"العقيدة العنوان"، تلك التي يعتنقها ترمب، ويجاهر بها في مؤتمراته وتغريداته، مستخدماً أذرعه وأدواته لبلوغ أهدافه.
لا أحد يمكنه توقع تقلّبات الرجل الخارج عن النص، وانقلاباته على أقرب حلفائه، فبينما وجدت أوروبا نفسها بين ليلة وضحاها، مكشوفة من ظلال مظلته النووية، توعّد زيلينسكي بتركه فريسة سهلة لبوتين، إن لم يستجب لإملاءاته بالتوقيع على اتفاق، يعيد فيه من ثروات بلاده كل ما قدمته له إدارة سلفه من أعطيات، تقدّر بمئات مليارات الدولارات.
ليس للقوانين ولا للأخلاق والقيم مكان في أجندات الرجل المفتون بقوته، واتساع شعبيته، وفجوره في خصومته مع كل من قال كلمة، أو كتب تغريدة تنتقد سلوكه المثير للشفقة.
بلد الحريات لم تعد كذلك، فهي تقمع طلبة الجامعات، ويلاحق عسسها كل من شارك في التظاهرات المنددة بالإبادة في غزة، وآخرهم الطالب محمود خليل، الذي تعرض لأبشع صنوف التنكيل في معتقله.
أمام هذا التجريف للحريات، والعودة الأمريكية للمكارثية، سلوكاً وأداءً وترهيباً وترعيباً، فقد طالب نائب فرنسي بسحب تمثال الحرية، وإعادة الهدية إلى بلد المنشأ، بعد أن" لم تعد أمريكا تمثل القيم التي دفعت فرنسا إلى تقديم التمثال لها".
رد الناطقة باسم البيت الأبيض على صاحب الطلب، خرج عن اللياقة، إذ قالت له، "يجب أن تكونوا ممتنين لبلدنا العظيم الذي لولاه لكنتم الآن تتحدثون الألمانية"!
إنه الغرور والتطاوس والغطرسة الذي أحال الجمهورية إلى مملكة، يديرها رجل عقارات يخاصم اللياقة واللباقة والسياسة، ويحتاج جرعة من مطعوم الكياسة.
شارك برأيك
السلام بالقوة الغاشمة!