أقلام وأراء
الجمعة 01 يوليو 2022 8:27 صباحًا - بتوقيت القدس
لا تحالف مع المستعمرة
بقلم:حمادة فراعنة
أوهام تضليلية، وضيق أفق سياسي، وإشاعات مقصودة منهجية منظمة، مصدرها المستعمرة وأدواتها، وترويجها يتم من قبل المتحمسين لهرولة التطبيع مع المستعمرة على حساب احتلال أراضي ثلاثة بلدان عربية، والتطاول على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية والمس بها، باتجاه الأسرلة والتهويد والعبرنة.
الحديث عن التحالف أو الشراكة أو التعاون مع المستعمرة الإسرائيلية، لمواجهة طرف أو أطراف إقليمية، يشبه الشخص الذي يحتمي بالمزراب هروباً من الدلف، أو الذي يخاف الذئب فيحتمي بالثعلب، أو يضع الأفعى في حجره كي يتحاشى لسعة العقرب.
وزير الخارجية أيمن الصفدي قالها بوضوح: «الأردن يدعم كل طرح يدفع باتجاه عمل عربي مؤسساتي مشترك في مواجهة التحديات» وأكد «ليس هناك أي حديث عن تحالف عسكري تكون (المستعمرة) جزءًا منه».
وطرحها وزير الإعلام فيصل الشبول على بلاطة بقوله: «لا يمكن أن يكون سلام في ظل استمرار الاحتلال واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني» عازياً عدم الاستقرار في منطقتنا العربية يعود إلى «الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس» وسائر فلسطين.
وبهدف تبديد أي أوهام أو ظنون أو رغبات لعمل مشترك مع المستعمرة قال الصفدي لمحطة الجزيرة القطرية: «ننسق لتقديم طرح عربي مشترك ينسجم مع الاحتياجات والأولويات، وهذا ما سنثيره مع الولايات المتحدة» خلال زيارة بايدن للمنطقة.
وحول الموقف من إيران قال الصفدي، رافضاً التحريض، والتوتر، وجعل إيران هي العدو للعرب بقوله: «نريد علاقات طيبة مع إيران، ولا بد من حوار يُعالج كل أسباب التوتر معها».
إذن لا يريد وزير خارجيتنا أيمن الصفدي، الحرب، ولا يدعو لها، ولا يُحرض عليها، بل أعلن علناً «أننا نريد علاقات طيبة مع إيران» ومن أجل الوصول إلى العلاقات الطيبة يجب إظهار القواسم المشتركة والمنافع المتبادلة، ونبذ التطرف والتعصب والعنصرية وتبادل الاتهامات، وعدم الوصول إلى ذلك، وتحاشي التحريض والتبعية والإنحدار وتجنب الوقوع بما لا تُحمد عقباه، يدعو الصفدي إلى الحوار، لا إلى الحرب، وإلى التفاهم لا إلى القطيعة، ومعالجة أسباب ما وصلنا إليه من تعارضات، واتهامات، وخندقة مواجهات، أدت إلى الإحساس بالقلق لدى الأطراف العربية، وخاصة في الخليج العربي المحاذية لإيران.
أدوات المستعمرة صاحبة الكذب المكشوف، تكذب وتكذب وتكذب حتى يُصدق الناس كذبهم، بهدف تمرير فكرة التطبيع ولو نظرياً، حتى يقبل الناس الفكرة ويتعايشوا معها كأنها قدر لا يمكن التهرب منه بهدف التطبيع اللفظي والنظري والمفرداتي معها.
المستعمرة هي العدو الوطني والقومي والديني والإنساني والأخلاقي للأردنيين، كما هي للفلسطينيين، ولكل العرب والمسلمين والمسيحيين، وإذا كانت معاهدة وادي عربة هي عنوان العلاقات بين عمان وتل أبيب، فقد صنع المعاهدة وفرضها عوامل سياسية ضاغطة تمثلت:
أولاً بهزيمة المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي عام 1990 وإنهاء وجود القطبين على أثر نتائج الحرب الباردة، وتفرد الولايات المتحدة ومعها المستعمرة بالمشهد السياسي والتأثير عليه.
ثانياً هزيمة العراق ودماره عام 1991، وغياب الرافعة العربية بعد مشاركة أغلبية البلدان العربية في الحرب على العراق بقرار وضغط أميركي، بعد خطيئة العراق اجتياح الكويت.
ثالثاً العزلة والحصار الذي وقع فيه الأردن بعد رفضه المشاركة في حفر الباطن، فبات وحيداً بلا أصدقاء يدعمونه ويقفون إلى جانبه.
اليوم كما قال وزير الخارجية: نعمل على تقديم طرح عربي مشترك ينسجم مع الأولويات والاحتياجات الأردنية والعربية، ولسنا في الحرج والقطيعة والحصار، ولسنا في موقف أو موقع ضعيف، بل بتنا أصحاب مبادرة وطنياً وقومياً بشكل صريح ومعلن.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
قناة إسرائيلية: كاتس يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال هنية
الأكثر قراءة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة "إف-18" واستهداف مدمرة
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 302)
شارك برأيك
لا تحالف مع المستعمرة