Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 27 فبراير 2025 8:21 صباحًا - بتوقيت القدس

تأخير زيارة ويتكوف.. ماذا وراء الأكمة؟

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:

د. أحمد رفيق عوض: إسرائيل تدرك أن الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة يعني اعترافاً ضمنياً بهزيمتها لذا تريد اتفاقاً آخر

د. دلال عريقات: السيناريو المرجّح الحل التدريجي بحيث يتم الإفراج عن دفعات صغيرة من الأسرى والمحتجزين بشكل متتابع

د. رائد نعيرات: تأخير زيارة ويتكوف وسيلة ضغط على نتنياهو لاستكمال المرحلة الأولى والانتقال لـمفاوضات المرحلة الثانية

د. سهيل دياب: تأخير الزيارة يشير إلى أن واشنطن لم تتبنّ بالكامل رواية نتنياهو حول تحميل "حماس" مسؤولية العرقلة

د. محمود الفروخ: الإدارة الأمريكية تسعى لإنجاح المفاوضات رغم العراقيل والمرحلة المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً لمدى الالتزام

د. أمجد بشكار: المقاومة قد توافق على تمديد المرحلة الأولى من الصفقة لكن بشروط جديدة تضمن تفاصيل دقيقة لنهاية الحرب

 

في ظل التطورات الأخيرة بشأن صفقة التبادل، يبرز تأخير زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، كأحد العوامل المؤثرة في مسار المفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وسط اعتقاد بأن تأخير زيارته تبرز كإحدى أدوات الضغط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتطبيق بنود الصفقة. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن هذا التأخير لزيارة ويتكوف يأتي في إطار محاولة الولايات المتحدة الأمريكية لمنح إسرائيل المزيد من الوقت لتهيئة شروطها في تنفيذ الصفقة، لكنّ عدداً من الكُتّاب والمحللين والمختصين وأستاذة الجامعات يرون أن التأخير قد يكون من أجل الضغط على نتنياهو للقبول بتنفيذ بنود الصفقة.


ويرون أن إسرائيل تسعى إلى فرض شروط جديدة تتناسب مع أهدافها الاستراتيجية، مستخدمة التلويح بالحرب كأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، لكن الضغوط من الوسطاء القطريين والمصريين تلعب دوراً محورياً في دفع المفاوضات نحو الأمام.


ويُشيرون إلى أن إسرائيل تدرك أن الدخول في المرحلة الثانية من صفقة التبادل يعني اعترافاً ضمنياً بهزيمتها أمام المقاومة، ما يدفعها إلى محاولة تأجيل تنفيذ الاتفاق أو إبرام اتفاق جديد بشروط مختلفة، وفي المقابل، ترفض المقاومة هذه المماطلة، وتصر على ضرورة تحقيق أهداف المرحلة الثانية لإنهاء الحرب وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

 

إسرائيل تحاول التنصل من إتمام الصفقة 

 

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د.أحمد رفيق عوض أن تأخر زيارة المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يكشف بوضوح أن إسرائيل تحاول التنصل من إتمام الصفقة بمرحلتيها الثانية والثالثة، بل إنها تسعى إلى التفاوض على اتفاق جديد بشروط مختلفة، تتناسب مع أهدافها الاستراتيجية.


ويوضح عوض أن إسرائيل تلجأ إلى التلويح بالحرب كأداة ضغط، في حال لم يتم الاستجابة لشروطها التعجيزية للدخول في المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن الاحتلال عملياً قام بتأجيل الإفراج عن ستمئة وأسيرَين، واشترط لتنفيذ ذلك إلغاء الاحتفالات الفلسطينية وإعادة أربع جثث لأسرى إسرائيليين تحتجزهم المقاومة.

 

منح إسرائيل الوقت والمساحة لمحاولة فرض إملاءاتها

 

ويرى عوض أن ويتكوف، من خلال تأخير زيارته، يمنح إسرائيل الوقت والمساحة لمحاولة فرض إملاءاتها، كما أنه يرسل رسالة ضمنية بانحيازه إلى الموقف الإسرائيلي. 


