Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 16 مارس 2025 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس

مبدأ حل الدولتين.. هل أصبح خياراً دولياً في طريق التلاشي؟

لطالما قُدمَ حل الدولتين وفق حدود ما قبل ٤ حزيران عام ٦٧ باعتباره الخيار الوحيد المقبول دولياً لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن مع مرور العقود، لم يكن هذا الحل سوى أداة دبلوماسية لإدارة النزاع وليس لإنهائه على قاعدة دحر الاحتلال الاستيطاني، بل وشكل من الخداع السياسي الغربي. إن توسع الاستيطان الإسرائيلي، وتآكل الأرض الفلسطينية، وانعدام الإرادة الدولية الحقيقية جعلت من هذا الحل، عملياً، أمراً مستحيلاً على الأرض.

في بيانهم الأخير يوم الجمعة الماضي، تجنبت دول مجموعة السبع (G7) الإشارة المباشرة إلى "حل الدولتين"، واستبدلته بعبارات فضفاضة مثل "الأفق السياسي" و"التطلعات المشروعة"، بدلاً عن الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني. هذا التغيير ليس تفصيلاً لغوياً، بل يعكس تحولاً سياسياً أعمق في الموقف الغربي، حيث لم تعد الدول الكبرى الغربية مستعدة لفرض حل الدولتين كإطار ملزم، بل باتت تُفضل صياغات أكثر مرونة تتيح لها المناورة وفق المستجدات الإقليمية، وتحقيق مصالحها بالمنطقة عبر رؤية "الشرق الأوسط الجديد"، التي يسهلها غياب الإرادة السياسية العربية، وقرار دولها المستقل بالمواجهة.

إن تجاهل مصطلح "حل الدولتين" في هذا البيان، يشير إلى ثلاثة احتمالات رئيسية وهي باعتقادي:

1. تحول في أولويات الغرب، حيث لم تعد الدول الغربية الكبرى ترى في حل الدولتين مساراً واقعياً، خاصة في ظل الوقائع الاستيطانية على الأرض، وتوقعات الضم القادمة على أساس الحق التوراتي المزعوم الذي تسانده الإدارة الأمريكية والتحولات الجيوسياسية الجارية بالمنطقة، وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف القومي الديني، وانشغال الغرب بصراعات دولية أخرى.


2. تكريس الواقع الاستيطاني، استمرار التوسع الاستيطاني يجعل أي حديث عن دولة فلسطينية متصلة جغرافياً أمراً شبه مستحيل، ما يضع الفلسطينيين أمام خيارات أخرى، مثل الحكم الذاتي المحدود لكانتونات منعزلة، أو الضم التدريجي للضفة الغربية بعد أن كان الاحتلال قد حسم إلى حد كبير موضوع القدس وتهويدها واعتبارها عاصمة إسرائيل بموافقة أمريكية في انتهاك للقرارات الدولية، وفصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، وفق ترتيبات غير واضحة المعالم حتى الآن في ظل مجريات التفاوض وقرارات القمة العربية.

3. ترتيبات إقليمية جديدة، قد يكون هناك توجه لتجاوز الحل التقليدي الذي درج الحديث عنه "حل الدولتين"، عبر مشاريع التطبيع الإقليمي، ودمج القضية الفلسطينية في ترتيبات أمنية واقتصادية أوسع في الشرق الأوسط وفق الرؤية الأمريكية.

هذا التحول لن يكون مجرد تعديل في الصياغات الدبلوماسية، بل قد يُترجم إلى سياسات على الأرض تُقصي شعبنا الفلسطيني من دور حقيقي مشروع له في تقرير مصيره. تراجع الدعم الغربي لحل الدولتين يجب أن يدفع شعبنا لإعادة تقييم الرؤية والاستراتيجية لكفاح حركتنا الوطنية، وهو أمر طبيعي، بل وضروري من وجهة نظري، سواء بتعزيز المقاومة السياسية والدبلوماسية والقانونية والشعبية في إطار البحث عن حلول بديلة أمام التراجع الدولي الفاضح، مثل الدولة الواحدة الديمقراطية بحقوق المواطنة المتساوية، أو إعادة التمسك بذلك المبدأ، أي حل الدولتين، لكن وفق أسس القرار الأممي رقم ١٨١ الذي دعا إلى دولتين في أرض فلسطين التاريخية مناصفة، وتحمُل استحقاقاته ومتطلباته وتداعياته وفق القانون الدولي، رغم التعقيدات الواردة أمام الخيارين اليوم.

