واشنطن - (شينخوا) تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي في أوائل يونيو، لتصل إلى أدنى مستوى مسجل على الإطلاق مع ارتفاع التضخم.

وشهد مؤشر ثقة المستهلك في جامعة ميشيغان يوم الجمعة انخفاضا في القياس بنسبة 14.4 في المائة عن مايو - وهو أدنى مستوى على الإطلاق.

وحدث هذا الانخفاض في الوقت الذي تستشعر فيه محافظ الأمريكيين بالثقل المزدوج الناتج عن أسعار الوقود القياسية في تاريخ الولايات المتحدة وأسوأ تضخم تشهده البلاد في 40 عاما.

وقال ديزموند لاشمان، الزميل المقيم في معهد "أمريكان إنتربرايز" والمسؤول السابق في صندوق النقد الدولي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "رقم ثقة المستهلك المنخفض القياسي اليوم ... يدعم وجهة نظر أولئك الذين يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ ويواجه خطر الركود".

وذكر لاشمان أنه "لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مفاجئا، بالنظر إلى مدى تآكل القوة الشرائية للأجور بتأثير التضخم المرتفع".

وقال سام بولارد، كبير الاقتصاديين في ويلز فارغو، وهو بنك أمريكي كبير، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التضخم لا يزال يمثل الرياح المعاكسة المهيمنة للمستهلكين.

وأضاف بولارد أنه "بينما نحن متجهون إلى فصل الصيف هنا، لا شك في ذلك. وقد انعكس ذلك بالتأكيد في جميع أنحاء التقرير".

وألقى 47 في المائة من المستهلكين باللوم على التضخم في تآكل مستويات معيشتهم، وهي أقل بنقطة واحدة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق خلال فترة الركود العظيم في الفترة 2007-2009.

وفي حين قال أكثر من نصف المشاركين إنهم يتوقعون زيادة في الدخل في العام المقبل، قال 53 في المائة إنهم يعتقدون أن التضخم سيقضي على أي مكاسب في الدخل.

كما أبدى المستهلكون أعلى مستوى من عدم اليقين بشأن التضخم على المدى الطويل منذ عام 1991، في زيادة حادة مستمرة بدأت في عام 2021، حسبما وجد المسح.

ويأتي ذلك في وقت يظهر فيه أحدث مؤشر لأسعار المستهلكين في وزارة العمل الأمريكية أن التضخم ارتفع بشكل غير متوقع بنسبة 8.6 في المائة في مايو - وهو أسرع صعود في 40 عاما.

وقال دين بيكر، كبير الاقتصاديين في مركز البحوث الاقتصادية والسياسية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "من المرجح أن يعكس مؤشر ثقة المستهلك كلا من ارتفاع أسعار الوقود وقرع الطبول اللانهائي في وسائل الإعلام حول الركود".

وأفاد بيكر أنه عندما نصل إلى مرحلة يقترب فيها معدل البطالة من أدنى مستوى له منذ 50 عاما، "يعتقد معظم الناس أننا في حالة ركود".

وأوضح أن "الحقيقة هي أن الناس لا يتصرفون وكأن هذه أوقات اقتصادية سيئة. فحجوزات المطاعم والفنادق عالية جدا، وكذلك السفر الجوي. ويبدو أن الناس ينقلون في هذا المسح ما تقوله لهم وسائل الإعلام عن الاقتصاد".

على الرغم من ارتفاع التضخم، ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة بشكل غير متوقع في مايو، وفقا لبيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الجمعة. وكان ذلك على الرغم من قفزة في أسعار الرهن العقاري وانخفاض ثقة المستهلك.

وارتفعت مبيعات المنازل الجديدة 10.7 بالمائة في مايو بعد أن توقع اقتصاديون انخفاضا بعد أن هبطت المبيعات 16 بالمائة في أبريل.
وقال باري بوسورث الزميل البارز في معهد بروكينغز لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأخبار الاقتصادية كانت "مختلطة للغاية" مع تراجع ثقة المستهلك ولكن وسط مبيعات أقوى من المتوقع للمنازل الجديدة.

وفي الوقت نفسه، يحوم متوسط السعر الوطني للغالون من البنزين العادي يوم الجمعة حول مستويات قياسية مرتفعة، عند 4.926 دولار أمريكي للغالون، وفقا لجمعية السيارات الأمريكية.