نسبت وكالة رويترز الاثنين لمسؤولين أميركيين ومصدر مطلع على القرار يوم الاثنين إن إدارة ترامب ألغت أمرًا صدر في عهد الرئيس السابق جو بايدن موجهة لإسرائيل والذي يتطلب من الحكومة الإسرائيلية الإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي المتعلقة بالأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة من قبل الحلفاء.

وقد فرضت مذكرة الأمن القومي رقم 20 (NSM-20)، التي وقعها بايدن العام الماضي، على جميع الدول التي تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة الالتزام كتابيًا بأنها لن تستخدمها لاستهداف المدنيين أو تقييد المساعدات الإنسانية.

كانت الدول ملزمة بالفعل بالالتزام باستخدام الأسلحة بما يتماشى مع القانون الدولي، لكن مفهوم الالتزام المكتوب كان جديدًا كما كانت توجيهات المذكرة لوزارة الخارجية بإبلاغ الكونجرس بشأن هذه المسألة.

وقد وافق بايدن على التوقيع على المذكرة وسط ضغوط من الديمقراطيين التقدميين الذين كانوا يتطلعون على وجه التحديد إلى الحد من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، لأنها تُستخدم لإيذاء المدنيين في غزة.

وقد تجنب تقرير وزارة الخارجية الصادر بعد عدة أشهر من المذكرة التوصل إلى قرار مفاده أن إسرائيل كانت تسيء استخدام المساعدات الأمنية الأميركية بالفعل، مما أثار غضب المشرعين التقدميين وراء NSM-20.

وقال التقرير الذي صدر في شهر أيار 2024 "إن إسرائيل ربما انتهكت القانون الإنساني الدولي لكن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا من تحديد حالات محددة من الانتهاكات التي أضرت بالمدنيين بسبب فوضى الحرب".

وكان من المفترض أن تقدم إدارة ترامب في الأشهر المقبلة تقريرًا إلى الكونجرس عن تقييمها الخاص لسلوك إسرائيل.

واستشهدت صحيفة واشنطن بوست بأمر أصدره مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايكل والتز في 21 شباط بإلغاء NSM-20.

وأحالت وزارة الخارجية الأسئلة إلى البيت الأبيض، الذي لم يستجب على الفور لطلب التعليق.

وقال السناتور الأميركي كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، وهو مؤيد رئيسي للرقابة من قبل الكونجرس على مبيعات الأسلحة الأميركية، إن قرار إلغاء المذكرة كان "مخزيًا".

وقال فان هولين في بيان: "إنه إهانة لأمننا القومي وحقوق الإنسان العالمية ومكانتنا في جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "هذه الخطوة تقوض أيضًا حق دافعي الضرائب الأميركيين في ضمان استخدام دولاراتهم بما يتماشى مع قوانيننا ومصالحنا الوطنية". "إنه مثال واضح آخر على لامبالاة ترامب الصارخة بالقيم الأميركية. هذه ليست أمريكا أولاً - إنها أميركا في تراجع".

يشار إلى أن الرئيس ترامب وقع على أمر تنفيذي دعا إلى مراجعة جميع مذكرات الأمن القومي الصادرة في عهد بايدن فور دخوله البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني 2025، كما قام بإلغاء قرار السابق بايدن بتجميد شحنة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل إلى إسرائيل، والتي كانت سارية منذ الربيع الماضي بسبب المخاوف من أن يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مكتظة بالسكان ويسبب ضررًا مدنيًا غير ضروري.