Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 17 أغسطس 2022 10:14 مساءً - بتوقيت القدس

بعد مرور عام على استشهاده.. والدة جميل العمّوري لاتزال بانتظار عودة جثمانه

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي–  بعد مرورو عام على استشهاده، لا تزال لُبنى تنتظر جثمان ابنها الشهيد جميل العمّوري، رغم رفض الاحتلال تسليم جثمانه، وتأكيده للعائلة مرات عدة بأنه لن يعيد الجثمان أبداً، ولكن أم جميل تخوض حروباً في سبيل استعادة جثمانه، وتتذكر كلما تحدثت عنه أمنياته بالشهادة، فهو طالما كرر على مسامعها عبارة " أتمنى من رب العالمين أن أكون شهيداً فداءً للأقصى والشيخ جراح وفلسطين".



تقول أم جميل: " أنا وجميل روح واحدة لا يفرقها إلا الموت، ولكن رحيله المبكر، ترك في قلبي حزناً أبدياً، ومع ذلك فإنني أحمد الله دائماً أن ابني حصل على الشهاده التي تمناها، وكان يحلم بها.




 وتضيف "أتضرع لرب العالمين في كل صباح ومساء، أن يصبرني.. لأن الفراق صعب ومؤلم، ولكن وجعي وعذابي الأكبر عقاب الاحتلال له ولنا باحتجاز جثمانه الذي يعتبر جريمة وانتهاك لكافة الأعراف والقوانين الدولية"، متابعة "لا يوجد أي مبرر لاستمرار احتجاز جثمانه، وقد شهد المخيم فعاليات ومسيرات تطالب مؤسسات حقوق الإنسان الضغط على الاحتلال لتحرير جثمان ابني الذي أريد رؤيته وعناقه ووداعه ودفنه كباقي الشهداء".



رغم وجعها وحزنها، تعبر الوالدة عن اعتزازها باستشهاد جميل الذي يعتبر مؤسس "كتيبة جنين" التابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وبشكل دائم تزور ضريحه لتخاطبه وتتلو ما يتيسر من القرآن الكريم.



في مخيم جنين، أبصر جميل النور لعائلة مناضلة، ويعتبر باكورة الأبناء لأسرته المكونة من 5 أنفار ، والذي يحظى بشعبية كبيرة في صفوف أهالي المخيم عامة ورفاقه وجيل الشباب بشكل خاص، وتقول والدته " لا تفارقني صوره وذكرياته لحظة واحدة، فقد كان أول فرحة في حياتنا، وعمّت السعادة وسط عائلتنا يوم ميلاده الذي احتفلنا به كثيراً، وكانت حياته وشخصيته وروحه كإسمه جميلة في كل شيء ".


 وتضيف " في طفولته كان هادئاً ومميزاً وامتلك محبة كبيرة في قلب كل من عرفه، لخلقه العالي وطيبة قلبه، ومنذ صغره تميز بالتفوق، ودوماً كنت أحظى بالتكريم وشهادات الشكر والتقدير على تفوقه وسلوكه وتربيته وأخلاقه ".


 لم يبح جميل بسره لأحد، ولا حتى لوالدته، خاصة في القضايا التي كانت تثير خوفها وقلقها، وحين بدأ الاحتلال بمطاردته، كانت كلماته الأخيرة، أنه مهدد بالاعتقال لأن الاحتلال أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين ".


لطموحه العالي في التعليم والدراسة، أكمل جميل مسيرته التعليمة حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، لكن بسبب الظروف لم يتمكن من دخول الجامعة، كما قضى فترة دون الحصول على وظيفة كما تفيد والدته في ظل الاوضاع الصعبة التي يعاني منها جيل الشباب حتى أصبح عاملاً في بلدية جنين.


وتضيف " لم أكن أعلم بدور جميل في المقاومة، فقد كان كتوماً، ولا يبلغني بما يقوم به وانخراطه في "سرايا القدس"، حتى بدأت مطاردته، فترك عمله ولم يعد يستقر في المنزل في ظل تهديدات الاحتلال باغتياله".


 وتتابع "أصبح القلق يزداد على بكري ومهجة قلبي الذي لم نعد نراه سوى لفترة قليلة عندما يحضر مسرعاً للمنزل لتغيير ملابسه ثم يغيب لعدة أيام ونحن نعيش كوابيس رعب على حياته، ولم يكن أمامي وسيلة للاطمئنان عليه سوى الاتصال الهاتفي وقلبي يدعو لرب العالمين ليحميه".


يروي رفاق جميل، أنه تمتع بروح قتالية عالية، إذ امتلك الشجاعة والبطولة والإقدام، ولسانه يردد دوماً الدعاء للشهادة في معركة مع الاحتلال، وطوال معركة سيف القدس لم يكن يفارقه سلاحه، وبشكل مستمر يهاجم جنود الاحتلال على حاجز الجلمة ويشتبك معهم، فلم يكن يعرف النوم والراحة ليل نهار وهو يتحدى وينتظر الاحتلال لمقاومته.


خلال معركة القدس، ألقى العمّوريبياناً وسط المخيم، أكد فيه أن "سرايا القدس" جاهزة للتصدي ومقاتلة الاحتلال، وأعلن عن استمرار العمل المقاوم حتى النصر والشهادة التي نالها بتاريخ 11-6 -2021.


واستشهد على أرض جنين في عملية للوحدات الخاصة أصيب خلالها رفيقه وسام أبو زيد الذي اعتقله الاحتلال بعد إصابته، كما استشهد الضابطان في الاستخبارات العسكري أدهم عليوي وتيسير العيسة. 


في لحظات استعادة الصور، تقول أم جميل " كانت آخر مرة شاهدته فيها، بعد الظهر ، حضر للمنزل طلباً للاستراحة، وأبلغني أنه منذ أيام لم يغمض له جفن بسبب تهديدات الاحتلال واستهدافه له ولرفاقه المجاهدين، وعندما نهض من استراحته غادر المنزل ولم أراه، لكني شعرت بخوف وقلق لم يكن مسبوقاً "، وتضيف " كنت اطلب منه الحذر والموافقة على زفافه ، فكان يبتسم ويقول لي عرسي قريب وستفرحين به".


وحول ظروف استشهاد جميل، روى شهود عيان، أنه عندما وصل بمركبته التي كان يستقلها مع صديقه وسام، قرب دوار جسر خروبة الذي يبعد 200 عن مقر جهاز الاستخبارات العسكرية في مدخل جنين الشمالي، تعرض لإطلاق نار مفاجئ وسريع من الوحدات الخاصة التي كانت تنصب له كميناً داخل مركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية.


وذكر الشهود، أنه رغم إطلاق النار وانتشار تعزيزات من جيش الاحتلال داعمة للوحدات الخاصة، قفز جميل من المركبة وحاول الهرب، لكنه تعرض لإطلاق النار بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاده على الفور، وقد اختطف جنود الاحتلال جثمانه مع الجريح وسام، بعدما أطلقوا النار على مقر الاستخبارات، فاستشهد العيسة وعليوي وأصيب ضابط ثالث بجروح خطيرة.


لا تزال االجموع وخاصة رفاق جميل يتضامنون مع أسرته في منزلها، في صور تعبر عن المكانة الكبيرة والمحبة التي يحظى بها، خاصة في حديثهم عن صور بطولاته؛ فهم يعتبرون جميل المقاتل الصلب، الذي عاش مقاوماً حتى الرمق الأخير.

دلالات

شارك برأيك

بعد مرور عام على استشهاده.. والدة جميل العمّوري لاتزال بانتظار عودة جثمانه

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 125)