غزة - تقرير "القدس" دوت كوم - لم تتفاجئ عوائل شهداء مجزرة مقبرة الفالوجا شمال قطاع غزة، والتي استشهد فيها 5 من الأطفال، من بينهم 4 من عائلة نجم، بالرواية الإسرائيلية المهزوزة التي أظهرت عجز هذا الجيش الإرهابي حتى جعل من الأطفال هدفًا من بنك الأهداف الذي يتفاخر بامتلاكه ويدعي أنه يحقق من خلاله انجازات كبيرة ضد المقاومة الفلسطينية.

والشهداء الخمسة الأطفال، هم:  جميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، جميل إيهاب نجم (13 عامًا)، حامد حيدر نجم (16 عامًا)، محمد صلاح نجم (17 عامًا)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عامًا)، حيث كانوا يلهون قرب باب المقبرة المجاورة لمنازلهم، قبل أن يقرروا التوجه إلى داخلها لزيارة جدهم "جميل" المتوفي منذ سنوات، إلا أن غارة إسرائيلية لم تمهلهم الكثير حتى تحولوا إلى أشلاء.

حاول الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحدث  الإدعاء أنهم استشهدوا بفعل صاروخ من المقاومة سقط بالخطأ على الأطفال، لكن مراجعات داخلية لكبار الضباط الإسرائيليين - كما ذكرت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الثلاثاء - أكدت أن غارة من طائرة بدون طيار هي من قتلت هؤلاء الأطفال.

الطفل جميل نجم الدين نجم (4 أعوام)، وحيد والديه من الذكور، ولديه 4 شقيقات من الأطفال، تقول والدته في حديث لعدد من الصحفيين تجمعوا عند منزلها بعد الاعتراف الإسرائيلي ومن بينهم مراسل "القدس" دوت كوم، إن ابنها قتل بدم بارد.

وتضيف الأم المكلومة بكلمات بسيطة: "هو وحيد، وغلاوته كبيرة، وتعودت عليه في كل مكان .. أنا كرهت إني أضل في بيتي من كثر الذكريات اللي اله في كل مكان .. هذا طفل صغير ما اله ذنب .. كان فرحان بده يروح ع الروضة، وكان حاسس حاله كبر، وكل يوم بيسألني متى حأروح ع الروضة .. اخذوا طفولته منه".

وطالبت الأم، العالم بأجمعه بالوقوف مع العائلة ومحاكمة الاحتلال بعد هذا الاعتراف الصريح.

وأشارت إلى أنها "حامل" وتأمل بأن يكون طفلًا ليعوضها بالقليل من طفلها، إلا أنها استدركت: "مهما أجيب أولاد، ما بعوضني عن جميل، وذكراه بضل جواية، أنا مش قادرة أوصف الحال اللي وصلت اله".

من ناحيته قال وسام نجم، عم الأطفال، إن العائلة بصدد رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية، ولن تترك بابًا إلا ستطرقه من أجل أن تأخذ حق هؤلاء الأطفال، وأن دمائهم لن تذهب هدرًا أبدًا.

وأشار إلى أن العائلة كانت منذ اللحظة الأولى على يقين أن ما جرى غارة إسرائيلية، وتركت الأمر لجهات الاختصاص والتي أكدت ذلك، قبل أن يعترف الاحتلال بذلك.

وتساءل عم الأطفال عن الذنب الذي اقترفوه، قائلًا: "في كل سنة فيه حرب، وفي كل سنة بنشوف بنك أهدافهم من الأطفال"، مؤكدًا أن العائلة ومن خلال مراكز حقوقية ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال.