جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي – انهمرت بغزارة دموع الوالدة تهاني غوادرة، عندما شاهدت نجلها الأسير الطالب الجامعي محمد خالد غوادرة (25 عاماً)، مقيداً ومحاصراً بالجنود خلال دخوله لقاعة المحكمة العسكرية في "سالم" غرب جنين، ومما زاد أحزانها، منعها وعائلتها من الاقتراب منه ومحادثته للاطمئنان على أخباره التي انقطعت منذ اعتقاله.

ويقول والده: "فقط جلسة المحكمة، الفرصة الوحيدة لرؤية ابني المعتقل بشكل تعسفي وظالم، فالاحتلال يواصل عزله، والمحكمة مددت توقيفه 4 مرات، وحتى اليوم لا تتوفر لدينا معلومات حول أسباب زجه في غياهب السجون والتهم المنسوبة إليه".

 ويضيف: "طوال الفترة الماضية، نعيش وخاصة والدته مشاعر الألم والحسرة على فراقه القسري، وكل يوم يمر وهو خلف القضبان، يساوي ألف عام، ولم تعد والدتي قادرة على بعده عنها، وكلما شاهدته لا تتوقف عن البكاء، خاصةً وأن الجنود الذين يحاصرونه في المحكمة، يمنعوننا من الحديث إليه".

يعتبر الأسير محمد، الرابع في عائلته المكونة من 8 أفراد، ولد ونشأ ويعيش في قرية بير الباشا جنوب جنين، تعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، وبحسب والده الستيني أبو راني، انتسب لجامعة القدس المفتوحة تخصص "لغة عربية"، وأنهى ثلاثة أعوام، وبقي له عام واحد للتخرج، لكن الاحتلال قطع الطريق على محمد، المنتسب للأجهزة الأمنية ولازال على راس عمله.

يروي الوالد غوادرة، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله في بير الباشا، حوالي الساعة الثالثة فجراً، العشرات من الجنود، توزعوا في كل ركن وزاوية في أنحاء المنزل، بعد عزله وأسرته في غرفة واحدة وسط حراسة مشددة حتى انتهت عملية التفتيش التي تخللها تدمير كافة محتويات المنزل حتى لم يبقى أي شيء على حاله.

ويضيف: "احتجز الجنود محمد طوال المداهمة، وكانت صدمتنا الكبيرة عندما قيدوه وعصبوا عينيه وانتزعوه من بيننا دون السماح لنا باعتقاله، ولم تتوقف والدته عن البكاء منذ تلك اللحظة المؤلمة والصادمة".

ويكمل: "محمد طالب جامعي وملتزم بدوامه، ولا ينتمي لأي حزب أو يمارس أي نشاط سياسي، وفور اعتقاله، نقلوه لأقبية التحقيق في سجن "الجلمة"، وما زال مصيره مجهولاً، وحاول المحامي زيارته عدة مرات، لكن مخابرات الاحتلال ترفض بذريعة التحقيق".

وناشدت عائلة غوادرة المؤسسات الانسانية والدولية، التدخل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج

عن ابنها، وقالت والدته: "منذ اعتقاله، نعيش على أعصابنا، وننتظر على أجر من الجمر لمعرفة مصيره، ونسأل الله العلي القدير أن يحرره ويفرج كربه وكربنا قريباً".