جنيف - (أ ف ب) -أعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن قلقها حيال المحاكمات المحتملة لسجناء الحرب الأوكرانيين في ماريوبول الذين أسرتهم روسيا في أيار/مايو، مشيرة إلى أنه يحظر إنشاء محاكم مخصصة فقط لمحاكمة هؤلاء الأسرى.

وقالت ناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني "نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن روسيا الاتحادية والمجموعات المسلحة التابعة لها في دونيتسك تخطط - ربما في الأيام القليلة المقبلة - لمحاكمة أسرى حرب أوكرانيين في إطار ما يوصف بأنه محكمة دولية في ماريوبول''.

واوضحت في مؤتمر صحافي دوري في جنيف "نذكّر بأن القانون الإنساني الدولي يحظر إنشاء محاكم تهدف فقط إلى محاكمة أسرى الحرب وأن حرمان أسير حرب عمداً من حقه في محاكمة عادلة ونظامية يمثل جريمة حرب".

اشارت إلى أن القليل من التفاصيل متوفرة حول ما تصفه موسكو بأنه "محكمة دولية"، ولفتت إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر ما يبدو أنه أقفاص معدنية - مخصصة لوضع المحتجزين أثناء المحاكمات - يتم بناؤها في قاعة الحفلات الموسيقية في ماريوبول.

تمنح اتفاقية جنيف الثالثة حماية موسعة لأسرى الحرب الذين لا يمكن مقاضاتهم لمشاركتهم المباشرة في الأعمال القتالية.
يمكن للسلطة التي تحتجزهم مقاضاتهم على جرائم حرب محتملة، ولكن ليس على أفعال ربما ارتكبوها أثناء القتال ولا يحظرها القانون الإنساني الدولي.

كما شددت شمداساني على أنه "يحق لهم ضمان الحصول على اجراءات نظامية ومحاكمة عادلة".

وشددت على أنه "لا يمكن إصدار أي إدانة أو عقوبة بحقهم ما لم تقرها محكمة محايدة ومشكَّلة على أساس نظامي"، موضحة أن حرمان أسير الحرب عمداً من الحق في محاكمة عادلة ومنتظمة يرقى إلى جريمة حرب.

وتشعر المفوضية بالقلق إزاء عدم وجود مراقبين مستقلين بالقرب من أسرى الحرب، مما "يعرضهم لخطر التعذيب لانتزاع اعترافات".

وأشارت المتحدثة إلى "تصريحات علنية مثيرة للقلق" أطلقها مسؤولون روس وعناصر في مجموعات مسلحة تابعة لهم قوضت افتراض براءة المعتقلين من خلال وصفهم بأنهم "مجرمو حرب" و"نازيون" و "إرهابيون".