أقلام وأراء
السّبت 20 أغسطس 2022 11:04 صباحًا - بتوقيت القدس
نعم، خمسون "هولوكوست" ضد الفلسطينيين وأكثر!
بقلم:بكر أبوبكر
أشهرت الآلة الانتهازية المتكسبة من آلام العالم، وآلام اليهود الأوروبيين الأبرياء أسلحتها ضد الرئيس محمود عباس "أبومازن" عندما أشار في برلين، إلى ما معناه ضرورة مساواة الضحايا، فالعربي الفلسطيني لا يختلف عن الضحية في مذابح "هولوكوست" هتلر المُدان ضد اليهود من المواطنين الألمان، وضد غيرهم أثناء الحرب الأوروبية الموصوفة العالمية الثانية.
ضجّت وسائل الإعلام الصهيوني والمتصهينة لتجعل من طبيعة الدم اليهودي من كافة جنسيات العالم متفردًّا وساميًا ومقدسًا! ولم يعجبها مساواة دم الانسانية فحيث القتل المتواصل ضد الفلسطينيين فإن النظرة تكون لاهية ومتغافلة بل ومؤيدة، لاسيما حينما يأتي القتل والذبح بيد الإسرائيليين الذين يحتلون فلسطين.
تبتغي آلة الدعاية والتشهير والكذب الصهيونية (صناعة الهولوكوست) أن يغطي العالم عينيه عن "هولوكوست" الفلسطينيين أي المذابح ضدهم التي فاقت الخمسين مذبحة كما أشار "أبومازن" متبرّمًا من التمييز الجلّي حين قال (50 مذبحة/مجزرة 50 هولوكوست). وتهدف هذه الدعاية أن لا يرى العالم أن من حق العربي الفلسطيني أن يصف نكبته ومذابحه أنها "هولوكوست"! ما أزعج رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف وما أزعج دوائر التكسب من آلام اليهود الذين كان مقتلهم على يد مواطنيهم الأوروبيين دلالة على سقوط الانسانية سواء حصل ذلك في روسيا أوالمانيا أو غيرها من الدول عبر التاريخ.
من المعيب أن تكون النظرة الصهيو-عالمية للدم الفلسطيني أنه دمٌ مباح! ومن المعيب النظر للدم العربي أو دم المسلمين أنه مباح، إذ لسان حالهم يقول:هُم كلهم متطرفون وإرهابيون (وزومبي) فاقتلوهم؟! وما لايجوز النظر اليه بنفس المقياس الإرهابي عند الصهيوني هو ممارسات الطغيان الأميركي وممارسات الاحتلال الصهيوني ضد فلسطين.
لقد صدق الرئيس "أبومازن" حينما واجه العالم-المتصهين منه الذي يوصف "بالحر" عندما قال له في ألمانيا حين سؤل عن إدانة عملية ميونخ (وقعت عام 1972م) أن كفى فالإسرائيلي منذ النكبة عام 1948م (هولوكوست) الفلسطينيين يرتكب المذابح المتتالية (عدة هولوكوستات) طالبا الالتفات لصنع السلام، ومشيرًا للنظام الصهيوني بنظام الفصل العنصري والابارتهايد.
لقد صدق "أبومازن" فالقتل واحد والدم واحد والنظرة بالمثل للانسان يجب ان تكون واحدة بلا تمييز بين بني البشر بغض النظر عن لونهم أو قوميتهم أو دينهم، فالقاتل قاتل، والمذابح أوالهولوكوست هي واحدة في كل مكان وضد اي شعب. وما الاصوات المتطرفة الصهيونية التي أدمنت ابتزاز العالم الا استتباع لفكرة التمييز العرقي أوالديني المرتبطة بوهم وخرافة "شعب الله المختار" المنسوبة للإله المنظور له كإله عنصري، وتاجر عقارات وأراضي متعصب لجزء من خلقه، ما لايليق فيه وصف الخالق حاشاه.
قام الكاتب اليهودي الأميركي الشهير والمنصف "نورمان فينكلشتاين" بتأليف كتاب "صناعة الهولوكوست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية" (عام 2000م)، وتميّز فينكلشتاين عامة بكتاباته المثيرة للجدل بشأن المذبحة النازية لليهود (الهولوكوست) كما اتّهم مؤرخين وأكاديميين في الغرب بتزييف الحقائق التاريخية من أجل حماية سياسات الاحتلال وممارساته، وأحدث ضجة هائلة بكتابه هذا مؤكداً أن "إسرائيل" تستغلها من أجل كسب مصالح مادية.
كما أربك فينكلشتاين خصومه وذلك حين كتب أيضاً عن تجارب والديه اليهوديين، وهما من أصل بولوني، في المعسكرات النازية أثناء الحرب الأوربية (الموصوفة العالمية الثانية)، رافضًا استغلال مأساتهما والآخرين معهما، كما هاجم السياسات الأميركية والإسرائيلية، في الوقت ذاته.
وفنكلشتاين ذاته اعتبر بنظرة منصفة أن سجل "إسرائيل" في "مجال حقوق الإنسان لا يُبارى في شناعته"، (أنظر تقارير مؤسسات حقوق الانسان الإسرائيلية والعالمية المنصفة أيضًا) وهو ما يقرّه العالم الحر الحقيقي، وما عبّر عنه "أبومازن" في برلين 16/8/2022م ساخطًا من التمييز ضد العرب والفلسطينيين مقابل تقديس الدم اليهودي فقط.
لقد حنق الإسرائيليون ضد الرئيس "أبومازن" لتصريحه المنصف بمساواة الدم، وقالوا فيه الكثير من الشتائم: "تصريحات معيبة، مخزية، مشينة، عار...الخ"، وهو أكثر القيادات الفلسطينية ممن مد يده للسلام الى الدرجة التي أجبرت كل التنظيمات الى الإقرار بالمقاومة الشعبية السلمية وسيلة وسبيلا للمقاومة، فكيف لمثل هؤلاء المتعصبين والعنصريين والمتطرفين عبر التاريخ القديم والذين يحيون ويقدسون الدم الأزرق على حساب الدم الأحمر أن يفهموا حقيقة وحدة الدم والانسانية.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
نعم، خمسون "هولوكوست" ضد الفلسطينيين وأكثر!