Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 07 يونيو 2022 7:15 صباحًا - بتوقيت القدس

هكذا منع جيش الاحتلال قميص الطفل يوسف كبها عبور الحاجز!

جنين- خاص بـ"القدس"دوت كوم- دقائق من النقاش الحاد بين جد الطفل يوسف سند جمال كبها البالغ من العمر (3 سنوات) وبين جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدين على الحاجز العسكري المقام على أراضي قرية طورة جنوب غرب جنين والفاصل بينها وبين قرية "أم الريحان"، بسبب قميص يرتديه الطفل يوسف ومرسوم عليه صورة لبندقية من نوع "m16"، لكن جنود الاحتلال أصروا بالنهاية على ضرورة خلع ذلك القميص والتخلص منه!


لا زال المشهد عالقًا!


مشهد الصراخ وتجمهر جنود الحاجز حول يوسف وتصويبهم بنادقهم نحوه لا زال ماثلاً أمام الطفل، رغم مرور يومين على الحادثة التي وقعت صباح أول أمس الأحد، حينما كان ذاهبًا برفقة جده ووالدته شقيقته الطفلة سيلا (6 سنوات) من بيتهم في قرية طورة إلى منزل جدهم في قرية "أم الريحان" وهما القريتان الشقيقتان اللتين فرق جدار الفصل العنصري بينهما.


تقول أنوار كبها والدة الطفل يوسف لـ"القدس"دوت كوم: "إن طفلي يوسف ورغم مرور يوم على الحادثة، ظل يسألنا عن قميصه، وحينما سألناه إن أراد الذهاب إلى منزل جده لتكون الصدمة التي تدخل على خوفه، أنه لا يريد الذهاب إلى منزل جديه في (أم الريحان) رغم اعتياده الذهاب بشكل شبه يومي إليه وعبور الحاجز، لقد كان الموقف مرعبًا، وتصرفات الجنود مخيفة ومرعبة، حينما وجهوا نحونا بنادقهم! دون أن نفعل شيئًا لمجرد وجود رسمة بندقية على قميص طفل بريء".


شرط العبور


في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد، جاء جد يوسف إلى منزل ابنه كي يأخذ زوجته وحفيداه إلى منزله في "أم الريحان"، كما اعتاد بشكل شبه يومي، لكن المفاجأة كانت حينما تجمع جنود الاحتلال حول زوجة ابنه وطفليها، وهم يصوبون بنادقهم نحوهم، ويصرخون باللغة العبرية، حينها جاء الجد وبدأ النقاش الحاد بينه وبين أولئك الجنود على القميص.


تقول والدة الطفل يوسف: "إن والد زوجي حينما طلبوا منا خلع القميص وبعد نقاش حاد، اضطررت لنزع القميص عنه حينها بدأ يوسف بالبكاء فحاولت تهدئته، والتقطت له الصورة التي يرفع فيها إبهامه".


وتضيف الوالدة، حاولت وضع القميص في حقيبتي لكن الجنود رفضوا، فوضعها والد زوجي في سيارته المركونة بالقرب من الحاجز من جهة (أم الريحان) لكن الجنود رفضوا وأصروا عليه أن يتخلص من القميص وعدم إدخاله بعد الحاجز، فما كان منه إلا ان تخلص من القميص كي نمر!".


وصل عاريًا!


الشاب سند كبها والد الطفل يوسف والذي كان يعمل في قرية "أم الريحان" بانتظار عائلته المكونة منه ومن زوجته أنوار وطفليه يوسف وسيلا، لم يكن متواجدًا معهم، لكنه يؤكد لـ"القدس"دوت كوم، أنه اشترى ليوسف ذلك القميص كونه منتشراً ويلبسه الجميع، ويوسف أحب ما يرتديه الأطفال فاشتراه له، لكن يوسف اليوم، بحسب والده، حزين لما جرى لقيام جنود الاحتلال بنزع القميص عنه، ولا زال يسأل عن القميص.


ويتساءل والد يوسف، هل أصبحت رسمة البندقية أخطر من بعض الملابس التي تروج للمخدرات؟ ويقول: "إن ما جرى أثر على نفسية يوسف، خاصة أنه وصل منزل والدي في (أم الريحان) عاريًا بلا قميص، صحيح أنه قد ينسى ما جرى لصغر سنه، لكن شقيقته سيلا ستبقى تذكر ما جرى مع شقيقها".


