Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأحد 06 أبريل 2025 4:32 مساءً - بتوقيت القدس

إيران في عين العاصفة .. الغاية إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة

رام الله - خاص ب "القدس" دوت كوم

د. حسين الديك: وقف التمويل العسكري والمالي يعد تراجعاً كبيراً عن مبادئ الثورة الإيرانية التي قامت على تصدير الثورة

د. دلال عريقات: الولايات المتحدة قد لا تلجأ إلى ضربة شاملة ومباشرة قبل استنفاد أدوات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي

د. أحمد رفيق عوض: ترامب ونتنياهو يتشاركان رؤيةً عدوانيةً تقوم على "إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة" وهذا يزيد من احتمالية المواجهة

د. جمال حرفوش: أي ضربة لإيران ستكون "زلزالًا استراتيجيًا" يُخرج القوى الكبرى من صراعات الوكالة إلى المواجهة المباشرة 

د. ولاء قديمات: إيران لا تزال تملك أدوات تأثير فعالة في الإقليم وهي أمام خيارين إما القبول بمفاوضات مباشرة أو مواجهة عمل عسكري 

د. محمود الفروخ: إسرائيل ترى في هذا التوقيت "فرصة نادرة لا تتكرر" لإنهاء ما تسميه "رأس الأفعى" بعد أن إنهاك الأذرع



تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا في حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، وسط مؤشرات متزايدة لاحتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية - إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية. 

ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة مع "القدس"، أن هذا التصعيد يأتي في ظل تحضيرات ميدانية واضحة، ومفاوضات غير مباشرة تجري بوساطة سلطنة عُمان، تسعى لتقليل فرص المواجهة عبر تقديم طهران تنازلات بشأن دعمها للفصائل المسلحة في المنطقة.

ويحذر الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات من أن أي ضربة ضد إيران قد تؤدي إلى انفجار إقليمي واسع وربما دولي، مع احتمالية رد إيراني مباشر على القواعد الأمريكية وإسرائيل، وتهديد الملاحة في مضيق هرمز، مما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، بينما تعتبر طهران أن امتلاكها لأذرع عسكرية في لبنان واليمن والعراق، إلى جانب قدراتها الصاروخية والنووية، يمثل عناصر ردع تجعل أي هجوم مغامرة محفوفة بعواقب استراتيجية.

ويوضحون أنه في ظل هذا المشهد المعقد، تنقسم التقديرات بين ثلاثة سيناريوهات: تسوية سياسية تضمن لإيران مكاسب اقتصادية مقابل تراجع نفوذها الإقليمي، أو تصعيد عسكري قد يشعل حربًا شاملة، أو انهيار النظام الإيراني من الداخل بفعل الضغوط والعقوبات. 

ويؤكدون أنه في كل الحالات، تبقى الدبلوماسية الجماعية أداة مركزية لتفادي الكارثة، في وقت تتسابق فيه القوى الكبرى لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.



استعدادات أمريكية – إسرائيلية لمهاجمة إيران


يقول الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي والاستراتيجي، د. حسين الديك، إن هناك تحضيرات أمريكية - إسرائيلية مشتركة لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية والاقتصادية الإيرانية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تخضع لحسابات المفاوضات غير المباشرة الجارية في سلطنة عُمان، والتي أدت إلى تراجع احتمالية الهجوم في الفترة الأخيرة بسبب تنازلات قدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ويوضح الديك أنه في حال صحت المعلومات بأن طهران قد وافقت على مطالب أمريكية تتعلق بوقف دعمها للجماعات الحليفة في المنطقة، وعلى رأسها "الحوثيون" في اليمن و"حزب الله" في لبنان، بما في ذلك الموافقة على تسليم الحزب سلاحه للجيش اللبناني، ووقف التمويل العسكري والمالي لهذه الفصائل التي تعد أذرع إيران في المنطقة، فإن ذلك يعد "تراجعاً كبيراً عن مبادئ الثورة الإيرانية التي قامت على تصدير الثورة"، لافتاً إلى أن طهران نجحت خلال العقود الثلاثة الماضية في نشر نفوذها عبر وكلاء في العراق ولبنان واليمن.

