فلسطين
الإثنين 03 مارس 2025 8:40 صباحًا - بتوقيت القدس
"شيطنة" رمضان.. ذرائع واهية لتبرير العدوان
رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:
عريب الرنتاوي: شهر رمضان في رواية الاحتلال مناسبة لاتهام الفلسطينيين بالإرهاب لتبرير عدوانه عليهم
ماجد هديب: هناك ضرورة لإعادة النظر في الخطاب الديني لتجنب استغلاله في تبرير العدوان الإسرائيلي
سليمان بشارات: الاحتلال يسعى لطمس البعد الإنساني للحياة الدينية للفلسطينيين لفرض واقع جديد يخدم مصالحه
عدنان الصباح: إسرائيل تسعى لاستغلال الإسلاموفوبيا في الغرب لإضفاء الشرعية على سياساتها القمعية
سامر عنبتاوي: إسرائيل لن تتوقف عن استخدام رمضان وغيره من المناسبات الدينية والوطنية ذريعة لمواصلة عدوانها
تشهد المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان المبارك، تصعيداً في السياسات الإسرائيلية القمعية تجاه الفلسطينيين، حيث تُستخدم هذه المناسبات كذريعة لتبرير إجراءات عنيفة ومقيدة لحرية العبادة.
ويؤكد كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن الرواية الإسرائيلية تسعى إلى تشويه صورة الفلسطينيين وإضفاء الشرعية على الممارسات العدوانية التي تستهدف تقييد حرية الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية وحياتهم اليومية.
ويؤكد الكتاب والمحللون أن شهر رمضان، الذي يُعد من أهم المناسبات الدينية للمسلمين، يتحول في الرواية الإسرائيلية إلى فترة يُزعم فيها زيادة العمليات الفلسطينية، ما يُستخدم كغطاء لفرض إجراءات أمنية مشددة، ويتم فرض قيود على حركة المصلين، وإغلاق المسجد الأقصى، وشن حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية.
ويشيرون إلى أن هذه الإجراءات لا تهدف فقط إلى تحقيق الأمن، بل تسعى إلى كسر إرادة الفلسطينيين وإذلالهم، ما يعكس سياسة ممنهجة لتجريدهم من حقوقهم الإنسانية والوطنية.
ويرون أن المجتمع الدولي مدعو إلى تحمل مسؤوليته في مواجهة هذه الانتهاكات، وفضح الرواية الإسرائيلية التي تسعى إلى تحويل الصراع من قضية تحرر وطني إلى صراع ديني، رغم أن جوهر القضية الفلسطينية هو الاحتلال والاستعمار، وأن المقاومة هي رد فعل طبيعي على ذلك.
تل أبيب تحاول تجريد الفلسطينيين من شرعيتهم الدولية والإنسانية
يؤكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن إسرائيل لا تُفوت أي فرصة دون العمل على شيطنة الفلسطينيين، سواء أكانوا أفراداً أم منظمات أم مقاومة أم حتى مدنيين، معتبراً أن هذه السياسة هي نهج ثابت تستخدمه تل أبيب في محاولتها لتجريد الفلسطينيين من شرعيتهم الدولية والإنسانية.
ويوضح الرنتاوي أن أبشع أشكال هذه الشيطنة يتمثل في وصف مقاومة الفلسطينيين للاحتلال بأنها "إرهاب"، في حين أن الاحتلال بموجب كافة الشرائع والقوانين الدولية يستدعي المقاومة، التي تُعد حقاً مشروعاً على المستويين السماوي والأرضي، لكن إسرائيل ترفض الاعتراف بكونها قوة احتلال، وتسعى إلى فرض معادلة تجعل فيها كل شكل من أشكال المقاومة إرهاباً غير مبرر.
ويوضح الرنتاوي أن إسرائيل ترى أن أخطر أنواع المقاومة هي تلك التي ترتبط ببعد ديني وأيديولوجي، حيث تصنف ما تسميه بـ"الإرهاب الإسلامي" كأشد أنواع "التهديدات"، وتستخدم هذا المصطلح على نطاق واسع، سواء في وسائل الإعلام أو على لسان المسؤولين الإسرائيليين.
