فلسطين

الجمعة 18 نوفمبر 2022 8:37 مساءً - بتوقيت القدس

المقدسية أبو علقم تجاوزت التحديات بمهنتها كسائقة

القدس - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - اختارت بعض النساء كسر القاعدة المتعلقة باحتكار مهن معينة يراها المجتمع حكرًا على الرجال بسبب الصورة النمطية السائدة في أوساطه عبر ثقافة العيب فقط لا أكثر، بحجة أن هذه الوظائف غير ملائمة للنساء، إلا أن إصرار المرأة جعلها تغزو هذه المهن واحدة تلو الأخرى، ليقبلن عليها بخطوات ثابتة وجدارة عالية ويصبحن رائدات للتغيير.

المقدسية سامية أبو علقم (50 عامًا) اختارت مهنة غير تقليدية،لتعمل في قيادة الحافلات التي تعد مهنة صعبة حتى على الرجال، وتكون بذلك السائقة الوحيدة التي تعمل في شركة باصات القدس، وفي هذا المجال منذ عام وحتى الآن.

الخمسينية أبو علقم تمارس شغفها في قيادة الحافلات بكامل رونقها ونشاطها لتقوم تقوم بثلاث رحلات يوميًا تجوب بها شوارع مدينة القدس المحتلة، بدأت حديثها قائلة: "اخترت مهنة قيادة الحافلات عن قناعة وأمارسها بشغف، رغم صعوبتها حتى على الذكور فهي للوهلة الأولى تبدو مهنة سهلة، فما عليك إلا ايصال الركاب إلى مكان محدد، إلا أن داخلها مسؤولية كبير فالركاب هم أمانة في عنق السائق إضافة لأنها تحتاج إلى الصبر وقدرة التحمل ومهارة عالية، فالقيادة بشكل عام محفوفة بالمخاطر ، ومع ذلك تمكنت من رثبات جدارتي ومهارتي وبأنني أهل للوظيفة التي اخترتها".

بداية الشغف..


يعتبر السائق كبقطان للرحلة التي يقلها وعليه إحكام سيطرته وهنا يكمن التحدي، وبرغم كل ظروف العمل الصعبة ومفاجآت الطريق من ازدحامات مرورية وغيرها عليه أن يؤدي مهمته باقتدار وأمانة.

تتابع سامية: "البداية كانت منذ الطفولة فقد كنت مولعة بشكل عام بالقيادة وعلى وجه التحديد، وكنت أحب كثيرًا قيادة الحافلات لما فيها من متعة كبيرة، ولدت ونشأت في الولايات المتحدة الأمريكية وعشت فيها ثلاثين عامًا، ومنذ عشرين عامًا تزوجت وعشت في شعفاط بمدينة القدس، وحصلت على رخصة القيادة في أميركا منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ومارست القيادة طيلة تلك الأعوام سواء على السيارات الخاصة أو الحافلات وكنت أفضل الحافلات كثيرًا، فقد كنت أشعر بشغف كبير أثناء قيادتها لكنني لم أمتهن القيادة أبدًا".

وواصلت: "منذ ما يقارب العام قررت أن أمتهن قيادة الحافلات وأن أعمل بها متجاوزة كل التحديات لأعبد الطريق للنساء الراغبات بخوض هذا المجال من بعدي، ورغم كل الصعوبات والمعيقات، فطرحت الفكرة على زوجي وكان رده أن هذه المهنة تحتاج إلى الصلابة والقوة والمهارة العالية، وكان فعلاً خير ستد لي فيما اخترته ودعمي على كافة الأصعدة، سواء المادية أو المعنوية، واستطعت الحصول على الرخصة لأكون مؤهلة لممارسة مهنتي الجديدة وكانت هذه الخطوه من أجمل ما أقدمت عليه في حياتي فهي مهنة رغم صعوبتها جميله جدًا".

الصعوبات والمجتمع..

سامية أيو علقم  أول سيدة تختار قيادة الحافلات لتخوض بهذه المهنة حربها الخاصة ضد التقاليد المجتعية البالية وصعوبات المهنة رغم براعتها في القياده بسلاسة ودقة إلا أن ذلك لم يحمها من الانتقادات السلبية.

تتحدث قائلة : "أنا أول سيدة تعمل سائقة حافلة بالشّركة، ما جعل الجميع يستغرب ويستعجب من الفكرة بحد ذاتها ليراهنوا على عدم اقتداري وتمكني من ممارسة المهنة إلا أنني وقبل القيادة عند القيام بتدريبي من قبل الشركة أثبتت تمكني من السياقة بمهنية واحترافية عالية، ما جعل بقية السائقين يأخذوني على محمل الجد مدركين قوتي وعزيمتي وصلابتي ، رغم أنني عند طرحي لهذه المهنة لمن حولي كان رفضهم وانستكارهم كبير كونها مهنة ذكورية رغم أنه لا يوجد نص شرعي أو قانوني يحرم هذه المهنة علينا نحن النساء".