ويؤكد عوض أن المبعوث الأمريكي لا يريد أن يبدو كأنه يتبنى الموقف الإسرائيلي علناً، لكنه في الواقع يمنح الاحتلال الغطاء السياسي والدبلوماسي اللازم لمحاولة الحصول على ما تريد من الاتفاق.


ويشير عوض إلى أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أمريكي للتحرك بحرية في هذا الملف، مؤكداً أن إسرائيل لا تريد الانتقال إلى المرحلة الثانية، إلا إذا حققت نصراً مطلقاً، يتمثل في نزع سلاح "حماس"، وطردها من قطاع غزة، وفرض سيطرة أمنية كاملة على القطاع. 


ويوضح عوض أن هذه الشروط تعكس سعي إسرائيل إلى فرض واقع جديد بدلاً من تنفيذ الاتفاق بشكلٍ كامل، لكن الضغوط من الوسطاء والولايات المتحدة وأهالي المحتجزين الإسرائيليين والمقاومة تحدد ملامح المرحلة المقبلة بشكل اوضح.

ويوضح عوض أن المرحلة الثانية، وفقاً للمقاومة، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من الجانبين، وإدخال المساعدات الإنسانية، والشروع في إعادة إعمار غزة، ووقف الحرب، وهي خطوات تعتبرها إسرائيل هزيمة استراتيجية كاملة، لأنها ستؤدي إلى انهيار السردية الإسرائيلية التي تروج لها منذ بدء الحرب، والتي كانت تهدف إلى إضعاف المقاومة وإنهاء نفوذها في غزة.


ويلفت عوض إلى أن إسرائيل، بدلاً من تنفيذ المرحلة الثانية، تحاول فرض اتفاق جديد بشروطها، بما في ذلك الإبقاء على سيطرتها الأمنية على غزة، مما يعكس رغبتها في تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية من خلال المماطلة في المفاوضات.

 

أربعة سيناريوهات يمكن أن تتجه إليها الأمور

 

ويرى عوض أن هناك أربعة سيناريوهات رئيسية يمكن أن تتجه إليها الأمور: تمديد المرحلة الأولى بحيث يتم الاستمرار في تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، دون الدخول في تفاصيل المرحلة الثانية.


والسيناريو الثاني وفقاً لعوض، اللجوء إلى الحرب، حيث تهدد إسرائيل بالتصعيد العسكري إذا لم يتم الاستجابة لشروطها التعجيزية، ما يعني احتمال شن هجوم جديد على غزة كوسيلة للضغط على المقاومة.


ويشير عوض إلى أن السيناريو الثالث هو تعزيز الحصار، وذلك عبر عدم إدخال المساعدات إلى غزة، ودون انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، مع إبقاء معبر رفح مغلقاً، مما يعيد القطاع إلى سيناريو الحصار الخانق.


والسيناريو الرابع، كما يراه عوض، قبول "حماس" بشروط إسرائيلية معدلة، بحيث يتم تمديد المرحلة الأولى، دون تحقيق أي تقدم في المرحلة الثانية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل، لأنه يتيح لها كسب الوقت والحفاظ على الوضع الراهن دون أن تظهر كأنها خسرت المعركة سياسياً.


ويشير عوض إلى أن إسرائيل تدرك أن الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة يعني اعترافاً ضمنياً بهزيمتها أمام المقاومة الفلسطينية، ولذلك فهي تستخدم كل الوسائل الممكنة لتأجيل تنفيذ الاتفاق، أو إبرام اتفاق آخر، عبر فرض شروط جديدة تخدم أهدافها السياسية والأمنية. 


ويؤكد عوض أن المقاومة الفلسطينية بدورها ترفض هذه المماطلة، وتعتبر أن تحقيق أهداف المرحلة الثانية أمر ضروري لإنهاء الحرب وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

 

تأخير تنفيذ الصفقة يرتبط بعدة عوامل

 

تؤكد أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية د. دلال عريقات أن الوسطاء الدوليين توصلوا إلى تفاهم يقضي بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى خلال 24 ساعة، وبموجب الاتفاق، ستقوم حركة "حماس" بتسليم أربعة جثامين إلى الجانب المصري مباشرة دون أي مراسم احتفالية، على أن تتولى مصر تسليمها إلى الصليب الأحمر، في المقابل، ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.


