Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 19 نوفمبر 2022 5:21 مساءً - بتوقيت القدس

بعد 40 عامًا.. فلسطين على موعد للقاء أحد جبالها الشامخين الأسير كريم يونس

بيت لحم –"القدس" دوت كوم- نجيب فراج- لن يكون يوم السادس من كانون الثاني من العام القادم يومًا عاديًا لجماهير الشعب الفلسطيني، حينما تفتح أبواب السجن على مصراعيها لاستقبال الأسير الفلسطيني كريم يونس بعد (40 عامًا) بالتمام والكمال، وهو واجه صلف السجان وعتمة السجن، وتنقل من زنزانة إلى أخرى ومن سجن إلى آخر، ليكون أقدم أسير فلسطيني في العالم أجمع، يمضي أربعة عقود متواصلة خلف القضبان.


مسيرة عميقة

وبهذا الصدد يقول عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق لـــــ"القدس" دوت كوم: "إن الحديث عن كريم يونس يطول، وهو مليء بالشجون والعواطف والمواقف الإنسانية، وقد اعتقل كريم في العام 1983 هو ومجموعة من الشبان من داخل مناطق الـ48، بتهمة تنفيذ عملية عسكرية أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي".


وأضاف: "حكم عليه آنذاك بالإعدام وألبسوه "بدلة الإعدام الحمراء" على مدى 275 يومًا، بانتظار تنفيذ الحكم حيث يصحو كل صباح طيلة هذه المدة في انتظار من يقوده إلى المقصلة، إلى أن تغير القرار حيث لم تنجح اسرائيل من فرض قانون الإعدام في أنظمتها، ليستبدل الحكم بالمؤبد وبعد سنين حدد حكم المؤبد لأسرى الداخل المحتل بأربعين سنة".


وأكمل: "لم يتبقى على لحظة الإفراج عنه سوى 47 يومًا، وهي المدة التي تجعلنا نحبس الأنفاس انتظارًا لها، وليعود كريم ذلك الشاب الذي كان عمره لحظة اعتقاله (27عامًا) بعد أربعين عامًا من التغييب والتعذيب والقهر والظلم والحرمان إلى منزله الذي تركه في قرية عارة الواقعة بالمثلث الشمالي في  مدينة حيفا، لتستقبله الجماهير الغفيرة التي تنتظره على أحر من الجمر".


أول أسير يمضي أربعين عامًا

وقال قراقع: "إن الأسير كريم يونس هو أول أسير فلسطيني، وعلى صعيد العالم أجمع يمضي أربعين سنة بشكل متواصل وبهذه الطريقة، رغم وجود أسرى أمضوا أكثر من ذلك ولكن بشكل متقطع، كالأسير نائل البرغوثي الذي أمضى حتى الآن 43 سنة، ولكن أطلق سراحه وأعيد للاعتقال من جديد، أما الأسير ماهر يونس ابن عم كريم والذي اعتقل معه ولكن بعده بشهرين أو ثلاثة فسيكون قد أمضى أربعين عامًا بعد انتهاء هذه المدة وسيكون على موعد مع الحرية، وكذلك الأسير وليد دقة الذي سيمضي أربعين عامًا بعد عدة أشهر وسيطلق سراحه حينها أيضًا".


جبل من جبال فلسطين

وتابع قراقع: "إنني وفي كتاباتي أطلقت عليه لقب الجبل، وهو لقب يليق به نظرًا لما يتمتع من صفات لا يمكن وصفها، فظل طيلة هذه المدة قويًا وشامخًا ومبدئيا وقائدًا وحكيمًا، لم يستسلم ولم يضعف ولم ينهار حتى في أصعب المواقف".