ويشير إلى أن شهر رمضان المبارك، الذي يعتبره المسلمون أهم المناسبات الدينية، يتحول في الرواية الإسرائيلية إلى مناسبة لاتهام الفلسطينيين بالإرهاب، لتبرير قمعها لهم، حيث إن هذه السياسة ليست جديدة، إذ درجت إسرائيل على استخدامها سنوياً ، لكنها هذا العام أصبحت أكثر شراسة وخطورة، في ظل ما وصفه بحالة "الانفلات الإسرائيلي الكامل"، حيث باتت الفاشية الإسرائيلية تنفذ سياسات متطرفة دون قيود أو مراجعات.
ويوضح الرنتاوي أن إسرائيل، عبر هذا التوجه، تسعى إلى تبرير عملياتها العدوانية مسبقاً ، بادعائها أن رمضان هو الشهر الذي تزداد فيه العمليات الفلسطينية، من أجل منحها ذريعة لاتخاذ إجراءات استباقية مفرطة في العنف.
ويقول الرنتاوي: "رأينا كيف أُعطيت الأوامر المباشرة لفتح النيران وقتل الفلسطينيين في الشوارع دون الحاجة إلى العودة للمراجع العسكرية، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بمن فيهم النساء والأطفال، خاصة في شمال الضفة الغربية".
المجتمع الدولي مطالبٌ بالتحرك لوضع حد للسياسات الإسرائيلية
ويشير الرنتاوي إلى أن الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تقييد حركة المصلين وتقييد الصلوات والاعتكاف في المسجد الأقصى تأتي ضمن محاولة إسرائيلية واضحة لقمع المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، معتبراً أن هذه الإجراءات تعد تمهيداً لاستهداف أوسع، بهدف منع أي تحركات فلسطينية خلال شهر رمضان، سواء كانت مقاومة شعبية أو غيرها.
ويؤكد الرنتاوي أن هذه السياسات لن تثني الفلسطينيين عن ممارسة حقهم في المقاومة، مشدداً على أن "الاحتلال يولّد المقاومة"، سواء في رمضان أو في أي وقت آخر.
ويرى الرنتاوي أن المجتمع الدولي مطالبٌ بالتحرك لوضع حد لهذه السياسات الإسرائيلية، التي تستغل الأعياد والمناسبات الدينية لتبرير القتل والتنكيل بالفلسطينيين، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.
"شيطنة الإسلام" استراتيجية إسرائيلية- أمريكية قديمة
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي ماجد هديب أن الخطاب الديني يجب أن يكون أداة توحيد وتوجيه، لا وسيلة للتحريض وإثارة الصراعات، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن أي خطابات دينية قد تمنح إسرائيل مبررات إضافية لتبرير سياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين، وذلك تحت ذريعة "الدفاع عن أمنها ووجودها".
ويوضح هديب أن شيطنة الإسلام ليست ظاهرة جديدة، بل هي استراتيجية قديمة تستخدمها إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بشكل ممنهج، حيث سبق لها أن طالبت الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، بإعادة النظر في مناهجها التعليمية والمقررات الدينية، بحجة أنها تروج لمفاهيم قد تؤجج الصراع.
ويلفت هديب إلى أن إسرائيل لطالما ركزت على أن بعض المناهج الدراسية، خاصة تلك التي تتناول الصراع العربي-الإسرائيلي، تعزز فكرة الجهاد، وخاصة خلال شهر رمضان، ما يمنحها وفقاً لروايتها "مبرراً " لممارسة القمع والعنف ضد الفلسطينيين.
ويقول هديب: "للأسف الشديد، نحن بأنفسنا نمنح أعداءنا السيوف التي تُسلَّط على رقابنا من خلال بعض الخطابات التحريضية، دون أن نقدم شيئاً حقيقياً لمواجهتهم، لذلك، علينا أن نكون أكثر وعياً في كيفية إدارة خطابنا الديني، بحيث نركز على غرس القيم الإسلامية الصحيحة التي تدعو إلى التسامح، دون أن نمنح الاحتلال فرصة استغلال هذا الخطاب ضدنا".
ويشير هديب إلى أن إسرائيل تستغل الخطاب الديني لبعض الجماعات والتنظيمات الإسلامية في المنطقة لتبرير سياساتها القمعية، إذ تعمل على إقناع العالم بأنها محاطة "بعالم إسلامي متطرف" يسعى إلى إبادتها، مستشهدة بخطابات تدعو إلى قتل اليهود أو نشر الإسلام بالقوة.