وترى عريقات أن تأخير تنفيذ الصفقة يرتبط بعدة عوامل، أبرزها الحسابات التفاوضية الإسرائيلية، حيث يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إطالة أمد المرحلة الأولى، متجنباً الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. 


وتوضح عريقات أن رئيس الوفد المفاوض الإسرائيلي الجديد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، موجود حالياً في الولايات المتحدة، فيما ستكون زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة الأسبوع المقبل، ما يعني أن تأخير زيارة ويتكوف يتعلق أيضاً بحسابات التفاوض وتطورات الموقف الإسرائيلي. 

 

منح نتنياهو هامشاً أوسع للمراوغة السياسية

 

وتوضح عريقات أن تأخير المفاوضات يخدم مصلحة نتنياهو، حيث يسعى إلى إطالة أمد المرحلة الأولى من الصفقة دون الانتقال إلى المرحلة الثانية، ما يمنحه هامشاً أوسع للمراوغة السياسية.


وتشير عريقات إلى أن استمرار الضغوط الدولية، ولا سيما الوساطة القطرية والمصرية، بالإضافة إلى الضغط الأمريكي، يعد عاملاً حاسماً في استكمال الصفقة. 


وتؤكد عريقات أن تزايد الضغط على إسرائيل يعزز فرص تنفيذ المرحلة الثانية، التي يُفترض أن تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة، خصوصاً من محور فيلادلفيا، وهو ما لم يتم حتى الآن رغم بلوغ المرحلة يومها الخمسين، ما يمنح نتنياهو مبرراً إضافياً للمماطلة.


وتوضح عريقات أن الحسابات السياسية الإسرائيلية تلعب دوراً رئيسياً في تأخير التنفيذ، حيث يسعى نتنياهو إلى إبقاء الوضع غير محسوم، مستفيداً من التوازنات الداخلية والضغوط التي يواجهها من اليمين الإسرائيلي المتشدد. 

 

 المقاومة قد تلجأ لشروط جديدة أو تصعيد محسوب

 

وترى عريقات أن المقاومة الفلسطينية قد تلجأ إلى فرض شروط جديدة أو تصعيد محسوب بهدف إعادة ضبط مسار التفاوض، خاصة مع محاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة على الأرض.


وحول مستقبل الصفقة، توضح عريقات أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو الحل التدريجي، بحيث يتم الإفراج عن دفعات صغيرة من الأسرى والمحتجزين بشكل متتابع، في محاولة للإبقاء على قنوات التفاوض مفتوحة دون الوصول إلى اتفاق نهائي دفعة واحدة. 


وتشدد عريقات على أن إتمام الصفقة بالكامل مرهون بمدى التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق، محذرة من أن استمرار المراوغات الإسرائيلية قد يدفع الأوضاع نحو تصعيد جديد، أو حتى عودة الحرب المفتوحة ضد غزة.


وتؤكد عريقات أن جوهر الصفقة يكمن في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وهو أمر يعتمد على قدرة الوسطاء الدوليين على فرض التزامات واضحة على إسرائيل، لضمان تنفيذ الاتفاق وفق الجدول الزمني المحدد.

 

تأجيل زيارة ويتكوف سببه العرقلة الإسرائيلية

 

يوضح أستاذ العلوم السياسية والكاتب والمحلل السياسي د.رائد نعيرات أن تأخير زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لمنطقة الشرق الأوسط لم يكن بسبب انشغاله بملف الحرب الروسية الأوكرانية، كما زعمت التسريبات الإسرائيلية، بل جاء كوسيلة ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحمله على استكمال المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة والانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية.


