جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي- حُكم المؤبد وهدم المنزل، لم يكن كافياً للاحتلال، فبعد 18 عاماً على اعتقال الأسير عز الدين خالد الحمامرة (44 عاماً)، عاقبه بالعزل في زنزانه انفرادية في سجن عسقلان، وسط حرمانه من كافة حقوقه.

في قرية حوسان غرب بيت لحم، ولد عز الدين باكورة أبناء عائلته المكونة من 10 أفراد، نشأ عز الدين وعاش وطفولته وشبابه في القرية التي أحبها وتحبه كثيراً، تعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة، انتسب لجامعة الزيتونة في الأردن تخصص " حقوق"، وبعدما عمل في الشؤون القانونية في السلطة الوطنية، انتسب لجامعة القدس أبو ديس للحصول على درجة الماجستير في القانون.

الاعتقال والهدم

تروي شيرين شقيقة الأسير حماحرة، أن العشرات من جنود الاحتلال وضباط المخابرات، اقتحموا منزل عائلتها في حوسان، فجر تاريخ 7/3/2004 ، واحتجزوا العائلة، وفتشوا كل شيء في المنزل، وانتزعوا عز الدين من وسطها، دون السماح لها بوداعه، ونقلوه لزنازين التحقيق في سجن المسكوبية التي تعرض فيها للتعذيب على مدار ثلاثة أشهر.

تقول شيرين: "صمد شقيقي رغم الضغوط والتعذيب، ورفض الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، فاقتحموا منزلنا بتاريخ 31-5-2004، وهدموه للضغط عليه، لكنه صمد وتحدى الاحتلال وأثبت للمحققين أنهم لن يكسروه ويركعوه رغم الهدم "، وتضيف " أثناء اقتحام وهدم منزلنا، قال ضابط المخابرات لوالدي سنهدم قلعة وليس منزل، بهدف الضغط على عز الدين لكنه بقي صامداً وثابتاً".

الحُكم

مارس الاحتلال العقاب بحق الأسير، واستمرت محاكمته مدة طويلة، وتقول شقيقته " نزل للمحاكم العسكرية أكثر من 35 جلسة، حتى حوكم بالسجن المؤبد 9 مرات، وأثناء الحكم، سأله القاضي " أنت رجل قانون ومتفهم للقانون.. فلماذا لم تحارب دولة اسرائيل بالقانون" ، فأجابهم " المحتل لايتبع أي قانون، وانما يتبع قانون شريعة الغاب من قتل الأبرياء والأطفال والنساء، لذلك  العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم .. وأنت محتل "، وتضيف " بعد إصدار الحكم على عز الدين، سأله القاضي : هل أنت نادم على مافعلت؟، فرد بعزيمة وبطولة "  أنا لم أندم.. لأنك أنت الحاكم والجلاد في نفس الوقت .. وهو نضال ضد المحتل، دفاعاً عن الأطفال الأبرياء وكرامة شعبنا ".

عبر سنواته، تنقل عز بين كافة السجون الاسرائيلية، وعاقبه الاحتلال بالتنقل ومنع الاستقرار، لما يتمتع به من شخصية نضالية وقوة ارادة وفكر وقيادة وتحريض دائم على الاحتلال الذي عاقبه بالعزل في سجن عسقلان منذ تاريخ 11/7 /2022.

 وتقول شقيقته " حتى اليوم ، لا يزال معزولاً وممنوعاً من الزيارات ولقاء المحاميين، وتم تغريمه بـ500 شيكل، وهو ممنوع من زيارة الأهل منذ 3 أشهر"، وتضيف " الزنزانة التي يعيش فيها شقيقي ، تفتقر لكافة مقومات الحياة البشرية، ولانعلم عن وضعه أي شيء، سواء صحياً أو جسدياً، ولايوجد من يتواصل معه في تلك الزنزانه أو أي اتصال مع العالم الخارجي ، فالاحتلال عزله نهائياً عن العالم ".

توضح شيرين، أن شقيقها تعرض للعقاب بشكل تعسفي، وحتى اللحظة لم يتلقى والعائلة، أي مبرر أو توضيح لهذا القرار الذي فرضته إدارة السجون، وقالت " نشعر بخوف وقلق على حياته ووضعه، وقد زعمت المخابرات، وجود ملف سري لعزله ، وهذا دليل على ان القرار غير مبرر وهي حجج واهية من اجل التضييق على عز الدين ومعاقبته كيفما يشاءون".

تعيش الوالدة الستينية، خضرة " أم عز الدين" ، التي تعاني الضغط والسكري بسبب الهموم والقهر، مشاعر الخوف والقلق على ابنها في ظل انقطاع أخباره، وتقول شيرين " تبكيه وتفقده وتناجيه ليل ننهار ، ووالدتي ككل أم صابرة محتسبة ، لكن غياب عز أثر عليها وعلى حياتها ، فدائما افراحنا مؤجلة ، لكننا نؤمن بالله سبحانه وتعالى ، وان الفرج قريب "، وتضيف " في كل مناسبة وجلسة وحدث وحديث تتحدث والدتي عن حبيب قلبها ، ونتمنى أن يكون معنا محرراً وعريساً نفرح به بعرس جماهيري فلسطيني كبير ".

 وتكمل " رغم أنف الاحتلال الذي يعاقب عز الدين لكنه هو ثابت وصامد، ونحن عائلته معه في كل خطوة بخطوة، لايستطيع الاحتلال أن يقيد عقولنا من صوره أو نسيان مواقفه الجميلة، فهو دائماً في حياتنا وتفاصيلنا "، وتكمل " اصعب لحظات العمر ، وفاة والدي خلال اعتقاله قبل 3 أعوام ، قبل أن يتحقق حلمه برؤيته حراً، لكننا سنبقى نستمد الصمود والقوة من عز الدين، فهو انسان متفائل وقوي، معنوياته دائماً عالية وهو القدوة والمثال لنا، وننتظر عودته في كل صباح ليكون بيننا ".