ويوضح الديك أن المفاوضات الأمريكية - الإيرانية غير المباشرة تجري حالياً في العاصمة العُمانية مسقط، بوساطة من سلطنة عُمان، ودور للإمارات التي نقلت رسائل مبدئية بين الطرفين. 

ويشير الديك إلى أن التقدم في هذه المفاوضات أدى إلى خفض احتمال الضربة العسكرية، رغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة تنفيذها.

ويلفت الديك إلى أن القرار النهائي يبقى بيد واشنطن وليس تل أبيب، خاصةً في ظل التداعيات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي قد تنتج عن أي هجوم، بما في ذلك تأثيرها على أسواق النفط العالمية، حيث تُعد إيران مصدراً رئيسياً للنفط لكل من الصين والهند، وأي تعطيل لإنتاجها قد يفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية، لا سيما في الولايات المتحدة التي تعاني من تحديات اقتصادية داخلية.


3  سيناريوهات للتعامل الأمريكي مع إيران


ويرى الديك أن هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية للتعامل الأمريكي مع إيران: إما بالوصول إلى تفاهمات سياسية عبر تقديم طهران تنازلات إضافية حول برنامجها النووي وعلاقاتها الإقليمية، مقابل حصولها على مكاسب اقتصادية، مثل تخفيف العقوبات.  

والسيناريو الثاني وفق الديك، وهو انهيار النظام الإيراني من الداخل عبر زيادة العقوبات الاقتصادية ودعم المعارضة والأقليات العرقية (كالعرب والأذريين والأكراد)، لخلق "فوضى خلاقة" تُضعف النظام.

ويشير الديك إلى السيناريو الثالث وهو الضربة العسكرية لإيران والتي ستواجه برد إيراني عنيف يشمل قواعد أمريكية في المنطقة والعمق الإسرائيلي، مما قد يُشعل حرباً إقليمية واسعة.

ويرى الديك أن السيناريو العسكري يبقى الأضعف، نظراً لعدة عوامل، منها: القوة العسكرية الإيرانية الممتدة في الجبال والمنشآت تحت الأرض، وقدرة طهران على استهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وحتى "ما وراء البحار"، ومخاطر اشتعال المنطقة، وهو ما قد يُفيد أعداء الولايات المتحدة، مثل روسيا والصين، اللتين تسعيان لإضعاف واشنطن عبر إغراقها في صراعات جديدة.  

ويشير الديك إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم على عدم الدخول في حروب جديدة، وهو ما يتناقض مع خيار الضربة العسكرية، مما يعزز احتمالية التوصل إلى تسوية سياسية. 

ويقول الديك: "إن السيناريو الأقرب هو التفاهم الأمريكي - الإيراني، بينما تبقى الضربة العسكرية أو إسقاط النظام من الداخل خيارات بعيدة في المدى المنظور، إلا في حال فشل المفاوضات بشكل كامل".


خيار المواجهة غير مستبعد


من جانبها، تقول د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية، إنه في ظل أجواء التوتر الإقليمي والانتشار العسكري الأميركي المتزايد في منطقة الخليج، فإن خيار المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران لا يمكن استبعاده، رغم أنه لا يُعد الخيار المفضل لدى الطرفين.

وتوضح عريقات أن التصعيد الكلامي المتكرر من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب الحشود العسكرية الأميركية في مياه الخليج، يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة. 

وتقول عريقات: "إن الولايات المتحدة قد لا تلجأ إلى ضربة شاملة ومباشرة، قبل استنفاد أدوات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، ومحاولة تمرير رسائل ردع عبر ضربات محسوبة ومحدودة".

