فلسطين
الإثنين 24 فبراير 2025 8:30 صباحًا - بتوقيت القدس
نتنياهو أمام خيارات مصيرية.. يحاول تشغيل محركات العودة إلى الإبادة
القدس- خاص بـ"القدس" دوت كوم
د. غسان الخطيب: إسرائيل ستعود إلى عدوانها على القطاع سواء قبل المرحلة الثانية أو بعدها لأنها لم تحقق نصراً كافياً
د. عبد الوهاب القصاب: مخرجات زيارة ترمب إلى الرياض قد تكون عاملاً حاسماً في تحديد موقفه من الأزمة في قطاع غزة
منصور أبو كريم: إجراءات "حماس" تُعد استفزازاً للاحتلال بمؤسستيه العسكرية والسياسية وتزيد من احتمالات التصعيد
د. سعيد شاهين: أستبعد أن تقدم المقاومة على أي فعل يمكن أن يمنح الاحتلال أيّ ذريعة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار
عبد معروف: اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية وعربية أخذ مساراً ليس من السهل التراجع عنه
وديع عواودة: خيار الحرب الذي تلوّح به حكومة اليمين المتطرف ليس سهلاً لأن جيشها يعاني من إنهاكٍ ونزيفٍ كبيرين
المتابع لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو وما يصدر عنهم من تهديد ووعيد، وآخرها بعد خطأ تسليم جثة بديلة عن جثة الإسرائيلية شيري بيباس، وبعد اقتحامه الاستعراضي لمدينة طولكرم، يعتقد أن العودة للحرب قاب قوسين أو أدنى، وأن ما يحصل لا يعدو كونه "استراحة محارب"، لاستعادة أكبر عدد من المحتجزين الإسرائيليين قبل العودة إلى لغة المدافع والطائرات والقصف والقتل والتدمير وربما التهجير القسري.
ومما يزيد من هذه المخاوف هو "استعراضات القوة" الأسبوعية التي تنفذها المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، أثناء عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين، وما يتخلل ذلك من انتشار مكثف للمقاتلين بأسلحتهم التي غنموها من الجيش الإسرائيلي والتنظيم والترتيب غير المسبوق، وهو ما يثير حفيظة دولة الاحتلال بكافة مستوياتها السياسية والعسكرية، وفي الوقت ذاته يثير حنق الشارع الإسرائيلي على نتنياهو وائتلافه اليميني، الذي لطالما تبجح بأنه ألحق خسائر فادحة بالمقاومة، ليتضح أن كل ما فعله هو قتل وجرح قرابة مئتي ألف فلسيطيني غالبيتهم من المدنيين، وإلحاق دمار هائل بكل المباني والبنى التحتية في القطاع.
كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے" لم يستبعدوا أن تعود دولة الاحتلال إلى عدوانها، معتبرين أن إجراءات "حماس" تُعد استفزازاً للمؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيليتين، وتزيد من احتمالات التصعيد مجدداً. لكنهم اعتبروا أن مخرجات زيارة ترمب إلى الرياض قد تكون عاملاً حاسماً في تحديد موقفه من الأزمة في قطاع غزة.
استئناف الحرب على غزة احتمال مرتفع جداً
المحلل السياسي الدكتور غسان الخطيب يرى أن استئناف الحرب على غزة احتمال مرتفع جداً، بل يكاد يكون حتمياً للأسف، مشيراً إلى أن ذلك قد يحدث قبل المرحلة الثانية أو بعدها.
وقال الخطيب "إن من غير الواضح ما إذا كان التفاوض سيسمح بالانتقال إلى المرحلة الثانية، أو سيؤدي إلى جسر بين المرحلتين، أو ربما يؤدي إلى مواجهة بينهما.
