بينما لا يوافق معظم الأميركيين على تعامل الرئيس دونالد ترامب مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أن الصراع لا يؤثر على انطباعه العام بقدر ما كان يؤثر على الرئيس جو بايدن، وفقًا لاستطلاع رأي جديد.

ويعود ذلك إلى الدعم القوي الذي يحظى به ترامب من قاعدته الشعبية في هذه القضية. وقد وجد استطلاع رأي البالغين الأميركيين، الذي أجراه مركز أبحاث الشؤون العامة التابع لوكالة أسوشيتد برس AP، ومركز أبحاث الشؤون العامة (NORC)، أن حوالي 8 من كل 10 جمهوريين يوافقون على تعامل ترامب مع الصراع. في حزيران الماضي ، أيد حوالي 4 من كل 10 ديمقراطيين فقط تعامل  (الرئيس السابق جو) بايدن مع حرب إسرائيل على غزة، وذلك قبل وقت قصير من انسحاب بايدن من السباق الرئاسي.

وبحسب الاستطلاع يشير عدد كبير من الجمهوريين ، إلى أنه خلال إدارة ترامب الأولى، "لم يبدأ (ترامب) أي حروب بشكل نشط". وبحسب هؤلاء (وفق الاستطلاع)، هناك فرق كبير بين تاريخه وفترة ولايته الأولى مقابل رئاسة بايدن. كما يعتقد كثير من المستطلعيين الجمهوريين أن ترامب يحاول فقط إصلاح الأمور التي تركها بايدن تخرج عن السيطرة. ويشير الاستطلاع المذكور إلى أن الجمهوريين يزدادون رضا عن إجراءات السياسة الخارجية للبلاد مع تراجع ترامب عن الدعم الأميركي لأوكرانيا وفرض ضغوط جديدة على الحلفاء - لا سيما مع حديثه عن ضم كندا وغرينلاند وقناة بنما.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي ترامب، حذر حركة حماس من أنه سيكون هناك "جحيم يدفع ثمنه" إذا لم تتم إعادة الرهائن الإسرائيليين على الفور وحث إسرائيل على إنهاء هجومها و"إنهاء الأمر". وقد دعم ترامب محادثات وقف إطلاق النار في كلا الحربين ، وقال قبل انتخابه إنه سينهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون "24 ساعة" - أو حتى قبل توليه منصبه. ومنذ توليه الرئاسة مرة أخرى، انتقد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنًا، لكنه حاول أيضًا الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول اتفاق سلام.

بشكل عام، أصبح الجمهوريون أكثر رضا عن الولايات المتحدة في حل القضايا العالمية الآن بعد أن تولى الرئيس ترامب منصبه. يقول حوالي نصف الجمهوريين إن الدور الحالي للولايات المتحدة في الشؤون العالمية صحيح تقريبًا، مقارنة بحوالي 2 من كل 10 في شباط 2024 عندما كان بايدن رئيسًا.

وهناك إجماع أكبر على أنه يجب على الولايات المتحدة التركيز على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا مقارنة بالعام الماضي أيضًا. يقول حوالي 6 من كل 10 بالغين أميركيين إنه من "المهم" بالنسبة للولايات المتحدة التفاوض على وقف إطلاق نار دائم بين روسيا وأوكرانيا، مقارنة بحوالي النصف في استطلاع رأي أجرته وكالة أسوشيتد برس-نورك في شباط 2024، مع ارتفاع مماثل بشأن حرب إسرائيل على غزة.

وأصبح الجمهوريون أكثر التزامًا بكلا هدفي السياسة الخارجية منذ تولي ترامب منصبه، وفقًا للاستطلاع. على سبيل المثال، يعتقد حوالي 6 من كل 10 جمهوريين الآن أنه من المهم للغاية للولايات المتحدة التفاوض على وقف إطلاق نار دائم بين روسيا وأوكرانيا، مقابل حوالي 4 من كل 10 في العام الماضي.

وينسب الاستطلاع إلى ليزا ميجور، وعمرها 61 عامًا، وهي جمهورية مسجلة من كنتاكي صوّتت لترامب في تشرين الماضي قولها : "أعتقد أننا بحاجة حقًا إلى التراجع وإيجاد طريقة لجمع الجميع على طاولة المفاوضات حتى يتمكنوا من استخدام مواردهم الخاصة وتحديد ما يجب عليهم فعله للتوصل إلى تسوية"، فيما قال كيث ويلي، وهو مستقل (مسجل) ذو ميول جمهورية من فلوريدا صوّت لمرشح رئاسي من طرف ثالث، إن اتفاقيات السلام في أوكرانيا وغزة أصبحت أكثر أهمية بالنسبة له بمرور الوقت وسط تصاعد الموت والدمار.

لكن ويلي قال إنه لا يدعم اتفاقًا يسمح لحماس بالبقاء مسيطرة على غزة، ولا يدعم وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي يقسمها مع روسيا أو يتوقف على سيطرة الولايات المتحدة على المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.

ولا يريد العديد من الجمهوريين المزيد من الاستثمار في أوكرانيا - حيث يعتقد حوالي 2 من كل 10 فقط أن تقديم المساعدة للجيش الأوكراني لمحاربة روسيا أمر "بالغ الأهمية".

ويريد العديد من الجمهوريين أن يواصل ترامب تقليص التدخل الأميركي في الخارج، حيث وجد الاستطلاع أن 4 من كل 10 جمهوريين يقولون الآن إن على الولايات المتحدة أن تلعب دورًا أقل نشاطًا في الشؤون العالمية.