ويشير نعيرات إلى أن ويتكوف كان ينوي زيارة المنطقة وفق أجندة محددة تهدف إلى تقديم رؤية واضحة بشأن المرحلة الثانية من الصفقة واستكشاف سبل تطبيقها، إلا أن نتنياهو كان المعرقل الأساسي لإنهاء المرحلة الأولى، ما دفع المبعوث الأمريكي إلى تأجيل زيارته.


ويلفت نعيرات إلى أنه بمجرد نجاح الوسطاء في حل الإشكاليات المتعلقة بالمرحلة الأولى من الصفقة، أعلن ويتكوف وصوله المرتقب إلى المنطقة الأسبوع المقبل، لاستكمال المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية، ما يؤكد أن التأجيل لم يكن لأسباب أخرى، بل بسبب العرقلة الإسرائيلية.

 

المرحلة الثانية تواجه ثلاثة إشكالات رئيسية

 

وحول مستقبل المفاوضات، يوضح نعيرات أن المرحلة الثانية تواجه ثلاثة إشكالات رئيسية: عدم استكمال المرحلة الأولى من صفقة التبادل بالكامل، خاصة في ما يتعلق بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا الحدودي بحلول السبت المقبل، وهو أحد البنود الأساسية في الاتفاق.


أما الإشكال الثاني، وفقاً لنعيرات، فهو كيفية التعامل مع المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية، مع محاولة اسرائيل تمديد وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً إضافية بدل الذهاب إلى المرحلة الثانية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان سيتم تجاوز مرحلة التهدئة والانتقال إلى إعلان رسمي لوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.


ويشير نعيرات إلى أن الإشكال الثالث للمفاوضات هو في الضمانات المطلوبة لتنفيذ الاتفاق، حيث تصر المقاومة على أن يكون للوسطاء دور واضح في تقديم ضمانات فعلية لوقف الحرب، وليس مجرد تسهيلات تفاوضية.


ويؤكد أن المرحلة الثانية من الصفقة ليست مجرد امتداد للمرحلة الأولى، بل تختلف في طبيعتها وشروطها، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة تبادل الأسرى.


ويوضح نعيرات أن المقاومة أكدت أن "المفتاح التبادلي" في هذه المرحلة سيكون مختلفاً، حيث لن يُنظر إلى الأمر على أنه مرحلة إنسانية، بل مفاوضات تبادل جنود، ما يعني أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي سيكون أكبر بكثير مقارنة بالمرحلة الأولى.

 

زيارة ويتكوف مفصلية في تحديد مسار المرحلة الثانية

 

ويعتقد نعيرات أن إحدى القضايا الجوهرية التي لا تزال قيد النقاش هي الضمانات المطلوبة لوقف الحرب، حيث تضغط المقاومة الفلسطينية من أجل إلزام الوسطاء بلعب دور ضامن وحقيقي يضمن التزام إسرائيل بالاتفاق وعدم التلاعب به.


ويؤكد نعيرات أن زيارة ويتكوف المرتقبة ستكون لحظة مفصلية في تحديد مسار المرحلة الثانية، حيث ستعتمد نتائجها على مدى استعداد إسرائيل للالتزام بالاتفاقات السابقة والتقدم نحو تنفيذ الاتفاق ووقف الحرب.

 

 ضغوط متزايدة تدفع نتنياهو للمضي في التفاوض

 

يرى أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشأن الإسرائيلي، د.سهيل دياب، أن الأزمة الأخيرة التي افتعلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تأخير الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى لم تكن مرتبطة بالمشاهد الاحتفالية للفصائل الفلسطينية كما زعم، بل تعكس أزمة سياسية أعمق تتعلق بعدم وجود إرادة إسرائيلية حقيقية للانتقال إلى المرحلة الثانية، إضافة إلى أن مستقبل الصفقة مرتبط بشكل مباشر ببقاء حكومة نتنياهو.


ويوضح دياب أن هذين العاملين سيؤديان إلى استمرار الأزمات في الفترة المبلة، حيث سيسعى نتنياهو إلى إبطاء تنفيذ الصفقة أو تعديل مسارها بما يخدم بقاءه السياسي.