وأردفت: "قررت مواجهة كل الأعراف البالية والقوانين المجتمعية بقوة ارادتي ودعم ومساندة رفيق دربي لأثبت أنني أهل لما أفعل وبأنني على قدر التحديات وربما لم تتوقف التحديات وتقتصر على مواجهة المقربين بل تمتد في نظرة الناس، الذين
لم يتقبلوا في البداية الرّكوب في حافلة تقودها امرأة، ولكن بمرور الأيام وبإرادتي وقوة شخصيتي ومهارتي في القيادة نجحت  في كسب احترامهم وتقديرهم لي ولمهنتي".

قوة الشخصية مفتاح النجاح..


 بفضل جدّيتها وحسن أخلاقها استطاعت منذ مايقارب العام من سياقة حافلة عمومية هذه المهنة التي تمارسها أبو علقم ليس فقط لكسب رزقها ومساعدة عائلها من خلال تمكين نفسها اقتصاديًا كذلك لحبها الشديد لها وهي التي تعلمت القيادة منذ كان عمرها 16 عامًا ولكنها حتى اليوم تسمع تعليقات سلبية بأن هذه المهنة ذكورية وليست للنساء.

سامية وهي أم لثلاثة أبناء تذهب إلى عملها لتستقبل الركاب بوجه بشوش وبابتسامة دافئة، كانت كنافذة أمل للسيدات باختيارها لمهنة كانت حكرًا على الرجال لتقلب الموازين من جديد في سوق العمل وتشجع الكثير من النساء على أن يحذين حذوها رغم أنهن لازلن مترددات وربما يخفن من ظروف العمل.

وعن هذا المجال تتحدث: علاقتي مع السائقين الآخرين يملؤها الاحترام المتبادل إلا أنني بطبيعتي ألتزم في عملي فقط دون إجراء حوارات اجتماعية، فهذا مكان لكسب الرزق أولاً وأخيرًا ومهمتي هي إيصال الركاب الذين لازال البعض منهم يستهجن كوني أقود الحافلة ويلقي بعض الكلام الجارح، وهنالك من يقدر كوني استطعت أن أثبت نفسي في هذه المهنة ويعاملونني كابنة لهم وهذا ما يسعدني كثيرًا، فالنظرة السلبية أصبحت تتلاشى تدريجيًا وبات الجميع يشكرني ويمدحني.

وأضافت: "المهم في هذه المهنة كأي مهنة أخرى أن تكون شخصية المرأه قوية جدًا، وأن لا تستمع أبدًا للكلام الجارح والانتقادات السلبية، بل على العكس أن تحولها لحافز ودافع يمنحها القوة لتستمر في مواصلة مشوارها حتى النهاية، وأن تجعل هذا الكلام سلمًا لها نحو المجد وعدم الاستسلام، إضافة لأن السيد أبو عمر المدير التشغيلي لباصات القدس رام الله، دائمًا يدعمني كوني استطعت أن أكون مميزه بمهنتي ويساندني ويقدم كل التسهيلات لي ما يدفعني للعمل بهمة ونشاط، كذلك عائلتي التي تفخر بي وبما أقوم به".

رسالتها..


مفعمة بالحياة والأمل وبعيدًا عن انتقادات المجتمع ونظرته البالية دعت السيدة سامية كافة السيدات للعمل في أي مجال يحببنه ويشعرن بشغف تجاهه وأن يبذلن كل جهدهن في السعي وراء أحلامهن وتحقيق أهدافهن دون أن يعرن نظرة المجتمع المحبطة أي اهتمام، وأن يبادرن لكسر حاجز الخوف داخلهن ويعملن على تطوير ذواتهن وخوض تجاربهن الفريدة مهما كانت، فلايوجد ماهو مستحيل في هذه الحياه لأن المزيج السحري المكون من الشجاعة والإرادة والقوة والتصميم والإرادة يصنع المعجزات ويحقق الطموحات مهما كانت بعيدة المنال ويجسدها حقيقة على أرض الواقع كما أن المجتمع يتغير والوعي يتزايد بأهمية دور المرأة وتعزيز مشاركتها في كافة الجوانب.

دلالات

شارك برأيك

المقدسية أبو علقم تجاوزت التحديات بمهنتها كسائقة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 313)

القدس حالة الطقس