وتعتقد عريقات أن الخيارات المتاحة أمام إدارة ترامب تنحصر بين التصعيد المحدود عبر ضربات دقيقة، أو مواصلة فرض العقوبات الاقتصادية لإضعاف الداخل الإيراني، أو فتح باب التفاوض بشروط مشددة لإعادة صياغة الاتفاق النووي بما يخدم أجندة واشنطن.


تداعيات الحرب كارثية على الإقليم


وترى عريقات أن إيران تواجه ثلاث خيارات استراتيجية: أولها، القبول بحوار غير مباشر، مع الحفاظ على خطاب الصمود وهيبة الدولة أمام شعبها وحلفائها. ثانيها، التصعيد الإقليمي من خلال أذرعها العسكرية في لبنان، اليمن، والعراق لتوسيع رقعة الاشتباك. وثالثها، ما تسميه "الصبر الاستراتيجي"، أي المراهنة على تغيرات محتملة بعد الانتخابات الأميركية المقبلة أو تبدلات في موازين القوى الإقليمية.

وتحذر عريقات من أن سوء تقدير بسيط أو حادث ميداني قد يشعل مواجهة لا يرغب بها أي من الطرفين، إلا أن تداعياتها قد تكون كارثية على الإقليم. 

وتشير عريقات إلى احتمالية انفجار عدة جبهات إقليمية، وتهديد الملاحة في مضيق هرمز، إضافة إلى تعرض بعض الأنظمة العربية لضغوط داخلية بسبب تحالفاتها مع واشنطن أو تطبيعها مع إسرائيل.

وتؤكد عريقات أن الأداة الوحيدة المتاحة حالياً أمام دول المنطقة لتفادي الانفجار الشامل، تكمن في تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، ودعم الدور الإقليمي الجماعي، من أجل فتح مسارات جديدة للحوار والتفاوض.



"تسوية خلال شهرين" وإلا..


بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض إن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القائمة على مبدأ "السلام من خلال القوة"، إلى جانب التحالف الاستراتيجي مع اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، قد تقود إلى موجة تصعيد عدوانية ضد إيران، بما في ذلك احتمالية ضربة عسكرية استباقية ضد المنشآت النووية والإستراتيجية الإيرانية.

ويؤكد عوض أن التصريحات والتحركات الأمريكية الأخيرة، مثل تزويد إسرائيل بقنابل تخترق التحصينات تحت الأرض، وإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة شملت حاملات طائرات وطائرات استراتيجية، بالإضافة إلى الإنذار المباشر الذي وجهه ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي بضرورة التوصل إلى "تسوية خلال شهرين" حول الملف النووي، تشير إلى أن واشنطن وتل أبيب تستعدان لسيناريوهات متطورة، قد تصل إلى المواجهة العسكرية.

ويشير عوض إلى أن اللوبيات اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة تضغط بقوة على الإدارة الأمريكية للسماح لإسرائيل بتنفيذ ضربات ضد إيران، خاصة بعد نجاح تل أبيب في استنزاف أذرع طهران الإقليمية، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. 

ويقول عوض: "إسرائيل تريد تصفية التهديد النووي الإيراني لتصبح القوة المهيمنة في المنطقة دون منافس" .


ضربة إيران لن تشبه حرب العراق عام 2003


ويلفت عوض إلى أن ترامب ونتنياهو يتشاركان رؤيةً عدوانيةً تقوم على "إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة"، مما يزيد من احتمالية المواجهة، خاصة مع وجود تقارير عن استعدادات إسرائيلية لضربات "محدودة" تستهدف المنشآت النووية، أو حتى ضربات "شاملة" تشمل البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الإيرانية.  