ويرى هديب أن إسرائيل نجحت في شيطنة بعض الفصائل الإسلامية، وليس فقط الفصائل الفلسطينية، بل حتى الجماعات الإسلامية في العالم العربي، من خلال تسليط الضوء على خطاباتها التي تتبنى مفهوم الصراع الديني، مما منح إسرائيل فرصة لتبرير استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، بحجة أنهم "لا يسعون للسلام، وإنما يعملون على تنفيذ أجندات دينية متطرفة".
ويؤكد هديب أن إسرائيل نجحت في شيطنة الفصائل الفلسطينية التي تتبنى الرؤية الإسلامية، وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، حيث تمكنت من تقديمهما للعالم على أنهما حركات متطرفة لا تسعى إلى تحقيق دولة فلسطينية، بل إلى إقامة "دولة إسلامية" عبر الجهاد.
ويوضح هديب أنه طالما أن هذه الفصائل نفسها لم تتمكن من التوحد على رؤية واحدة واستراتيجية موحدة للتحرر وبناء الدولة، فمن غير المنطقي انتظار دعم العالم الإسلامي لها، خاصة في ظل الانقسامات العميقة بين الدول والفصائل الإسلامية المختلفة.
ويقول هديب: "كيف يمكن أن نتوقع أن يدعم العالم الإسلامي نظريات الجهاد وإقامة دولة إسلامية، في حين أن المسلمين أنفسهم متناحرون ومتفرقون؟ هناك نظريات متضاربة؛ فبعض الفصائل تدعو إلى قتل اليهود دون أي إعداد حقيقي لبناء الدولة، بينما تدعو أخرى إلى الجهاد كخطوة أولى ثم إعلان الدولة الإسلامية، ومن ثم خوض معركة نهائية لإنهاء إسرائيل، وهذا النهج المتباين يمنح إسرائيل فرصة ذهبية لتعزيز تفوقها العسكري والسياسي، مستفيدة من الانقسامات في العالمين العربي والإسلامي".
ويشدد هديب على أن نجاح الفلسطينيين في إقامة دولتهم لن يكون ممكناً طالما استمر تبني نظرية أن الصراع مع إسرائيل هو صراع ديني، مشيراً إلى أن هذه النظرية أثبتت فشلها خلال الحرب على غزة.
ويؤكد هديب أن تجربة الحرب الأخيرة أكدت أن تبني الصراع الديني لم ينجح في دفع العالم الإسلامي نحو دعم المقاومة الفلسطينية، حيث لم يتمكن أي من حماس أو الجهاد الإسلامي من حشد الدعم الكافي لتحقيق أهدافهما، مما يعزز صحة رؤية حركة فتح، التي ترى أن الصراع مع إسرائيل ليس صراع وجود، بل يجب أن يكون صراع حدود.
ويلفت هديب إلى أن استمرار الحديث عن الصراع من منظور ديني يسهم في حرف بوصلة النضال الفلسطيني عن هدفه الأساسي، وهو تحقيق التحرر الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية.
ويؤكد هديب أن إسرائيل لم تكتفِ فقط باستغلال الخطاب الديني الفلسطيني، بل عملت على تقديم نفسها كـ"ضحية" أمام العالم، مدعية أنها تواجه "عدواً إسلامياً متطرفاً يسعى إلى إبادتها"، وهو ما مكّنها من كسب دعم الغرب، وتعزيز مكانتها كقوة يجب أن تبقى مهيمنة في المنطقة.
ويوضح هديب أن إسرائيل استفادت بشكل كبير من حالة الانقسام داخل العالم العربي والإسلامي، حيث استغلت نظريات الصراع الديني لتبرير استمرار سياساتها العدوانية، وهو ما يجعل من الضروري إعادة النظر في الخطاب الفلسطيني، والعمل على توحيد الجهود نحو استراتيجية وطنية واضحة تستند إلى الحقوق المشروعة للفلسطينيين، بعيداً عن الأيديولوجيات التي أضعفت القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية.