 

ويرى دياب أن تأخر زيارة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف يشير إلى أن الإدارة الأمريكية، رغم دعمها لإسرائيل، لم تتبنّ بالكامل رواية نتنياهو التي تحاول تحميل "حماس" مسؤولية العرقلة.


ويشير دياب إلى أن تصريحات ويتكوف والرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأخيرة تعكس تراجعاً في تقبل هذا الطرح، سواء داخل المجتمع الإسرائيلي أو على المستوى الدولي، ما يضع نتنياهو أمام ضغوط متزايدة تدفعه للمضي قدماً في التفاوض.

 

  1. نتنياهو يسعى لخلق "مرحلة انتقالية" بين المراحل
  2.  

ويبيّن دياب أن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة هو: ما الذي يريده نتنياهو، وما الخيارات التي لا تزال متاحة له؟ 


ويعتقد دياب أن نتنياهو يسعى إلى خلق "مرحلة انتقالية" بين المراحل المتفق عليها، بحيث لا يعود إلى الحرب الشاملة كما كانت، لكنه في الوقت ذاته لا يُقدم على إنهائها بالكامل، ما يسمح له بالمناورة لتحقيق عدة أهداف استراتيجية.


ويحدد دياب ثلاثة أهداف رئيسية لنتنياهو من هذه المناورة: تمرير الميزانية في شهر آذار/ مارس المقبل، حيث إن عدم إقرارها قد يؤدي إلى انهيار حكومته، وكذلك إقرار قانون التجنيد، وهو ملف حساس بالنسبة للأحزاب الدينية (الحريديم) في ائتلافه، الذين هددوا بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية تضمن إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، وتجاوز استحقاقات شهر رمضان، حيث يخشى من تصاعد التوترات الأمنية في ظل استمرار الحرب وعدم وضوح مسار المفاوضات.


إضافة إلى هذه الملفات الثلاثة، يشير دياب إلى أن نتنياهو يواجه تحدياً قانونياً خطيراً، إذ وصلت قضاياه في المحكمة إلى مراحل متقدمة قد تهدد مستقبله السياسي بشكل مباشر، ما يجعله أكثر حرصاً على كسب الوقت والاستمرار في السلطة بأي وسيلة ممكنة.

 

المرحلة المقبلة ستكون الأكثر حساسية

 

ويلفت دياب إلى أن المرحلة المقبلة ستكون الأكثر حساسية، حيث ستحدد ما إذا كان بالإمكان استمرار الاتفاق الحالي أم لا، في ظل الواقع المتأزم عالمياً وإقليمياً وداخل إسرائيل نفسها.


وعلى الصعيد الداخلي، يوضح دياب أن نتنياهو عالق بين تيارين متضادين: من جهة، هناك رأي عام إسرائيلي متزايد يطالب بوقف الحرب ويدعو إلى إتمام الصفقة، وسط تراجع الثقة في نتنياهو، ومن جهة أخرى، يواجه ضغوطاً من شركائه في الائتلاف الحاكم، خاصة الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تهدد بإسقاط حكومته إذا لم يلتزم بمواصلة الحرب وتحقيق "انتصار حاسم" على "حماس".


ويعتقد دياب أن المؤشر الأول لاتجاه الأحداث سيكون اليوم 43 من الاتفاق، وهو الموعد الذي يُفترض أن تبدأ فيه إسرائيل تنفيذ انسحاب تدريجي من بعض مناطق قطاع غزة خاصة محور فيلادلفيا. 


ويؤكد دياب أن الطريقة التي ستتعامل بها الحكومة الإسرائيلية مع هذا الالتزام ستوضح ما إذا كان نتنياهو مستعداً للانتقال إلى المرحلة الثانية، أم أنه سيواصل التهرب والمماطلة بحثاً عن مزيد من الوقت والمكاسب السياسية.


ويعتقد دياب أن الأيام العشرة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الصفقة ومسار الحرب، حيث ستظهر مدى تأثير الضغوط الداخلية والدولية على نتنياهو، وما إذا كان سيتمكن من تمرير خطته لخلق "مرحلة بين المراحل"، أم أنه سيضطر في النهاية للاستجابة لمطالب التفاوض الجاد وإنهاء الحرب.