وأضاف: "سواء قبل المرحلة الثانية أو بعد انتهائها، فإن إسرائيل ستعود حتماً إلى استئناف عدوانها على قطاع غزة، موضحاً أن السبب في ذلك يعود للوضع السياسي الداخلي في إسرائيل الذي يعكس شعوراً عاماً، سواء لدى الجمهور والنخبة السياسية، بأن الأمور لا تسير في صالح إسرائيل. كما أن الموازين الحالية تشير إلى أن حركة حماس لا تزال تسيطر على قطاع غزة، وهو ما تعتبره إسرائيل هزيمة، أو على الأقل عدم تحقيق نصر كافٍ، ما سيدفع القيادة الإسرائيلية لتعديل صورتها، وخصوصاً في ظل الاستعداد للانتخابات المقبلة، وإلى محاولة تجديد القتال لتعديل الموازين لصالحها.
وأشار الخطيب إلى أن وقف إطلاق النار الحالي انتهى بطريقة غير مواتية لإسرائيل وفق تقديرات معظم الأوساط السياسية فيها، الأمر الذي انعكس سلباً على نتائج استطلاعات الرأي العام لصالح نتنياهو ومن يمثله.
ترمب فتح من حيث المبدأ باب تهجير سكان القطاع
وأكد الخطيب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فتح الباب، من حيث المبدأ، لموضوع تهجير سكان غزة، وهو أمر مغرٍ جداً لإسرائيل، لكنه ليس بالضرورة بنفس الطريقة الحرفية التي تحدث بها ترمب، مثل نقل مليوني فلسطيني من غزة إلى سيناء أو الأردن.
وأوضح أن إسرائيل تدرك أن لديها خبرة ومعرفة تفوق هذا الطرح المباشر، لكنها معنية بالمبدأ نفسه، أي أن ترمب أقرَّ مبدأ التهجير، أما كيفية تحقيقه، فهي مسألة تخطط لها إسرائيل بأساليب مختلفة.
ووفقاً للخطيب، فإن ما يجري حالياً في إسرائيل يتطلب أمرين أساسيين: ممارسة مزيد من الضغط على المجتمع في غزة، لدفعه إلى قبول فكرة المغادرة، والسيطرة على جميع المنافذ الحدودية، سواء البرية أو البحرية، مع قطاع غزة، لترتيب عمليات الهجرة التي تسعى إليها إسرائيل.
زيارة حاسمة ومهمة إلى الرياض
من جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب القصاب، عضو المعهد العالمي للتجديد العربي وزميل أقدم زائر في المركز العربي - واشنطن، إن مخرجات زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إلى الرياض قد تكون عاملاً حاسماً في تحديد موقفه من الأزمة في قطاع غزة، لا سيما أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدداً من الزعماء العرب، برعاية ولي العهد السعودي.
وعما إذا كانت العودة للحرب ممكنة لما تحمله من مخاطر التهجير بالتقتيل وفتح ممرات آمنة لخروج الغزيين عبر إسرائيل، وإذا كان هذا السيناريو ممكن الحدوث، أضاف القصاب: " ما نتوقع حصوله يعتمد على نتيجة زيارة ترمب إلى الرياض حيث سيلتقي الرئيس الروسي بوتين، وربما زعماء عرب آخرين برعاية ولي العهد السعودي، الذي سيوظف موقعه كمضيف وإمكانات دولته لتعديل موقف ترمب. وهذا أمر محتمل، نظراً لأن ترمب رجل صفقات ينظر إلى كل شيء من زاوية الربح والخسارة، ومن هنا فإن التعاون مع السعودية، وتبني وجهة النظر العربية قد يكون مكسباً له وليس خسارة".
ترمب يواجه ضغوطاً عدة بسبب دعمه مجرم حرب
وأوضح القصاب أن "ترمب يواجه ضغوطاً متعددة يجب أن يأخذها في الاعتبار عند اتخاذ قراراته، خاصة أنه يدعم مجرم حرب (نتنياهو) مداناً من قبل محكمة تعترف بها الولايات المتحدة وتمولها. كما أن إسرائيل نفسها موصومة ككيان محتل بموجب قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهي مؤسسة تعترف بها الولايات المتحدة ولديها ممثل فيها عندما قضت بقرارها حول بطلان الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
لذا، فإن هذين العاملين يشكلان ضغطاً كبيراً على الإدارة الأمريكية الحالية، على الرغم من التغلغل الصهيوني في دوائر صنع القرار الأمريكية.
