أقلام وأراء
الأربعاء 16 نوفمبر 2022 10:30 صباحًا - بتوقيت القدس
السلطة ذاهبة الى اختبار جديد
بقلم : نبيل عمرو
مثلما لا ينبغي التقليل من قيمة القرار الاممي الاولي بإحالة الملف الفلسطيني الى محكمة الجنايات الدولية، ينبغي بالمقابل عدم المبالغة في تقديمه للجمهور الفلسطيني، على انه مجرد انجاز خارق، ذلك ان الأمم المتحدة وخصوصا جمعيتها العامة واللجان المنبثقة عنها، تجسد أوسع تأييد دولي لقضيتنا وحقوقنا، ولولا حق النقض "الفيتو" الذي تتمتع به الولايات المتحدة ولا تتردد في استخدامه اذا ما كان في مصلحة الفلسطينيين، لكان منطقيا القول ان الأمم المتحدة هي الحاضنة الدائمة لفلسطين، وهي الاطار المضمون في التصويت لصالحها كلما طلب الفلسطينيون واشقاؤهم واصدقاؤهم ذلك.
الميزة الأساسية لقرار إحالة الملف الى محكمة الجنايات الدولية، بأنه واذا ما تحقق الغرض منه فسوف يلحق ضررا بالغا بالرواية الإسرائيلية، التي تنفي صفة الاحتلال المباشر وطويل الأمد والذي يوازي الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية، وبالمقابل يوفر شرعية إضافية للكفاح الوطني الفلسطيني من اجل الحرية والاستقلال.
والامر على هذا الصعيد لا يقاس بمدى تطبيق ما ستوصي به محكمة الجنايات ولا ما قررته الجمعية العامة لعدة مرات لمصلحة الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، بل يقاس بمدى ما يبقي قضية الشعب الفلسطيني على قيد التداول، في حرب بقاء تضع فيها إسرائيل كل قواها لالغاء الرواية الفلسطينية الحقيقية وتثبيت الرواية الإسرائيلية، بأن الأرض الفلسطينية ليست محتلة بل متنازع عليها، والمواطنين الفلسطينيين مجرد سكان امر واقع بلا حقوق وطنية وسياسية.
ولعل هذا ما يفسر الجنون الإسرائيلي في مواجهة هذا التطور والذي عبر عنه بأوضح صوره مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، اضافة الى التصويت الأمريكي والعديد من الدول الغربية ضده.
القرار الذي استشعر الإسرائيليون منه خطرا على روايتهم يعني عمليا دخولنا في معركة كبرى لتثبيته والبناء عليه امام سعي إسرائيلي لتفريغه من محتواه ومدلولاته، وجعله مجرد رقم متسلسل من ارقام القرارات التي اتخذت واودعت الأرشيف.
المعركة التي بدأت فعلا منذ صدور قرار اللجنة سوف تتخذ طابع المعارك السابقة والمماثلة، كالضغط على الرئيس محمود عباس للتراجع عنه او ابطاء حركته، مع الضغط على الدول الداعمة حد الابتزاز والتهديد، ومن سيتولى الضغط الفظ المباشر اسرائيل، اما الضغط الناعم واللبق فسيأتي من أمريكا ومعها العديد من الدول الغربية، بحجة ان "تصعيدا" فلسطينيا على هذا المستوى سيغلق الأبواب امام أي احتمال لاستئناف مسيرة السلام!، وسيؤدي الى استفزاز إسرائيل التي سترد عليه بمزيد من الخطوات القمعية والاستيطانية والانتقامية.
وسوف يستخدمون حجة تكتيكية طالما استخدموها في أمور مماثلة، كالقول ان الإجراءات التي ستتخذ لهذه الغاية ستستغرق وقتا طويلا، وانها ما دامت مرفوضة من جانب أمريكا ومن معها من الدول الغربية فلن يكون لها أي قدر من الفاعلية، واذا ما اضفنا الى ذلك الحقيقة التي تكرست تاريخيا بأن إسرائيل تجسد استثناء من القوانين والقرارات الدولية. فهي صاحبة "اللا" الازلية ضد أي قرار في مصلحة الفلسطينيين.
منذ بدء التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة ونحو محكمة الجنايات الدولية فكل ما تقدم إسرائيليا وامريكيا كان متوقعا ومجربا بالفعل، وهنا ينبغي عدم تعليق كل شيء على الشماعة الامريكية والإسرائيلية، بل ينبغي تحصين الموقف الفلسطيني من هذه المعركة الصعبة، والتي من الحتمي خوضها ليس بمجرد جمع الأصوات التي تؤيدنا والتباهي بها -وهي بالمناسبة آخذة بالتناقص- بل بتمتين العضلة الفلسطينية الداخلية وتفعيل التحالفات الفلسطينية العربية والإقليمية والدولية، والانطلاق بجهد منسق لمغادرة حظيرة التصويت فقط الى موقع اكثر فاعلية نحو توجه إقليمي ودولي جدي، يطرح حل القضية الفلسطينية من جذورها، على أساس القرارات الدولية، التي اعتبرت الحقوق الوطنية الفلسطينية ثابتة وغير قابلة للتصرف.
الملفت للنظر ان الوضع الراهن فيه قدر من اللامنطق، بحيث يبدو الدعم والتبني الدولي للحقوق الفلسطينية معقولا في زمن القضايا المنافسة وما اكثرها، كذلك يبدو الدعم العربي والإقليمي ولو على صعيد التصويت والتبني السياسي. اما اللامنطق فهو في الحلقة الاخيرة من السلسلة اي الحلقة الفلسطينية فهي الأضعف من بين سائر الحلقات، وكلمة السر في الضعف الانقسام والجمود وانعدام عمل المؤسسات ما يجسد تهريبا للانجازات مهما عظم شأنها.
أسئلة تدور في الاذهان ونحن في اول المعركة هل ستخضع السلطة الفلسطينية للضغط الأمريكي والإسرائيلي وحتى الأوروبي كما حدث في مرات سابقة؟
وهل ستحتفل بقرار لتنساه في اليوم التالي؟
وهل سنصلح حالنا لنكون أكثر قدرة على استخدام هدايا الأصدقاء لنا؟
الإجابة ستكون وافية في قادم الأيام ومن يعش يرى.
دلالات
Tahsin hassan قبل حوالي 2 سنة
قد تصل الامور الى مرحلة ان كامل اوروبا وامريكيا الشمالية واسيا وافريقيا ما عدا العرب هم : انصار راي وفعل من اجل اقامة دولة فلسطينية ،، ولكن سيكون المعارضون هم الانظمة العربية والشعوب
ام خالد قبل حوالي 2 سنة
المهم كسر المألوف يا اخي نبيل
ألمحامي إبراهيم شعبان قبل حوالي 2 سنة
السلطة كدولة فلسطين ذاهبة لمحكمة العدل الدولية وليس لمحكمة الجنايات الدولية، وبينهما فارق كبير من حيث الإختصاص الموضوعي ويجب أن لا يخفى على فطنة الكاتب
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
أ.د. أبو كشك يشارك في المؤتمر العالمي للغة الصينية في بكين ويوقع اتفاقية تعاون مع جامعة جيان شي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 86)
شارك برأيك
السلطة ذاهبة الى اختبار جديد