 

مرحلة دقيقة تتطلب إعداداً دقيقاً واستراتيجيات ضغط فعالة

 

يعتقد الكاتب الصحفي د.محمود الفروخ أن تأخير زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يأتي في سياق منح مساحة أوسع للوسطاء من جهة، ولإسرائيل وحركة "حماس" من جهة أخرى، لاستكمال المشاورات حول مطالب كل طرف بخصوص المرحلة الثانية من المفاوضات. 


ويرى الفروخ أن هذه المرحلة ستكون أكثر تعقيداً وصعوبة مقارنة بالمرحلة الأولى، الأمر الذي يتطلب إعداداً دقيقاً واستراتيجيات ضغط فعالة.


ويوضح الفروخ أن ويتكوف، الذي يعد رجل أعمال ناجحاً قبل أن يكون مبعوثاً سياسياً للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يتحرك وفق عقلية "الصفقات الترمبية"، التي تعتمد على الضغط القوي على كلا الطرفين من أجل انتزاع مواقف تصب في صالح التوصل إلى اتفاق نهائي، وهو ما يخدم نجاحه الشخصي كمبعوث يتمتع بصلاحيات واسعة ودعم مباشر من الإدارة الأمريكية. 


ويشير الفروخ إلى أن ويتكوف سبق أن أظهر حزماً شديداً خلال المرحلة الأولى من المفاوضات، عندما مارس ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أسهم في إعادة دفع المفاوضات إلى مسارها بعد تعثرها مؤخراً بسبب رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الأخيرة من الاتفاق، تحت ذرائع "واهية".


ويلفت الفروخ إلى أن نتنياهو يتعمد وضع العراقيل أمام كل مرحلة من مراحل تنفيذ الاتفاق، سواء عبر التذرع بالعروض الاحتفالية العسكرية لحركة "حماس" أو بافتعال ذرائع أخرى تهدف إلى التهرب من تنفيذ استحقاقات المفاوضات. 


ويرى الفروخ أن الضغوط الداخلية في إسرائيل، إلى جانب إدراك الإدارة الأمريكية محاولات نتنياهو التلاعب بالاتفاق لتحقيق أهدافه الشخصية، قد يدفعانه إلى تنفيذ ما تبقى من استحقاقات المرحلة الأولى، خصوصاً في ظل التزام حركة "حماس" بتنفيذ التزاماتها رغم الخروقات الإسرائيلية المتكررة.

 

ويتكوف يعمل بشكل حثيث على إنجاح المرحلة الثانية

 

ويعتقد الفروخ أن المبعوث الأمريكي يعمل بشكل حثيث على إنجاح المرحلة الثانية، حيث أعلن إرسال الفرق الفنية للمفاوضات إلى القاهرة والدوحة، مؤكداً استعداده لحضور هذه المحادثات شخصياً إذا استدعى الأمر، ما يعكس جدية الإدارة الأمريكية في تحقيق تقدم ملموس على هذا الصعيد.


ويشدد الفروخ على أن الموقف الأمريكي الحالي يسعى لإنجاح المفاوضات رغم العقبات والعراقيل التي تضعها إسرائيل، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً لمدى التزام الأطراف بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، خاصة في ظل ضغوط محلية ودولية متزايدة على حكومة نتنياهو.

 

إعطاء دور أكبر للوساطة القطرية والمصرية

 

يعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د.أمجد بشكار أن المشهد السياسي الحالي يشهد تأرجحاً واضحاً بين تأخير زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبين عدم التزام إسرائيل بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ضمن المرحلة الثانية من الصفقة. 


ويشير بشكار إلى أن المعلن رسمياً هو أن تأخير الزيارة جاء بسبب تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، لكن في الواقع، فإن السبب الرئيسي يكمن في محاولة إعطاء دور أكبر للوساطة القطرية والمصرية، بهدف سد الذرائع التي يختلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


ويؤكد بشكار أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد المرحلة الأولى من الصفقة، والتهرب من الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ في الثالث من شباط/ فبراير الجاري. 