وأشار إلى أن هناك تململاً واضحاً داخل الحزب الجمهوري، حيث أبدى بعض قادته عدم رضاهم عن انحياز ترمب الواضح لدعم مجرم حرب مدان، لدرجة أن الأخير اضطر إلى تفادي الطيران فوق دول أوروبية تلتزم بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، خوفاً من تنفيذ أوامر ضبط وإحضار بحقه.
وأكد القصاب أن ترمب قد أوقع نفسه في التزامات يصعب عليه الإيفاء بها، خصوصاً مع تصاعد التحديات الداخلية التي يواجهها في الولايات المتحدة، إلى جانب عدم رضا أوروبا وكندا، وهما من أهم حلفاء واشنطن، عن مواقفه.
وختم القصاب تصريحه لـ "القدس" بالقول: "كما ذكرت سابقاً، فإن قمة الرياض ستكون حاسمة في حل هذه الأزمة، إذا أحسن العرب، بقيادة السعودية، استغلال الفرصة التي أتاحها لهم ترؤسهم لهذه القمة. "فلننتظر ونرى".
تهديدات إسرائيلية وأمريكية بعودة الحرب بصورة أشد
بدوره، قال الكاتب والباحث منصور أبو كريم إن توقف الصفقة عند المرحلة الأولى هو سيناريو متوقع، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بعودة الحرب بصورة أشد، نتيجة عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها حتى الآن. كما أن الاستعراضات العسكرية في غزة تشكل مصدر قلق للمستوى السياسي والشعبي في إسرائيل، وتؤجج الغضب الداخلي تجاه قطاع غزة وحركة حماس.
وأضاف أبو كريم: إن عودة الحرب وانتهاء الصفقة عند المرحلة الأولى يُعد أحد الخيارات المطروحة نظراً للمتغيرات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، واستمرار الغضب الشعبي الإسرائيلي تجاه ممارسات حماس، لا سيما فيما يتعلق بملف الأسرى وتسليم رفات الإسرائيليين.
وأشار إلى أن إجراءات حركة حماس تُعتبر استفزازاً للمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، ما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري مجدداً.
وأكد أن هذا السيناريو قد يساعد إسرائيل في تنفيذ مخطط ترمب لتهجير سكان قطاع غزة إلى الخارج، وهو مخطط يخدم إسرائيل ديمغرافياً واستراتيجياً، لأنه يقلل الكثافة السكانية على حدودها الجنوبية، والتي شكلت على مدار الصراع عامل ضغط مستمراً.
التركيز على الضفة بعد الانتهاء من غزة
وأوضح أبو كريم أن إخراج الفلسطينيين من غزة سيمكن إسرائيل من التركيز على الضفة الغربية، وتكرار نفس السيناريو هناك، في ظل مساعي سموتريتش وبن غفير لتحقيق ما يُعرف بـخطة "حسم الصراع"، والذي يدفع باتجاه طرد الفلسطينيين قسراً من الضفة لاعتبارات دينية، سياسية، وأمنية.
وختم أبو كريم حديثه لـ "القدس" بالقول: إن احتمالية توقف الصفقة عند المرحلة الأولى وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية هو أمر متوقع، نظراً لحسابات داخل الحكومة الإسرائيلية، وسعي نتنياهو للحفاظ على ائتلافه الحكومي، إضافة إلى استغلال وجود ترمب في البيت الأبيض كعامل مساعد لتحقيق أهداف الحرب.
واضاف: كما أن هذا السيناريو قد يُساهم في تنفيذ مخطط التهجير القسري، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والأمني والديمغرافي للصراع.
المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة كبيرة
من جهته، قال أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل الدكتور سعيد شاهين إن المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة كبيرة وقدمت تنازلات مقابل وقف حرب الإبادة التي حولت غزة الى منطقة غير قابلة للحياة.
واستبعد أن تقدم المقاومة الفلسطينية على أي فعل يمكن أن يمنح المحتل الإسرائيلي أية ذريعة لخرق الإتفاق والبدء في جولة جديدة من العدوان على غزة.