في النهاية، إسقاط مبدأ حل الدولتين من الخطاب الرسمي لمجموعة السبع G7 هو إشارة واضحة على أن شعبنا الفلسطيني يقف اليوم أمام مرحلة جديدة وجادة مفصلية، قد تكون أكثر صعوبة، لكنها تفرض أيضا إعادة التفكير في الخيارات الوطنية، بعيداً عن الأوهام الدبلوماسية، وضرورة تَحمُل منظمة التحرير بحكم مكانتها ودورها المفترض، المسؤولية التاريخية عن إيجاد رؤية واضحة واحدة موحدة لكافة فئات شعبنا في مواجهة تنامي وتسارع التحديات التي أشرت إليها ( وهنا كنت أتمنى أن اقرأ في حيثيات المذكرة الموجهة من الأخ رئيس المجلس الوطني الإشارة إلى تلك التحديات المصيرية والمفصلية، وضرورة نقاشها والتوصل إلى رؤية حول مواجهتها في مذكرته الموزعة يوم ١٤ اذآر حول انعقاد المجلس المركزي في أواخر نيسان، والتي أشار بها إلى موضوع "تعديل وتنقيح" بعض بنود النظام الأساسي للمنظمة،  واستحداث بند حول موضوع نائب رئيس اللجنة التنفيذية، رغم أهمية ذلك. كذلك كان لا بد من إدراج، وهو الأهم في المذكرة، موضوع إجراء الانتخابات العامة التي أشار الأخ الرئيس لها بالقمة العربية)، رؤية واضحة تؤهلنا للوصول إلى التحرر الوطني الديمقراطي خاصة في ظل حكومات إسرائيلية لا ترى في التسوية ضرورة، وترفض أي مسار سياسي، بل تعمل من أجل تنفيذ مشروع استعماري "إسرائيل الكبرى" على حساب حقوق شعبنا الأصلاني ووجوده عبر محاولاتها المحمومة لشطبه كما تظن من خلال التطهير العرقي والتهجير إلى أفريقيا، التي أصبحت تشكل خياراً لهم، كما أشارت المصادر الإعلامية في الأيام الماضية.


.............

شعبنا الفلسطيني يقف اليوم أمام مرحلة جديدة وجادة مفصلية، قد تكون أكثر صعوبة، لكنها تفرض أيضا إعادة التفكير في الخيارات الوطنية، بعيداً عن الأوهام الدبلوماسية، وضرورة تَحمُل منظمة التحرير بحكم مكانتها ودورها المفترض.

دلالات

شارك برأيك

مبدأ حل الدولتين.. هل أصبح خياراً دولياً في طريق التلاشي؟

المزيد في أقلام وأراء

الاعتراف المزعوم والهراء المعلن

أمين الحاج

إسرائيل على مفترق طرق.. احتلال، إبادة جماعية، وموت رؤية

ألون بن - مئير

انكشاف الغرب الاستعماري وتعريته

حمادة فراعنة

الإدارة على مفترق طرق.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل دور القادة والمؤسسات؟

د. عمر السلخي

بين خطاب فريدمان ومصالح ترامب.. فلسطين قضية تحرر وطني وليست ورقة على طاولة الصفقات

مروان إميل طوباسي

شكوك حول نوايا وجدوى خطة المساعدات الأمريكية لغزة !

نبهان خريشة

كل الجهود لوقف حرب الإبادة وإفشال مخططات التهجير والترحيل

وليد العوض

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي

محسن أبو رمضان

تجارة لا تبور

إسماعيل الشريف

جائحة الركود التضخمي الجديد

حسام عايش

عائلة بأكملها في قبضة الغياب... حين تُقصف السماء الذاكرة

بن معمر الحاج عيسى كاتب وباحث جزائري

رفح.. سنة في درب المعاناة وسبع محطات من الصبر الجميل المقدّس

حلمي أبو طه

الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع

راسم عبيدات

اصلاح حال بال المراهقين/ المراهقات (3)

غسان عبد الله

قراءة في مذكرة التفاهم الثنائية بين الحكومتين الفلسطينية والبريطانية

د. دلال صائب عريقات

أوروبا تحتفل.. ونحن ننتحب

أمين الحاج

كُـنْ مســاعداً...!

د. أفنان نظير دروزه

حين تُمنع الكلمات.. تكميم البحث العلمي وطمس المعرفة في زمن الإبادة

د. سماح جبر/ استشارية الطب النفسي

بعد ٨٠ عاماً من الانتصار على النازية.. شعبنا بإرادته وإتقان شروط المواجهة سينتصر أيضاً

دروز سوريَة بين نار داعش ونار إسرائيل!

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1219)