تحريض بلغ ذروته


ويبدو أن ما جرى مع الطفل يوسف كبها، جاء نتيجة تحريض الإعلام الإسرائيلي نحو المجتمع الإسرائيلي، وفق ما يراه الكاتب والمحلل عبد الغني سلامة في حديث لـ"القدس"دوت كوم، مشيرًا إلى أن التحريض الموجه للمجتمع الإسرائيلي بلغ ذروته.


وينوه سلامة إلى ما جرى مع قضية الاعتداء على نعش الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تشييع جثمانها، وكذلك محاولات تجريم رفع العلم الفلسطيني، والآن صورة السلاح على الملابس التي باتت تهز جيشًا، متسائلاً ما هذا الجيش الذي تهزه صورة سلاح!


ويرى سلامة أن ما يجري يدلل أن الاحتلال هو كيان مرتبك ومتخبط وفقد توازنه وأصبح يهزه  أي شيء، "وما جرى مع الطفل يوسف يظهر بوضوح كيفية التعامل مع طفل صغير لمجرد أنه يلبس قميصًا عليه صورة سلاح، بطريقة غير إنسانية، ما يظهر أن العداء للفلسطيني أصبح مستفحلًا نتيجة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الذي يبث الكراهية والتحريض والفوقية والعنصرية".


ويقول سلامة: "إن ما جرى مع الطفل يوسف قد يفسر جزءًا مما يحدث على الحواجز العسكرية من عمليات إعدام لشبان، ولو كان يوسف أكبر لربما تصرفوا معه بطريقة اخرى".


ويضيف، "إن الاحتلال وجيشه يعتقدون أنهم من خلال نزع قميص عليه صورة سلاح أو منع رفع العلم وربما الكوفية، قد امتلكوا السيطرة وكسر الرمزية عنها، لكنه وبالعكس قد يتم خلق شخصية إنسان ثائر دخل بمواجهة مباشرة مع الاحتلال وهو بهذا العمر".


وشدد على أن ما يجري" هو نتيجة لتصوير الفلسطيني للمجتمع الاسرائيلي وشيطنته من خلال الإعلام الإسرائيلي، بحيث لا يرى الفلسطيني بشرًا وتتم معاداة كل مظاهر الحياة لدى الفلسطينيين، وهذا هو أساس الخطاب اليميني الصهوني العنصري الذي وصل لذروته، وهم حينما يصلون إلى أية فرصة للاستقواء على الفلسطيني فإنهم لا يوفرونها، وبعد ما جرى مع يوسف فإننا لا نستبعد أن يفرضوا علينا في المستقبل ماذا نلبس، وربما تصل الأمور إلى العلم والكوفية، وكل ما يجري يؤجج الصراع أكثر".


منغصات الحياة


في قرية طورة ينغص جدار الفصل العنصري منذ العام 2003، ويفصل القرية عن قريتي "أم الريحان" و"ظهر المالح" عن بعضهما، بل إن الجدار يحرم الأهالي من التواصل الاجتماعي بشكل مريح فيما بينهما، وقد يحرم الكثير من الحصول على التصاريح للوصول إلى أقاربهم في الجهة المقابلة خلف الجدار، فالحاجز يفتح لأوقات محددة كذلك ولا يكفي للتواصل بين الأهالي بشكل كافٍ، بحسب رئيس مجلس طورة طارق كبها في حديث لـ"القدس"دوت كوم.


ويؤكد كبها أن الأهالي يعانون قلة التصاريح للوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، علاوة على التضييق على الأهالي بتواصلهم الاجتماعي فيما بينهم، والحاجز والجدار المقام منذ 19 عامًا يحرم الكثيرين من المشاركة بلحظاتهم الاجتماعية.


ويبلغ عدد سكان قرية طورة نحو 1500 نسمة، فيما يبلغ عدد سكان قرية أم الريحان الواقعة داخل الجدار نحو 500 نسمة، وخرب ظهر المالح الواقعة أيضاً داخل الجدار يبلغ عدد سكانها نحو 250 نسمة.

دلالات

شارك برأيك

هكذا منع جيش الاحتلال قميص الطفل يوسف كبها عبور الحاجز!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 107)