ويحذر عوض من أن أي ضربة عسكرية ضد إيران لن تشبه حرب العراق عام 2003، موضحاً أن طهران تمتلك أدوات ردع متعددة المستويات، منها: البرنامج النووي الغامض حتى الآن، الذي لم يكشف عن مدى تقدمه الحقيقي، وترسانة صاروخية باليستية قادرة على ضرب القواعد الأمريكية في الخليج وحتى أوروبا، وخيار إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤدي إلى أزمة نفطية عالمية، خاصة مع اعتماد الصين والهند على النفط الإيراني، وكذلك لدى إيران شبكة حلفاء إقليميين (كحزب الله والحوثيين) قد يشنون هجمات انتقامية ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية، وكذلك حلفاء دوليين قد يتدخلون لصالحها.  

ويقول عوض: "إذا شعرت إيران بأن الضربة تهدد وجودها، فقد تستخدم كل أدواتها العسكرية والاقتصادية، بل وقد تدخل حلفاء مثل روسيا أو الصين بشكل غير مباشر، لتحويل الصراع إلى حرب ليست إقليمية فقط، بل عالمية الأبعاد".

ويتوقع عوض ثلاثة سيناريوهات محتملة: إما ضربة إسرائيلية محدودة تستهدف المنشآت النووية، مع تجنب المواجهة المباشرة، او حرب شاملة بقيادة أمريكية تشمل تدمير البنية العسكرية والاقتصادية الإيرانية، لكنها ستواجه رداً قد يطال دول الخليج والقواعد الأمريكية في المحيط الهندي، وتسوية سياسية تحت التهديد حيث تقدم طهران تنازلات نووية تحت ضغط التهديد العسكري، لكن هذا السيناريو يبدو ضعيفاً في ظل تشدد ترامب وخامنئي. 


سيناريوهات كارثية عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا


من جهته، يقول البروفيسور د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، إن أي ضربة عسكرية أمريكية شاملة ضد إيران قد تُشكّل "نقطة تحول ثالثة" في تاريخ الشرق الأوسط، بعد غزو العراق عام 2003 والربيع العربي عام 2011، مؤكدًا أن مثل هذا التصعيد سيفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا.  

ويوضح حرفوش أن أي ضربة استباقية أمريكية ضد منشآت إيرانية، دون تفويض من مجلس الأمن أو استنادًا إلى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بالدفاع الشرعي، تُعتبر "عدوانًا صريحًا" وانتهاكًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة. 

ويؤكد حرفوش أن هذه الخطوة قد تقوّض النظام القانوني الدولي وتُشرعِن العدوان بحجج أمنية غير قابلة للتحقق، مما يهدد الاستقرار العالمي.

ويتوقع حرفوش أن تستهدف الضربة الأمريكية المنشآت النووية الإيرانية، مثل نطنز وفوردو وأراك، بالإضافة إلى مراكز البحوث الصاروخية والدفاع الجوي.

ويشير حرفوش إلى أن إيران تمتلك قدرات ردع هائلة، تشمل: الصواريخ البالستية التي قد تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، والطائرات المسيّرة التي يمكنها تعطيل المنشآت النفطية الخليجية، والأذرع الإقليمية مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والميليشيات في سوريا واليمن، والتي قد تشن هجمات بالوكالة.  

ويتوقع حرفوش إغلاقًا مؤقتًا لمضيق هرمز، مما سيُعطّل إمدادات الطاقة العالمية ويرفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.  

ويحذر حرفوش من أن الضربة قد تؤدي إلى: اصطفافات دولية جديدة بقيادة روسيا والصين وتركيا ضد السياسات الأمريكية، وتدهور العلاقات الأمريكية-الأوروبية، خاصة إذا تمت الضربة دون موافقة الكونغرس أو الحلفاء، وأزمات اقتصادية حادة، مع احتمالية وصول سعر البرميل إلى 150 دولارًا، مما سيُصعّب الأوضاع على الاقتصادات الأوروبية والآسيوية، ويؤدي إلى انهيار الأسواق المالية الخليجية وهروب رؤوس الأموال الأجنبية بسبب حالة الهلع.  


