فلسطين

الإثنين 26 ديسمبر 2022 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس

"القدس" تحتاج إلى مقابر إضافية والاحتلال يضيق الخناق

القدس- "القدس" دوت كوم - تقرير: واصل الخطيب-لم تعد مقابر مدينة القدس تتسع لموتى جدد، وعقد الأسبوع الماضي عقد اجتماع بين فعاليات مقدسية عديدة والأوقاف الإسلامية، تم خلاله مناقشة هذا الموضوع باستفاضة والاتفاق على بعض النقاط منها ضرورة توفير مقبرة إضافية في إحدى مناطق المدينة وتكون قريبة على الجميع وأيضًا توفير حراس للمقابر الحالية لحمايتها من التعديات الصادرة عن جهات غير مسؤولة.


في هذا التقرير، طرحنا أسئلة على المسؤولين الذين قابلناهم، من بينها : هل نشتر زمنًا في القدس أم قبرًا؟ وما هي الحلول للوضع القائم ؟ وما الذي تهدف إسرائيل من ورائه من خلال منعها دفن الموتى في أماكن محددة؟


عبد القادر : مسألة مؤرقة تثير أزمات ،،


وفي اجابته على ذلك، يقول حاتم عبد القادر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، إن مسألة المقابر أصبحت تؤرق المقدسيين في ضوء اكتظاظ المقابر الموجودة وتعرضها لاعتداءات، إضافة إلى حظر مناطق للدفن من قبل سلطات الاحتلال وكذلك استمرار التعدديات على المقابر من جانب جهات غير مسؤولة ولا تراعي حرمة الموتى.


ويضيف: إن المقدسيين أصبحوا يعانون في دفن موتاهم وبات البحث عن قبر أمرًا صعبًا ومكلفًا على ذوي المتوفى وكأن قدر المقدسيين أن يدفعوا الثمن أحياءً وأمواتًا.


ويشير الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، أن استمرار أزمة المقابر أصبحت تثير أزمات اجتماعية من شأنها أن تخل بالسلم الأهلي في المدينة المقدسة، مطالبًا الجهات المسؤولة في دائرة الأوقاف الإسلامية البحث عن حلول لأزمة المقابر والعمل بصورة جدية على إقامة مقابر جديدة في القدس على أراض وقفية أو خاصة يتم التبرع بها.


ودعا عبد القادر، إدارة الأوقاف الإسلامية إلى تشديد الحراسة والرقابة على المقابر والتصدي لأي اعتداء غير مسؤول لانتهاك حرمة الموتى.


الخطيب: اتصالات مع قواعد مفصلية ،،


إلى ذلك، يقول العميد بشار الخطيب مسؤول ملف السلم الأهلي في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، والذي يتابع هذا الملف مع الجهات المقدسية المسؤولة، بتكليف من الأمين العام اللواء بلال النتشة، أنه بدأ خلال الأيام الماضية بسلسلة اتصالات مع القواعد المفصلية في المدينة المقدسة لفتح نقاش موسع حول هذه المسألة التي تهم كل انسان مقدسي، وذلك بهدف التوصل إلى حل جذري ينهي الأزمة القائمة والتي لها عدة أسباب منها : عدم وجود أراضي كافية في القدس لأن إسرائيل تصادرها لصالح الاستيطان أو تمنع البناء فيها بحجة أنها أراض خضراء، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأراضي بشكل جنوني ما يحول دون شراء قطعة أرض كبيرة لهذا الغرض، الأمر الذي يستوجب من بعض ملاكي الأراضي الكبار التبرع بقطعة واسعة لإقامة مقبرة فيها تستوعب موتانا وتحفظ كرامتهم.


ويضيف الخطيب، أنه وصل إلى مكتبه العديد من الشكاوى من مقدسيين تم التطاول والتعدي على قبور موتاهم من جهات مجهولة وهم في حالة من الاستياء الشديد ويشعرون أن حرمة ميتهم قد انتهكت وبالتالي يطالبون بمعرفة الفاعلين ومحاسبتهم، معتبرًا من يقدم  على الاعتداء على قبر ميت، بأنه لا يقل جرمًا عن انتهاك المستوطنين لحرمة المسجد الأقصى المبارك.


ويتابع: هنا تكمن خطورة التعدي على المقابر وهي أنها تخلق المشاكل بين العائلات التي تصل حد الضرب أو القتل لأن المشكلة تبدأ صغيرة وربما تنتهي بجريمة ولذلك علينا أن نحرص كل الحرص على تفويت الفرصة على المتربصين بالسلم الأهلي في القدس لأنهم لا يخدمون بذلك إلا أجندة الاحتلال الساعي بكل قوة لضرب وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي المتماسك والمترابط.


وطالب الخطيب عبر "القدس" دوت كوم، الأوقاف الإسلامية ممثلة بمديرها العام الشيخ الفاضل عزام الخطيب ببذل كل جهده بالتعاون مع الجهات الأخرى المسؤولة من أجل التوصل ‘لى حل لهذه المشكلة المؤرقة، مضيفًا: "اليوم نحن وغدًا هم والموت لا يستثني أحدًا، لذلك علينا تقوى الله واحترام موتانا الذين أكرمهم رب العباد بالدفن بكرامة".