وأضاف: "عندما توفيت والدته المرحومة صبحية يونس عن عمر يناهز الـ88 عامًا في شهر أيار الماضي، وكانت تنتظره على أحر من الجمر لتلتقيه وتحتضنه، ولكن القدر كان أسرع بلحظة الفراق من لحظة اللقاء، ظل شامخًا وقويًا رغم جسامة الحدث، وهذا انطبق على والده الحاج يونس فضل يونس الذي رحل قبل نحو 10 أعوام وهو في عمر الـ87 عامًا، وقد رفض الاحتلال السماح له حتى لو لساعتين، للمشاركة في تشييع جثمان أيا منهما".


وأكمل: "كما أن اسرائيل كانت ترفض إدراج اسم كريم يونس في أي من صفقات التبادل التي نفذت على مدار العقود الماضية، كما أن اسمه كان في الدفعة الرابعة للإفراج عن قدامى الأسرى، والتي جرت برعاية وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في حينها وذلك قبل تسعة أعوام".


اجتياز كل المراحل

إن كريم يونس وحسب قراقع فقد اجتاز كل المراحل، وهو المثقف والكاتب والقائد والانسان ويحبه كل من عرفه، وهو الوحدوي الذي لا يرى فلسطين من خلال فصائلها بل من خلال شعبها وحدودها وتضاريسها وعروبتها، ولهذا فقد كان فوق كل هذه الفواصل والحدود فليس غريبًا أن تنتظره فلسطين بكل جماهيرها على أحر من الجمر.


رجل غير عادي

من جهته، قال حسن عبد ربه الناطق الإعلامي باسم هيئة الأسرى والمحررين لــــ"القدس" دوت كوم، "إن السادس من شهر كانون ثاني القادم هو يوم غير عادي، لرجل ومناضل وقائد غير عادي، هذا اليوم الذي ستتجلى فيه عظمة هذا الإنسان، وسيؤكد على مدى انتمائه العقائدي لفلسطين وقضيتها المقدسة".


وأشار إلى أن هيئة الأسرى والمحررين تابعت وتتابع الأسير كريم عن كثب، ويقوم محامييها بزيارته تباعًا، لأنه ببساطة يستحق الاهتمام والتقدير، ولذلك لن يكون يوم استقباله يومًا عابرًا، بل يوم مميز حينما تفتح أبواب سجن هداريم ليخرج ويعانق الحرية.


وأكد عبد ربه أنه سيتم وضع برنامج مكثف، لاستقباله في الفترة القادمة ولحظة الإفراج سيتوجه كريم إلى قبر والديه لزيارتهما وفاءًا لعهدهما وإخلاصهما له، ومن ثم سيقوم بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات في رام الله.


وأعرب عن اعتقاده أن إسرائيل بحكومتها اليمينة الفاشية المتكونة سوف تقوم بالتنغيص على الاحتفالات، ولكن كل ذلك سوف تبوء بالفشل وسيصمد في وجه هذه المحاولات التي من الممكن أن تتضمن محاولة نزعه للجنسية الإسرائيلية وإبعاده عن مسقط راسه قرية عارة.


مشاعر كريم قبيل الإفراج

لا شك فإن كريم يونس ينتظر ذلك اليوم الذي تتوج فيه كل مسيرة صموده وعطائه وتضحياته طيلة هذه السنين، ولكنه ينتظرها بمزيد من رباطة الجأش والحكمة والتروي، ونقل عنه من داخل السجون وهو يخاطب رفاقه أنه قال أمس الأول: "أنا مشتاق لفلسطين، وأنا فرح بلقائها في الخارج لأول مرة منذ أربعين سنة، ولكن هذه الفرحة منقوصة، لإني سأترك رفاق درب من رجال صنعوا التاريخ، ولا يمكن أن تكتمل الفرحة من دون لقياهم في الخارج، والفرح منقوص أيضًا لأنني سوف أجد أمي وأبي قد سكنا القبور، ولكن عزائي في مسيرة عطائهما وتضحياتهما التي لا يمكن أن أنساها، وعزائي أن الشهداء بكل أطيافهم سيبقون خالدون إلى الأبد".

دلالات

شارك برأيك

بعد 40 عامًا.. فلسطين على موعد للقاء أحد جبالها الشامخين الأسير كريم يونس

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)