خيارات إيران للرد على العدوان


ويطرح البروفيسور حرفوش عدة خيارات قد تلجأ إليها إيران للرد، منها: هجمات تكتيكية مباشرة ضد المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية في الخليج أو العراق وسوريا، أو حرب الوكالة عبر ميليشياتها الإقليمية لاستنزاف القوات الأمريكية.  

ووفق حرفوش، ربما قد تلجأ إيران إلى تصعيد نووي بزيادة تخصيب اليورانيوم أو الانسحاب من البروتوكولات الدولية، أو حملة دبلوماسية وقانونية لمحاكمة الولايات المتحدة في المحافل الدولية.  

ويعتقد حرفوش أن السيناريو الأسوأ يتمثل في انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، قد تؤدي إلى: إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، مع تآكل حدود الدول الهشة، وتصاعد العنف الطائفي بين السنة والشيعة، خاصة في دول مثل العراق ولبنان واليمن، او موجات نزوح جماعية جديدة بسبب توسع رقعة الصراع.  

ويشدد حرفوش على أن الدول العربية يجب أن لا تظل متفرجة، بل عليها تبني دبلوماسية نشطة لمنع التورط في صراعات تخدم فقط مصالح "أصحاب مصانع السلاح وشركات إعادة الإعمار". 

ويحذر حرفوش من أن أي ضربة لإيران ستكون "زلزالًا استراتيجيًا" يُخرج القوى الكبرى من صراعات الوكالة إلى المواجهة المباشرة، مع عواقب لا يُحمد عقباها.



إيران لاعب محوري من خلال أذرعها العسكرية


وتقول الكاتبة والباحثة السياسية د. ولاء قديمات أن توقيت الولايات المتحدة الأمريكية حول تهديد إيران في الوقت الراهن يأتي ضمن إطار استراتيجيتها لإعادة صياغة دور طهران في المنطقة، وذلك عبر تقليص نفوذها وتقليم أذرعها الممتدة في عدة ساحات إقليمية، معتبرة أن هذا التوجه هو امتداد لنهج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة ترتيب الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.

وترى قديمات أن قدرة إيران على زعزعة استقرار المنطقة من خلال أذرعها العسكرية والأمنية جعل منها لاعباً محورياً، فقد استخدمت طهران أدوات تأثير فعالة، كما هو واضح في حالة الحوثيين في اليمن الذين لعبوا دوراً ملموساً في تهديد الملاحة في البحر الأحمر، مما يعكس حجم النفوذ الإيراني وأهمية تحالفاته الإقليمية والدولية، ولا سيما مع روسيا والصين.

وتشير قديمات إلى أن هناك قلقاً حقيقياً لدى الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي من اقتراب إيران من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، ما دفع واشنطن إلى تبني خطوات جدية للضغط على طهران، منها التهديد العسكري المباشر، كما فعل ترامب حين لوّح بقصف إيران، وفرض رسوم جمركية مشددة، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مباشر بشأن برنامجها النووي.


فرصة إسرائيل لتدمير القدرات النووية الإيرانية


وتؤكد قديمات أن واشنطن شرعت بالفعل في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة لمواجهة أي تصعيد محتمل، مشيرة إلى أن إسرائيل تعتبر الوقت الحالي فرصة مناسبة لتدمير القدرات النووية الإيرانية، وقد أعلنت استعدادها لاتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة لمنع إيران من تطوير هذا السلاح.

أما بالنسبة للخيارات الإيرانية، توضح قديمات أن طهران لا تزال تملك أدوات تأثير فعالة في الإقليم، وهي أمام خيارين رئيسيين: إما القبول بمفاوضات مباشرة كما ترغب واشنطن، أو مواجهة عمل عسكري قد يكون محدوداً ومدروساً أو موجهاً لضرب النظام من الداخل وتفكيكه.