وأضاف شاهين: "ومع ذلك يبقى خيار استئناف الحرب قائماً ما دام نتنياهو يستجيب لابتزازات الفاشية الدينية وغلاة المتطرفين من اليمين الحاكم، الذي يتطلع للقضاء على حركة حماس بعد جولات تبادل الأسرى والرسائل التي بعثتها المقاومة لإسرائيل وحلفائها بأنها لا زالت تمسك بزمام الأمور، ولم تضعف كما تصورت إسرائيل وداعموها.
تهديدات ترمب تشجع نتنياهو وزمرته
وتابع: ما يجعل حكومة نتنياهو المتطرفة أكثر تشدداً باتجاه استئناف العدوان هو ترديد ترمب لتصريحه المثير بخصوص تحويل غزة إلى جحيم في حال أخلت المقاومة الفلسطينية بالاتفاق، ما شجع نتنياهو وزمرته على محاولة التنصل من الاتفاق عبر عدم الالتزام ببنوده، وخاصة إدخال المواد الاغاثة وإزالة الأنقاض وإخراج الجرحى.
ويرى أن هذا الأمر يدفع حركة حماس لإبداء حرص شديد على تنفيذ بنود الاتفاق خشية تملص نتنياهو الذي يواجه ضغوطاً من اليمين المتشدد غير مسبوقة، وتفويت الفرصة عليهم لمنع تنفيذ تهديداتهم وخططهم الرامية إلى تهجير سكان غزة.
وأكد شاهين في ختام تصريحه لـ "القدس" أن المقاومة لا زالت تمتلك القدرة على الدخول في أية مواجهة قادمة.
العدوان الإسرائيلي على القطاع والضفة سيستمر بأشكال مختلفة
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد معروف إن الهدف الآني لحرب الإبادة الاسرائيلية في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وسحق وتدمير حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وأشار إلى أن الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي هو تعميم حالة اليأس والإحباط في صفوف الشعب الفلسطيني وتحقيق خطوة متقدمة باتجاه تصفية القضية الوطنية الفلسطينية.
وأوضح معروف أن العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني سوف يستمر في قطاع غزة والضفة الغربية بأشكال مختلفة، في ظل المراهنة الإسرائيلية على قوتها وتجبرها، وفي ظل ضعف وتراجع البنية السياسية والعسكرية الفلسطينية بالمقارنة عما كانت عليه خلال السنوات الماضية أو على الأقل مقارنة بالقدرات الفلسطينية قبل عملية طوفان الأقصى.
ويرى أن تل أبيب تراهن في استمرار عدوانها على حالة الانقسام الفلسطيني، وعدم قدرة الفصائل على توحيد موقفها تجاه القضايا المصيرية، وباتجاه الخيارات السياسية.
وقال: إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يرى أنه الأقوى وفي موقع المنتصر، ويراهن على قوته وتجبره ويراهن على حالة التفكك والانقسام الفلسطيني.
سيطرة عسكرية على القطاع وفتح ممرات آمنة للهجرة
وأكد معروف أن الصراع سوف يستمر بأشكال مختلفة في قطاع غزة، ولكن ليس على الشكل الذي كان عليه العام الماضي، لافتاً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية وعربية أخذ مساراً ليس من السهل التراجع عنه، ولن تكون هناك فرصة لحرب واسعة في قطاع غزة، كما كانت خلال عام ونصف.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على استمرار العدوان لتحقيق أهدافها من خلال:
- السيطرة العسكرية براً وبحراً وجواً على قطاع غزة، وتوجيه الضربات العسكرية والغارات الجوية والتوغل البري بين الفترة والأخرى.
- فتح ممرات آمنة في كل الاتجاهات لتسهيل خروج وهجرة الغزيين الطوعية من قطاع غزة بعد أن تتحول الحياة في القطاع إلى جحيم.
- استمرار الضغط الإسرائيلي الأمريكي والعربي أيضاً على الطرف الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات تضمن الأمن والاستقرار للدولة العبرية.
وذكر معروف أنه أمام المشهد العسكري والسياسي القائم في قطاع غزة اليوم وامتداداته إلى الضفة الغربية والإقليم، ليس من المتوقع تعطيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وعزا ذلك إلى أن لطرفي الصراع مصلحة في وقف الحرب الشاملة ومواصلة تنفيذ الاتفاق، خاصة تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تحت ضغط أسر وعائلات الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية، وحماس والفصائل تحت ضغط الوضع الداخلي السياسي الفلسطيني والظروف الإنسانية التي يتعرض لها القطاع.