ووفقاً لبشكار، فإن تأخير زيارة المبعوث الأمريكي مرتبط بشكل وثيق بمحاولة نتنياهو إلغاء الاتفاق بدعم أمريكي ضمني، حيث تدعم الولايات المتحدة أي موقف إسرائيلي في العلن، لكنها في الوقت ذاته غير معنية بتجدد الحرب في غزة.


ويشير بشكار إلى أن نتنياهو يدرك تماماً أن الالتزام بالاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية يعني فعلياً نهاية الحرب، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يقودها، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية عليه، لا سيما من شركائه في اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش. 

 

نتنياهو يماطل بالتنسيق مع واشنطن

 

ويوضح بشكار أن نتنياهو يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة بالتنسيق مع واشنطن، بهدف إبقاء الحرب مستمرة لفترة أطول، واستغلال ذلك لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.


ويرى بشكار أن الوضع الحالي يُمكن تلخيصه في محاولتين: الذهاب إلى اتفاق مع المقاومة لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، وإدارة المفاوضات بطريقة تؤخر بدء المرحلة الثانية، دون إعلان رسمي بذلك.


ويوضح بشكار أن إسرائيل لم تبدأ رسمياً بالتفاوض حول تفاصيل المرحلة الثانية، وما يجري حالياً هو مرحلة بينية حساسة، يسعى خلالها كل طرف لتعزيز موقفه التفاوضي. 


ويؤكد بشكار أن المقاومة تمتلك ورقة الأسرى الإسرائيليين، وهي ورقة قوية تستخدمها للضغط على إسرائيل، خصوصاً أن أي قرار إسرائيلي بتوسيع الحرب قد يعني حكم إعدام لهؤلاء الأسرى.


ويعتقد بشكار أن المقاومة قد توافق على تمديد المرحلة الأولى، لكن بشروط جديدة تضمن تفاصيل دقيقة لنهاية الحرب. 


ويشير بشكار إلى أن السبت المقبل من المفترض أن يشهد انسحاباً إسرائيلياً من محور فيلادلفيا، وهو الملف الذي قد يُستخدم كورقة تفاوضية، إلى جانب ملف ستمئة وأسيرين تأخر الإفراج عنهم، وأربع جثث لأسرى إسرائيليين.

 

ارتباك داخلي إسرائيلي

 

ويؤكد بشكار أن نتنياهو يواجه مشاكل داخلية كبيرة، أبرزها أزمة التجنيد في إسرائيل، والتي ستتصاعد خلال الأسبوع المقبل، حيث إن نتنياهو يدرك أن المضي قُدماً في تنفيذ المرحلة الثانية في هذا التوقيت سيؤدي إلى ارتباك داخلي، قد يُسرّع من تفكك ائتلافه الحكومي.


ويعتقد بشكار أن الأسباب الحقيقية للمماطلة من نتنياهو ليست أمنية أو تفاوضية، وإنما تتعلق بحسابات داخلية، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية لم يتم التفاوض على تفاصيلها بعد، رغم تصريحات نتنياهو التي توحي بعكس ذلك.


ويرى بشكار أن الولايات المتحدة ستضغط في نهاية المطاف نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية، لأن صانع القرار الأمريكي يدرك أن السبيل الوحيد لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، سواء أكانوا أحياءً أم أمواتاً، هو عبر المفاوضات التدريجية والالتزام بمراحل الاتفاق.


ويشير بشكار إلى أنه مع ذلك قد تسعى واشنطن مؤقتاً إلى تمديد المرحلة الأولى بشروط معدلة، بما يتيح لإسرائيل الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين قبل الدخول في المرحلة الثانية، التي ستكون حتمية في النهاية.

دلالات

شارك برأيك

تأخير زيارة ويتكوف.. ماذا وراء الأكمة؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل يوم واحد

وراء الحاكمة أن امريكا تدرك جيدا أن نتنياهو يماطل كعادته وليؤجل محاكمته ولكن ماذا بعد

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 28 فبراير 2025 8:30 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.06

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 732)