الترويج لأن الفلسطيني لا يقبل العيش بسلام
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على شيطنة المناسبات الدينية لدى الفلسطينيين، محاولاً تحويلها من محطات للراحة والطمأنينة إلى مناسبات تُصوَّر على أنها مواجهات وصدامات، في إطار استراتيجية تهدف إلى تشويه صورة الفلسطيني والمسلم أمام العالم.
ويوضح بشارات أن إسرائيل تحاول الترويج لرواية مفادها بأن الفلسطيني لا يقبل العيش بسلام، ولا يسعى إلى التعايش، بل يبحث عن المواجهة والمتاعب، وذلك بهدف تقديمه أمام الرأي العام العالمي كشخصية غير إنسانية ترفض الحياة، ما يسهل على الاحتلال تبرير ممارساته القمعية من قتل وتدمير وتهجير.
ويؤكد بشارات أن الاحتلال يسعى إلى طمس البعد الإنساني للحياة الدينية للفلسطينيين، وإحكام السيطرة عليها، في محاولة لاستغلال المناسبات الدينية، لا سيما الإسلامية منها، لفرض واقع جديد يخدم مصالحه.
ويشير بشارات إلى أن الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، وخاصة في المسجد الأقصى، تعدّ نموذجاً لهذا الاستغلال، حيث يتم فرض قيود صارمة على دخول المصلين، وإغلاق بوابات المسجد، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن العبادة تحت ذرائع أمنية واهية.
ويلفت بشارات إلى أن الاحتلال يستخدم "شماعة الأمن" لتبرير إجراءاته القمعية، حيث يدّعي أنه يمنع إثارة الفوضى ويحافظ على الأمن، لكن الهدف الحقيقي من ذلك هو إخضاع الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بما يفرضه من وقائع على الأرض.
ويعتبر بشارات أن هذه السياسة تدخل ضمن محاولات "إعادة هندسة العقلية الفلسطينية" بحيث تقبل الإجراءات الاحتلالية باعتبارها أمراً واقعاً لا يمكن تغييره.
ويلفت بشارات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى حرف الأنظار عن جرائمه المتصاعدة بحق الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويوضح بشارات أن إسرائيل تستغل قضايا مثل إجراءاتها في شهر رمضان، والتضييق على المصلين، لصرف الانتباه عن عمليات التدمير والقتل التي تنفذها، سواء في قطاع غزة، حيث تشهد المناطق هناك عمليات إبادة ممنهجة، أو في الضفة الغربية، حيث يتعرض الفلسطينيون لعمليات تنكيل وتهجير وهدم للمنازل، خاصة في مخيمات شمال الضفة.
ويشير إلى أن الاحتلال يحاول تقديم هذه القضايا على أنها ذات أولوية وأهمية قصوى للعالم، بهدف تصدير أجندة جديدة تتماشى مع روايته، وإشغال الإعلام والرأي العام الدولي عن المجازر والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
في المقابل، يشدد بشارات على أن الفلسطيني يثبت دائماً أنه إنسان محب للحياة، يسعى للعيش بسلام، ويستثمر شهر رمضان وغيره من المناسبات الدينية كمحطات للعبادة والتقرب إلى الله.
ويؤكد أن الصور التي خرجت في السنوات الماضية من المسجد الأقصى، التي أظهرت مئات آلاف الفلسطينيين وهم يؤدون صلواتهم في أجواء روحانية قبل أن يتم التضييق عليهم من قبل الاحتلال، دليل واضح على أن الفلسطيني يسعى إلى ممارسة شعائره الدينية بحرية، دون أي نية للصدام أو المواجهة.
ويعتقد بشارات أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة التي تعكر صفو هذه الأجواء، من خلال إجراءات تعسفية تهدف إلى فرض واقع جديد يخدم مصالحه، مشيراً إلى أن الفلسطينيين، رغم كل التضييقات، يواصلون التأكيد على حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وعلى تمسكهم بحياتهم وحقوقهم المشروعة.
إسرائيل تحاول تصوير الصراع على أنه ديني
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن إسرائيل تحاول دائماً تصوير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه صراع ديني بين الإسلام واليهودية، بينما الحقيقة هي أن الصراع قائم بين شعب يرزح تحت الاحتلال ودولة احتلال تمارس القمع والاستيطان.
