أقلام وأراء
الإثنين 06 يونيو 2022 10:44 صباحًا - بتوقيت القدس
يوم النكسة.. يوم غفا فيه العرب ولا يزالون!
بقلم: وائل المبحوح
الخامس من حزيران 1967 يوم غفا فيه العرب ولا يزالون هو يوم مشهود في تاريخ العرب الحديث، يومٌ لم تتمكن فيه جيوش دول عربية ثلاثة من الصمود أمام جيش الاحتلال الصهيوني، فتلقت هزيمة نكراء، واحتلت (إسرائيل) فيه قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينيتين وما تبقى من القدس، إضافة إلى هضبة الجولان السورية، وسيناء المصرية، وباتت هي القوة الأولى المهيمنة في المنطقة، وعمّقت فكرة الجيش الذي لا يُقهر.
بل يمكن القول: إن هذه الحرب كانت أهم حدث في تاريخ المنطقة الحديث، بعد الحرب العالمية الثانية، كما يرى عزمي بشارة؛ فقد ثبّتت نتائج حرب 1948، وجعلتها غير قابلة للتغيير، وأبرزت أهمية (إسرائيل) للغرب، كما تركت آثارًا كبيرة في نفوس العرب والفلسطينيين على حدٍ سواء، فكان أفول نجم القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر، كما عبر عنها أستاذ العلاقات الدولية فوّاز جرجس بالقول: "إن هزيمة العرب في حرب يونيو/حزيران 1967 التي تلتها وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 شكلت الضربة القاضية التي أنهت القومية العربية فقد عاش العرب لسنوات في ظل أحلام المجد الثقافي والقوة والوحدة، ولكن هزيمتهم في غضون ساعات قليلة على يد الدولة العبرية الناشئة، أدت إلى انهيار الأسطورة المؤسسة للقومية العربية وإحراج الوصي عليها؛ الزعيم المصري جمال عبد الناصر، الأمر الذي أدى إلى تبديد الوعد بمستقبل مشرق".
وهو أمر يرى فيه مراقبون أنه كسر مجرى عملية بناء مشروع ثقافي- سياسي عربي عصري بقيادة مصر، من جهة، ومن جهة أخرى فتح المجال أمام ظهور الإسلاميين العرب على الساحة النضالية من جديد. كان من نتائج نكسة حزيران أيضًا بروز (الوطنية الفلسطينية) التي باتت تمثل فلسطينيي الضفة الغربية وغزة والشتات، والتي مرّت بعد ذلك بمراحل متنوعة أدّت في النهاية إلى توقيع اتفاق أوسلو 1993 مع (إسرائيل)، حيث بدأ الفلسطينيون بعد النكسة شيئًا فشيئًا التخلص من وصاية الأنظمة العربية، بل إنهم دخلوا في صراعٍ مع بعضها؛ كما حدث مع المملكة الأردنية، واضطروا لمغادرتها بعد معارك أيلول1970، وجعلوا بعدها من لبنان قاعدتهم الرئيسية قبل أن يغادروها على إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982، الأمر الذي مهد الطريق للوصول إلى اتفاق أوسلو المذكور عام 1993.
ما زال العرب غير قادرين على استعادة كل ما فقدوه في حرب 1967 أو إجراء تغييرات جذرية في الوضع السياسي والعسكري الذي فرضته هذه الحرب بالمنطقة
ربما يتبادر إلى الأذهان مباشرة أن نتائج نكسة حزيران 1967 الكارثية، في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفيما يتعلق بالمشروع القومي العربي، والنزاع العربي الإسرائيلي، هي كذلك بالنسبة لفلسطينيي 48، لكن يبدو الأمر مختلفًا هنا، ولا يمكن أن تكون النظرة موحدة في كافة الزوايا، بل لربما ينطبق في هذا الشأن بالذات ذلك المثل العربي الشهير: مصائب قوم عند قوم فوائد. فالنكسة التي انتهت باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، أوقعت قسمًا كبيرًا من الشعب الفلسطيني (أكثر من مليون فلسطيني) تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر.
وهو أمر لم يحدث سنة 1948، وقد تولّد هكذا، ولأول مرة صراع أو مواجهة مباشرة بين جزء من الفلسطينيين و(إسرائيل)، كدولة محتلة، وتأثرَ (فلسطينيو الـ48) نتيجة اللقاء المباشر مع فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1967، كما تأثروا بالتغيرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي، كنتيجة للسيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة واستغلالهما في مجالات شتى. وهو ما انعكس إيجابًا _إن جاز التعبير، على سلوك فلسطينيي الـ48، الذين عاشوا مضطرين عزلة سياسية وثقافية واجتماعية منذ 1948، وانفصالهم بالكلية عن المحيط العربي، وعدم مقدرتهم على التكيف مع المحيط الجديد. فقد توفرت إمكانية التواصل بين فلسطينيي48 وإخوانهم في المناطق الفلسطينية الأخرى (حديثة الاحتلال)، وفُتح المجال للدراسة في الكليات والجامعات المتوفرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبح التبادل التجاري والثقافي والعلاقات البينية، أمرًا ممكنًا بعد أن كان مستحيلًا.
اليوم، وبعد مرور واحد وخمسين عامًا على النكسة، ما زال العرب غير قادرين على استعادة كل ما فقدوه في حرب 1967 أو إجراء تغييرات جذرية في الوضع السياسي والعسكري الذي فرضته هذه الحرب بالمنطقة، لكن الثابت أيضًا أن إسرائيل اضطرت إلى الخروج من قطاع غزة عام 2005، ولا زالت تعاني على جبهته بفعل تراكم قوة المقاومة الفلسطينية التي وإن أنهكتها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع، فإنها لم تستطع القضاء عليها، بل إن المقاومة الفلسطينية في القطاع تحديدًا باتت تستنزف الاحتلال بأشكال متعددة من المقاومة، بما يمكننا من القول أن إسرائيل لم تعد قادرة على كتابة الفصل الأخير من الصراع على هذه الأرض. عن "الجزيرة نت"
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
يوم النكسة.. يوم غفا فيه العرب ولا يزالون!