Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 13 ديسمبر 2022 11:23 صباحًا - بتوقيت القدس

صور وفيديو|| خرجت لتنقذها فاستشهدت وهي تحاول حمايتها.. القطة "لولو" تفتقد رفيقتها "جنى"

جنين – "القدس" دوت كوم - تقرير: علي سمودي-  عندما اشتد أزيز الرصاص الإسرائيلي وصوت الانفجارات بشكل رهيب خلال اقتحام وحدات المستعربين الخاصة وقوات الاحتلال للحي الشرقي من مدينة جنين، شعرت الطفلة جنى مجدي زكارنة (16 عامًا)، بقلق على قطتها "لولو"، التي تربيها وترعاها منذ فترة طويلة، فبدأت بالبحث عنها في أرجاء منزلها الواقع في منطقة البيادر أحد الشوارع والمداخل المؤدية للحي الشرقي والذي كان  مسرحًا لعملية احتلالية جديدة بعد 4 أيام من إعدام ثلاثة مواطنين، وبحسب شهود العيان، تخلل العملية حصار محكم للمنطقة واحتلال عمارات ومباني ونشر فرق القناصة داخلها والتي أطلقت النار بشكل كبير مما أدى لإصابة ثلاثة شبان.


الصغيرة جنى، المعروفة لدى عائلتها وأهل الحي، بحبها للأطفال والقطط، حتى لدى الجيران، توجهت لسطح المنزل الواقع فوق الطابق الثاني والذي يعتبر كما يفيد شقيقها الطفل "أدهم" (13 عامًا)، شيء عادي، منذ اقتنائها للقطة والتي جهزت لها مكانًا خاصًا فيها لإطعامها واللعب معها في كل الأوقات حتى خلال الليل، كما جهزت قفصًا خاصًا ومناسبًا لتنام فيه بأمان "لولو"، كما أسمتها الشهيدة، والتي تحرص أن تقضي فصل الشتاء وسط الأسرة وفي غرفتها.


وسط الدموع والحزن، يستعيد أدهم الشقيق الوحيد لجنى باكورة أسرتها المكونة من طفلين فقط، الصور ولحظات الموقف الصادم في حياته، ويقول لـ "القدس" دوت كوم: "طلعت جنى للسطح بشكل طبيعي عشان تجيب القطة كما قالت لوالدي حتى لا تصاب برصاص الاحتلال الذي كان ينهمر مثل المطر، ولم نستغرب بسبب غيابها وتأخرها لأننا تعودنا على ذلك، لمعرفتنا أنها تقضي الوقت مع القطة "، وفجأة، يصوم أدهم عن الكلام، بعدما خنقت عباراته الدموع، فقد كان أول الواصلين لجثمان شقيقته ومن اكتشف استشهادها.



عندما صعدت جنى للسطح، لم تتنبه لانتشار فرق القناصة  قبالة منزلها، حيث تسللت تحت جنح الظلام، واقتحمت العمارات المقابلة لمنزلها، والتي تحولت لكمائن للقناصة الذين أطلقوا النار على الطفلة أثناء بحثها عن قطتها، في هذا الوقت، و خلال العملية، كان يتواجد أدهم مع رفاقه خارج المنزل الذي عاد إليه بعد انتهاء العملية التي استمرت أكثر من ساعة إثر انسحاب قوات الاحتلال.


ويقول أدهم: "رجعت إلى البيت وما لقيت جنى، سألت والدي عنها، فقال إنها صعدت للسطح حتى تجيب لولو من السطح، وصعدت إلى هناك حتى سقطت على الأرض بعد ما شفتها وكل جسمها دم .. لما وصلت كانت جنى واقعة على الأرض، ودمها في كل مكان، لا تتحدث أو تتوجع، وبجانبها كانت القطة تموء وكأنها تستغيث وتدرك ما حدث، كما شاهدت قفص القطة قرب يدها مباشرة".



انهار الطفل أدهم من هول المشهد، وأطلق صرخات استغاثة، فحضر والده مسرعًا، وحمل طفلته الوحيدة حتى وصلت سيارة الإسعاف ونقلها لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في المدينة، ويقول عم الشهيدة ماجد زكارنة لـ "القدس" دوت كوم: ما زال الطفل أدهم حزين ويبكي ويتألم من المنظر المؤلم والقاسي الذي شاهده بعدما قتل الاحتلال شقيقته، ومن خلال المتابعة، تبين أن القناصة أطلقوا النار من المنزل المقابل بشكل مباشر، وكان هناك عدة رصاصات في جسدها وجدران السطح شاهدة وتؤكد أن مصدر النار الموقع الذي تمترست فيه الوحدات الخاصة والقناصة.


ويضيف: "خيمت أجواء الحزن والصدمة لدى والديها وكل العائلة، ولم نصدق ما حدث، فطفلتنا لم تكن مطلوبة أو مسلحة ولم تشكل خطرًا على الأمن الإسرائيلي، فبأي ذنب قتلت؟، أين العدالة وحقوق الإنسان".


ويؤكد زكارنة وشهود العيان من سكان الحي لمراسلنا، أن المنطقة لم تشهد أي اشتباكات مسلحة، ولم يتواجد فيها مسلحون فلسطينيون، وأن الرصاص القاتل هو إسرائيلي ومن العمارة التي احتلت قبالة منزل جنى التي قتلوها كما تقول عمتها  "وهي تحاول حماية قطتها، فلم يكن هناك مبرر لإطلاق النار، على هذه الطفلة البرئية والجميلة والتي ما زالت في بداية حياتها التي سرقها رصاصهم الغادر".



بعد نقل جثمان جنى للمشفى، بقيت القطة لولو، تتنقل على سطح المنزل، تبحث عنها، ويقول ابن عمها وجدي زكارنة "لم أر مثل تصرفات القطة التي تجعلنا نشعر بأنها تدرك فقدان جنى، إنها ترفض مغادرة السطح، وتدور حول المكان الذي استشهدت فيه، تارة تقفز لسطح البوابة وتطل مباشرة على آخر منطقة كانت فيها، وأخرى تقف في نفس المكان وهي تموء دون توقف وكأنها تنادي على جنى التي قتلها الاحتلال وحرمها منها للأبد".




مشهد القطة، أثار مشاعر الحزن والألم خاصة لدى أطفال العائلة وأقارب جنى، الذين انهمرت دموعهم بحسرة ولوعة، عندما غادر جثمانها منزل عائلتها للمرة الأخيرة  وللأبد، بينما ما زالت "لولو" القطة الوفية تلازم السطح، ولم تفارق المكان الذي شاهدتها فيه آخر مرة بعدما استهدافها رصاص الموت الإسرائيلي ليغيبها للأبد ويترك جرحًا لن يندمل في حياة كل من عرفها وخاصة والديها وشقيقها أدهم.

دلالات

شارك برأيك

صور وفيديو|| خرجت لتنقذها فاستشهدت وهي تحاول حمايتها.. القطة "لولو" تفتقد رفيقتها "جنى"

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 87)