ويوضح الصباح أن هناك سردية إسرائيلية متكررة تزعم أن شهر رمضان هو شهر تصعيد للعمل المقاوم، لكنه يشدد على أن المقاومة لم تكن يوماً مرتبطة بمناسبة دينية أو فترة زمنية معينة، بل هي نتاج طبيعي لوجود الاحتلال واستمراره في قمع الفلسطينيين.
ويقول الصباح: "القضية الفلسطينية ليست مسألة دينية بحتة، بل هي قضية وطنية لشعب يناضل من أجل الحرية والاستقلال، وصحيح أن المشاعر الدينية تحفّز الوجدان الوطني، لكنها ليست الأساس في الصراع، فالاحتلال هو جوهر المشكلة".
ويشير الصباح إلى أن إسرائيل تسعى إلى استغلال الإسلاموفوبيا في الغرب من خلال تصوير الإسلام على أنه دين عدواني ومتطرف، والاستفادة من ذلك لحشد الرأي العام العالمي ضد الفلسطينيين، ولإضفاء الشرعية على سياساتها القمعية.
ويؤكد الصباح أن"إسرائيل لا تكتفي بذلك في فلسطين فقط، بل تحاول تصدير هذه الرواية إلى دول أخرى في المنطقة كلما شعرت بوجود خطر يهدد مصالحها أو أرادت تحقيق أطماع توسعية".
ويلفت الصباح إلى أن إسرائيل تستخدم كافة الوسائل لتكريس هذه الصورة، بما في ذلك الترويج لمصطلحات مثل "الإرهاب الإسلامي"، وربط المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، بهدف تشويه النضال الفلسطيني المشروع أمام العالم.
ويشدد الصباح على أن الإرهاب الحقيقي هو ما تمارسه إسرائيل من خلال فرض قيود على المصلين في المسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، إضافة إلى سياسات القتل والاستيطان والتهجير.
ويقول: "إسرائيل تحاول استغلال كل ما يرتبط بالإسلام لتشويهه، وإظهاره كدين متطرف يعادي اليهودية، في حين أن الحقيقة عكس ذلك تماماً ، فالإسلام دين تسامح واحترام للأديان السماوية الأخرى".
ويوضح الصباح أن الحركة الصهيونية تسعى منذ عقود إلى تصوير الصراع في المنطقة على أنه صراع ديني، بهدف كسب دعم القوى التي تعادي الإسلام، وتحويل الأنظار عن جوهر القضية الفلسطينية، وهو الاحتلال والاستعمار الاستيطاني.
ويشدد الصباح على ضرورة مواجهة الدعاية الإسرائيلية المضللة، والتمسك بحقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني، وليست صراعاً دينياً.
ويؤكد الصباح أن الإسلام لم يكن يوماً ديناً عدوانياً ، ولم يشن حروباً ضد أديان أخرى، بل كان دائماً ديناً يحترم التعددية والتعايش، داعياً إلى فضح الرواية الإسرائيلية التي تحاول شيطنة الإسلام واستغلال المخاوف الغربية من الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
- ذرائع أمنية واهية لفرض مزيد من القيود والعقوبات الجماعية
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل شهر رمضان المبارك لتكثيف إجراءاته القمعية ضد الفلسطينيين، مستخدماً ذرائع أمنية واهية لفرض مزيد من القيود والعقوبات الجماعية، مشيراً إلى أن هذه السياسات ليست جديدة بل تمتد لعقود، حيث دأب الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى على تنغيص حياة الفلسطينيين خلال المناسبات الدينية والوطنية، ومنعهم من الاحتفال والفرح والتي طاولت حتى الأطفال.
ويوضح عنبتاوي أن إسرائيل تصعّد من عملياتها العسكرية والاقتحامات في الضفة الغربية في شهر رمضان، وخاصة في مدن مثل جنين وطولكرم ونابلس، في محاولة لإرهاب الفلسطينيين، ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تتعمد فرض قيود مشددة على حركة الفلسطينيين، من خلال إقامة الحواجز العسكرية، وتشديد الإجراءات الأمنية، ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
ويشير عنبتاوي إلى أن شهر رمضان يتمتع بقدسية خاصة لدى المسلمين، حيث يمثل شهراً للعبادة والتقرب إلى الله، فضلاً عن أهميته الاقتصادية التي تعود بالنفع على الفلسطينيين من خلال زيادة النشاط التجاري والاقتصادي، غير أن الاحتلال يستغل هذا الشهر بهدف تبرير سياساته القمعية مسبقاً .