وأضاف: "من الممكن أن تلجأ حكومة نتنياهو إلى المماطلة والتسويف وكسب الوقت والتأجيل، وستبقى حماس والفصائل في غزة تعمل على استعراض قوتها والتمسك بثوابتها وشعاراتها ورفض سياسة الابتزاز الإسرائيلية، لكن ذلك لن يمنع من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق".
تصعيد بهدف الضغط على حماس والعرب لتقديم تنازلات
من جانبه، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، وديع عواودة، أن خيار الحرب الذي تلوّح به إسرائيل ليس سهلاً من الناحية العملية، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من الإنهاك والنزيف الكبير، في ظل استعجال الإدارة الأمريكية للتوصل إلى صفقة سياسية أوسع.
وأوضح عواودة أن التصعيد العسكري هو جزء من الضغط على حركة حماس والعرب، بهدف دفعهم إلى تقديم تنازلات، سواء فيما يتعلق بسلطة حماس في غزة أو ملف السلاح.
ورأى أن الأولوية الحالية هي ممارسة الضغط والذهاب نحو تسوية، لكن ذلك مشروط بحفاظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ائتلافه الحكومي، خاصة في ظل الضغوط الداخلية الكبيرة.
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الأولى من الحرب وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية بشكل مباشر، كما ينص الاتفاق الإطاري الأصلي، لأن المرحلة التالية تتضمن أبعاداً سياسية حاسمة، مثل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية.
إسرائيل تتجه نحو سيناريو التسوية !
وأضاف عواودة: إن نتنياهو ينتظر تحقيق عدة أهداف قبل اتخاذ أية خطوة حاسمة، أبرزها تثبيت ائتلافه الداخلي، والحصول على مزيد من الدعم والمساعدات من واشنطن، إلى جانب تكثيف الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الدول العربية لإيجاد حل لمسألة حماس، حيث يتم دفع الحركة إلى الاختيار بين بقائها في السلطة أو مستقبل قطاع غزة بأكمله.
وختم عواودة حديثه لـ "القدس" بالتأكيد على أن قراءته المستندة إلى معطيات إسرائيلية مختلفة تدفعه إلى الاعتقاد بأن إسرائيل تتجه نحو سيناريو التسوية، لكنه لا يزال مرتبطاً بعوامل داخلية وإقليمية معقدة.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الرئيس يقدم للقمة العربية الطارئة الرؤية الفلسطينية لمواجهة التحديات في المرحلة المقبلة

ترامب: لن أفرض خطة غزة.. وفوجئت برفض مصر والأدرن
602 أسيرا فلسطينيا يُطلَق سراحهم السبت وإسرائيل تؤكد استلام قائمة رهائنها
"إسرائيل" تعطل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين و"حماس" ترد
بدء تسليم الدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين في غزة
وفاة أسير محرر إثر سقوطه من علو في العيسوية
قمة الرياض ومصير القضية الفلسطينية

الأكثر قراءة
وفاة أسير محرر إثر سقوطه من علو في العيسوية
602 أسيرا فلسطينيا يُطلَق سراحهم السبت وإسرائيل تؤكد استلام قائمة رهائنها
نتنياهو من مخيم طولكرم: أصدرت الأوامر بتعزيز القوات في الضفة الغربية
«حماس» تعلن تسليم جثمان الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس
"عيوننا عليكم".. رسائل الاحتلال الإسرائيلي على مباني رام الله
ترامب: لن أفرض خطة غزة.. وفوجئت برفض مصر والأدرن
عضو كنيست: يائير نتنياهو ضرب والده بنيامين ونُفي إلى أميركا

أسعار العملات
الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.54
شراء 3.53
دينار / شيكل
بيع 5.0
شراء 4.99
يورو / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 693)
شارك برأيك
نتنياهو أمام خيارات مصيرية.. يحاول تشغيل محركات العودة إلى الإبادة