وتشير قديمات إلى أن إيران أبدت انفتاحاً جزئياً على محادثات غير مباشرة وربما مباشرة لاحقاً، إلا أن إدارة التهديدات الأمريكية وتجنب المواجهة العسكرية تبقى ضمن السيناريوهات المطروحة، في المقابل، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان بوضوح إلى تقليص النفوذ الإيراني والحد من قدراته النووية، ما يبقي خيار التصعيد العسكري قائماً.

وتؤكد قديمات أن الرد الإيراني في حال تم توجيه ضربة سيكون مباشراً ويشمل القوات الأمريكية في المنطقة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة والمنافسة في الشرق الأوسط بأدوات جديدة، تتجاوز المصالح الأمريكية لتطال توازنات إقليمية أوسع.



المنطقة مقبلة على تحول استراتيجي كبير


من جانبه، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. محمود الفروخ أن المنطقة مقبلة على تحول استراتيجي كبير قد يتمثل في توجيه ضربة عسكرية قاسية لإيران، مرجحاً أن تكون هذه الضربة وشيكة وغير قابلة للتأجيل، في ظل معطيات وصفها بـ"الذهبية" وغير المسبوقة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ويضيف الفروخ: "إن كافة المؤشرات والظروف الإقليمية والدولية باتت مواتية تماماً لإسرائيل والولايات المتحدة لتوجيه ضربة مباشرة إلى إيران، تستهدف بدرجة أساسية برنامجها النووي، وتحدّ من تدخلاتها الإقليمية التي لطالما شكلت تهديداً للأمن القومي العربي والإسرائيلي على حد سواء".

ويشير الفروخ إلى أن "تفكيك إسرائيل أذرع إيران في المنطقة"، مثل حزب الله في لبنان، وحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة، والحوثيين في اليمن، فضلاً عن التهدئة في سوريا والعراق، يمهد الطريق أمام ضربة استراتيجية مباشرة للعمق الإيراني. 

ويعتبر الفروخ أن إسرائيل ترى في هذا التوقيت "فرصة نادرة لا تتكرر" لإنهاء ما تسميه "رأس الأفعى"، بعد أن تم إنهاك الأذرع.


مفاوضات أمريكا وإيران محكومة بالفشل


ويشدد الفروخ على أن هناك توافقاً أمريكياً – إسرائيلياً، بدعم عربي واضح، تجاه هذا الخيار العسكري، لا سيما في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، بما يخدم مبدأ "الشرق الأوسط الجديد".

وحول المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، يوضح الفروخ أنها "محكوم عليها بالفشل"، مرجحاً أن يعمل اللوبي الصهيوني على إفشال أي محاولات للتقارب، تمهيداً لبدء الهجوم العسكري.

ويؤكد الفروخ أن إيران أمام تحديات صعبة، فإما أن تقدم طهران تنازلات ملموسة على صعيد برنامجها النووي وسياساتها الخارجية، أو تتحمل تبعات ضربة مدمرة. 

ويلفت الفروخ إلى أن الضربة قد تكون "استباقية وصادمة"، تُفقد إيران قدرة الرد على القواعد الأمريكية في المنطقة أو حتى ضد إسرائيل، نتيجة التنسيق المسبق مع دول الجوار الإيراني لاحتواء أي ردود فعل محتملة.

ويحذر الفروخ من أن ما بعد الضربة لن يكون كما قبلها، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط سيدخل في مرحلة جديدة، ستُطبع فيها العلاقات العربية – الإسرائيلية بالكامل، وسينطلق ما أسماه بـ"العلو الثاني والكبير لدولة إسرائيل" في إطار مشروع "إسرائيل الكبرى" الممتد من النيل إلى الفرات، وفقاً للرؤية التوراتية الصهيونية.






دلالات

شارك برأيك

إيران في عين العاصفة .. الغاية إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة

أمستردام - هولندا 🇳🇱

كافر بالأمتين قبل 5 أيام

لقد بدأ دمار الأمتين منذ ١٩٧٩، عام النفاق الديني والسياسي.

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الخميس 10 أبريل 2025 9:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1034)