ويقول عنبتاوي: "إسرائيل دائماً ما تروج لمزاعم بأن شهر رمضان يشهد زيادة في العمليات الفلسطينية ضدها، لكنها في الحقيقة تستخدم هذه الادعاءات كغطاء لممارسة عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين، وفرض إجراءات انتقامية لا تمت للأمن بصلة".
ويؤكد عنبتاوي أن الاحتلال يلجأ باستمرار إلى سياسة العقوبات الجماعية لمعاقبة الفلسطينيين بشكل جماعي على أي حادثة مقاومة تحدث في الضفة الغربية، حيث يتم فرض حصار مشدد على القرى والمخيمات، وإغلاق الطرق، وشن حملات اعتقال واسعة، مما يجعل الفلسطينيين يعانون من قيود شديدة بدلاً من التخفيف عنهم خلال الشهر الفضيل.
ويؤكد عنبتاوي أن الاحتلال لا يهدف فقط إلى تحقيق الأمن كما يدّعي، بل يسعى إلى إذلال الفلسطينيين، وكسر إرادتهم، ومحو هويتهم الوطنية من خلال هذه الإجراءات القمعية، موضحاً أن إسرائيل ترغب في رؤية شعب فلسطيني خانع ومستسلم، يخضع لجبروتها من دون مقاومة.
وفيما يتعلق بادعاءات الاحتلال بأن شهر رمضان يشهد تصعيداً في العمليات الفلسطينية، يشدد عنبتاوي على أن هذه المزاعم لا تستند إلى حقائق، وإنما تهدف إلى خلق ذرائع جديدة لتشديد الخناق على الفلسطينيين، قائلاً : "هذه الادعاءات ليست سوى محاولة لشرعنة الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة، فالمقاومة الفلسطينية ليست مرتبطة بشهر أو مناسبة دينية، وإنما هي رد فعل طبيعي على استمرار الاحتلال وقمعه".
ويؤكد عنبتاوي أن إسرائيل لن تتوقف عن استخدام شهر رمضان وغيره من المناسبات الدينية والوطنية كذريعة لمواصلة قمع الفلسطينيين، وهو أمر يتوجب بسببه فضح الرواية الإسرائيلية التي تروج لكون الفلسطينيين مصدر تهديد دائم، في حين أن الاحتلال هو الجهة التي تمارس الإرهاب الحقيقي من خلال القتل والاستيطان والقمع الممنهج.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الشيخ يبحث مع وزير الخارجية السعودي التحضيرات للقمة العربية الطارئة في القاهرة

تلاسن بين ترامب وزيلينسكي ينسف اجتماعهما والأخير يغادر البيت الأبيض
وكالة بيت مال القدس تطلق حملتها السنوية لشهر رمضان من قرية النبي صموئيل بالقدس

مشادة ترمب- زيلينسكي.. نهج جديد في الدبلوماسية الخشنة
نتنياهو يعقد مشاورات الليلة مع عودة فريق المفاوضات من القاهرة

لليوم الـ33: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها

شيطنة رمضان!
الأكثر قراءة
فنان مسرحي ومدفعجي رمضان... رجائي صندوقة .. صوت هادر على تلة القدس العالية
نتنياهو يعقد مشاورات الليلة مع عودة فريق المفاوضات من القاهرة

قرب نفاد احتياطيات إسرائيل من الغاز يكشف عن مطامعها بغاز غزة

وسط معاناة شديدة.. أهالي جنين ومخيمها يستقبلون رمضان مشردين نازحين
كاتس: نُسرِّع إنشاء مكتب لتهجير غزة ولن نغادر مخيم جنين قبل عام
ترمب يستدعي الذكاء الاصطناعي ...أحلام التهجير تتراءى في "فيديو" قصير!
الرئيس يصدر قرارا بتعيين اللواء العبد إبراهيم خليل قائدا لقوات الأمن الوطني


أسعار العملات
الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.05
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 746)
شارك برأيك
"شيطنة" رمضان.. ذرائع واهية لتبرير العدوان