علقم: حلول عديدة مطروحة ،،


من جانبه ، يقول حسن عبد الله علقم رئيس تجمع " خيرة شباب القدس "، عضو هيئة المقابر الإسلامية، إن المدافن الموجودة حاليًا "باب الأسباط وباب الرحمة وباب المجاهدين" في شارع صلاح الدين، لم تعد تستوعب الموتى كما يجب، الأمر الذي يدفع بعض ضعاف النفوس إلى التعدي على قبور قديم وفتحها ودفن موتاهم فيها، وفي ذلك تعد صارخ على حرمة الموتى ومشاعر ذويهم واستخفاف بكرامتهم.


 ويضيف: "يوجد اكتظاظ في المقابر لأن عدد السكان يزيد باضطراد وبالتالي يزداد عدد الموتى، وعلى ضوء ذلك يضيق المقدسي ذرعًا في دفن الميت ولا يعرف أين يذهب بجثته وبالتالي مسألة الحصول على قبر فيها قدر كبير من الصعوبة وأحيانًا تكون مستحيلة"، محذرًا من إعادة فتح قبور الموتى المدفونين لأن فيها انتهاك صارخ لحرمتهم ولكرامة ومشاعر ذويهم.

 
 ويشير علقم إلى أنه في الاجتماع الأخير مع مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، أبلغنا بأن هناك معارضة اسرائيلية لإقامة مقبرة جديدة في منطقة الصوانة، وذلك في إطار سياسة التضييق على المقدسيين وحرمانهم حتى من إكرام موتاهم وفي ذلك خرق فاضح للأعراف والمواثيق الدولية وللشرائع السماوية.


ويشدد علقم على أن الخمس إلى عشر سنوات المقبلة لن يكون هناك أي متسع في المقابر الحالية، الأمر الذي يحتاج إلى حل جذري من هذه اللحظة "وتلك مسؤولية تقع على عاتق جميع الجهات المسؤولة في القدس" ، غير أنه لم يبرئ الاحتلال من مسؤوليته بالسماح للمقدسيين بإقامة مقبرة جديدة في منطقة الصوانة لأنه لا يوجد أي مبرر قانوني لمنع اقامتها، في حين أن المانع الأساس هو غطرسة وصلف الاحتلال ليس إلا، والهدف من ذلك خلق مشاكل بين العائلات المقدسية وضرب نسيجهم المجتمعي وسلمهم الأهلي.


خمس مقابر إسلامية ،،


وحسب ما نشر في مواقع إخبارية الكترونية عديدة، تضم القدس خمس مقابر إسلامية هي: "مقبرة مأمن الله" و"مقبرة المجاهدين" و"مقبرة باب الرحمة" و"المقبرة اليوسفية" و"مقبرة النبي داود".. ويقتصر دفن سكان المدينة حاليًا على مقابر "باب الرحمة" و"المجاهدين" و"اليوسفية"، وذلك بعد مصادرة أراضي مقبرتي "مأمن الله" و"النبي داود" والاستيلاء عليهما بشكل كامل.


وتعتبر "مقبرة مأمن الله" كبرى مقابر القدس، وتقع على بعد كيلومترين من باب الخليل إلى الغرب من البلدة القديمة، وتبلغ مساحتها نحو 200 دونم، وكانت منذ الفتح الإسلامي وحتى عام 1948 المقبرة الرئيسة لدفن موتى المسلمين، لكن محاولات تهويدها بدأت مبكرا وأُزيل حتى الآن 97% من شواهد قبورها.


كما حول الاحتلال 70% من مساحة "مقبرة مأمن الله" إلى حديقة أُطلق عليها اسم "حديقة الاستقلال"، ونبشت القبور وأقيم على جزء من المقبرة فندق ضخم وموقف للسيارات وما يسمى "متحف التسامح"، إضافة إلى مدرسة وحمامات عامة.


ويقام على أنقاض المقبرة أيضًا مهرجان سنوي للخمور تحييه فرق موسيقية عالمية، وذلك قرب الشواهد القليلة المتبقية لقبور المسلمين الصامدة حتى اليوم لكل من عائلة النشاشيبي ونسيبة والعلمي، وتسعى إسرائيل ، من خلال وضع يدها على المقبرة، التي تعد من أشهر وأكبر المقابر الإسلامية في فلسطين، إلى السيطرة على خاصرة القدس القديمة وبوابتها الوازنة لضمان تنفيذ مشروع تهويد القدس المحتلة، بما يسمح للاحتلال بالسيطرة الكاملة على المدينة.


ومنذ احتلال مدينة القدس، تتعرض جميع المقابر فيها لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بهدف طمس هوية المكان والقضاء على التاريخ والهوية الإسلامية التي تنبض بهما أراضي المدينة وقبورها.


 وتشكل الهجمة الجديدة على مقابر القدس حلقة في سلسلة حلقات الاستهداف المتعمد للمقابر الإسلامية، وهو مشروع إسرائيلي يستهدف طمس الهوية الفلسطينية واقتلاع كل ما هو عربي في المدينة المقدسة .

دلالات

شارك برأيك

"القدس" تحتاج إلى مقابر إضافية والاحتلال يضيق الخناق

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 208)

القدس حالة الطقس