رايتس واتش" الذي صدر الاثنين، 23 كانون الثاني 2023، والذي اتهمت فيه المنظمة الحقوقية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة دخول موظفيها إلى الضفة الغربية، وعزل الفلسطينيين تحت طائلة القوانين الجديدة التي فعلتها سلطات الاحتلال في شهر تشريم الأول من العام الماضي "فتعلق هذا التقرير (تقرير هيومان رايتس واتش) بإجراءات قوانين كوجات COGAT الإسرائيلية التي دخلت حيز التنفيذ في تشرين الثاني الماضي، هذه هي الإجراءات التي تؤثر على دخول ودراسة أو عمل، أو إقامة آلاف الأشخاص المحتملين إلى الضفة الغربية وداخلها".

وقال برايس: "لقد تحدثنا عن هذا الأمر في السابق ، وقمنا بمراجعة الإجراءات التجريبية التي نشرتها قوانين كوجات COGAT (الإسرائيلية) في الضفة الغربية في أيلول الماضي ، ورغم أننا لاحظنا التحسينات في بعض اللوائح مقارنة بالمسودة الأصلية التي تم نشرها في شباط  من العام الماضي، ما زلنا قلقون بشأن التأثير السلبي الذي يمكن أن تحدثه العديد من الإجراءات على المجتمع المدني الفلسطيني ، وعلى السياحة ، والاستثمار ، والمؤسسات الأكاديمية والرعاية الصحية ، وكذلك على المواطنين الأميركيين وغيرهم من الرعايا الأجانب من خلال تقييد السفر ولم شمل الأسرة وإثقال كاهلهم بشكل غير ملائم".

وأضاف الناطق الأميركي: "نتوقع أن تعمل السلطات الإسرائيلية على ضمان الشفافية المعززة في عملية الدخول إلى الضفة الغربية والمعاملة العادلة لجميع المواطنين الأميركيين وجميع الرعايا الأجانب الآخرين الذين يسافرون إلى إسرائيل والضفة الغربية"، مؤكداً "إننا نحن ، إلى جانب أصحاب المصلحة الآخرين، سنراقب عن كثب ونواصل التواصل مع حكومة إسرائيل بشأن تنفيذ هذه المبادئ التوجيهية خلال فترة التجربة، سنواصل العمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لضمان أن المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية المتمركزة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك إسرائيل لديها مساحة للقيام بعملها المهم، كان هذا بالفعل في قلب تقرير هيومن رايتس ووتش الذي ذكرته".

كما أكد برايس "إننا نؤمن بشدة بأن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ووجود مجتمع مدني قوي هما أمران مهمان للغاية للحكم المسؤول والمستجيب والديمقراطي في جميع أنحاء العالم".

وكانت منظمة "هيومن رايتس واتش" قد صرحت في بيان لها ثوم الآثنين (23/1/23)  إن المبادئ التوجيهية الإسرائيلية الجديدة بشأن دخول الضفة الغربية المحتلة للأجانب تهدد بمزيد من عزلة الفلسطينيين عن أهلهم وأحبائهم والمجتمع المدني العالمي.

وتحدد المبادئ التوجيهية، التي دخلت حيز التنفيذ في تشرين الأول 2022 وتم تعديلها في كانون الأول 2022 ، إجراءات مفصلة لدخول الضفة الغربية وإقامتها للأجانب ، وهي عملية تختلف عن إجراءات الدخول إلى إسرائيل.

وقالت هيومان رايتس في تقريرها: "لطالما جعلت السلطات الإسرائيلية من الصعب على الأجانب التدريس أو الدراسة أو التطوع أو العمل أو العيش في الضفة الغربية. إن المبادئ التوجيهية الجديدة تقنن وتشدد القيود طويلة الأمد، وتهدد بجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، الذين يواجهون بالفعل قيودًا صارمة على الحركة تفرضها إسرائيل، ليكونوا مع أفراد عائلاتهم الذين يفتقرون إلى هوية الضفة الغربية والتعامل مع الطلاب الأجانب، والأكاديميين والخبراء وغيرهم".

وأضاف التقرير"من خلال تصعيب المجريات على الناس لقضاء بعض الوقت في الضفة الغربية ، تتخذ إسرائيل خطوة أخرى نحو تحويل الضفة الغربية إلى غزة أخرى ، حيث يعيش مليوني فلسطيني في عزلة عن العالم الخارجي منذ أكثر من 15 عامًا".

وقال إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "تم تصميم هذه السياسة لإضعاف الروابط الاجتماعية والثقافية والفكرية التي حاول الفلسطينيون الحفاظ عليها مع العالم الخارجي".

ويشير التقرير إلى أنه في الفترة بين تموز وكانون الأول 2022 ، قابلت هيومن رايتس واتش 13 شخصاً تحدثوا بالتفصيل عن الصعوبات التي واجهوها لسنوات في دخول الضفة الغربية المحتلة أو البقاء فيها، ومخاوفهم بشأن تأثير الإرشادات الجديدة عليهم، كما قابلت هيومن رايتس واتش محامين إسرائيليين مثلوا أولئك الذين طعنوا في القيود.