قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، يوم الخميس ، إنه وجاريد كوشنر، صهر الرئيس، يناقشان جمع المسؤولين التنفيذيين في مجال العقارات للتوصل إلى خطة لإعادة إعمار غزة.

وقال ويتكوف على خشبة المسرح في محادثة مع كوشنر في مؤتمر "إف 11 II Priority " في ميامي، وهو تجمع للمسؤولين التنفيذيين في مجال الأعمال برعاية صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية: "نتحدث عن جمع الناس معًا من جميع أنحاء العالم، والمخططين الرئيسيين والمطورين والمهندسين المعماريين، والتحدث عن الأفكار وما إلى ذلك".

في وقت سابق من هذا الشهر، قال ترامب إن "الولايات المتحدة ستستولي على قطاع غزة" وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وقال ترامب إن سكان غزة يمكن نقلهم إلى الدول العربية المجاورة وعليهم أن يغادروا غزة ولا يعودوا إليها . وقد رفضت معظم دول العالم فكرة ترامب، حيث أثارت تصريحاته موجة من الإدانات من الشرق الأوسط وأوروبا، التي قالت إن تهجير الفلسطينيين من غزة يرقى إلى مستوى التطهير العرقي وهو أمر غير قانوني وفقًا للقانون الدولي.

وبحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال " عن شخص مطلع على الأمر، كان ويتكوف يعمل على خطة محتملة لعقد قمة في البيت الأبيض من شأنها أن تجمع بين مطوري العقارات وغيرهم من قادة الأعمال لبدء جهود إعادة البناء في غزة. ولا تزال خطة مثل هذه القمة في مراحلها المبكرة، وستكون أول جهد للإجابة على أكبر الأسئلة المعلقة، مثل أين سيبدأ البناء وكيف سيتم إزالة الحطام مع وجود أكثر مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.

وقال الشخص إن القمة ستشمل عرضًا عامًا، ربما مع رافعات كبيرة وقطع أخرى من المعدات المبهرة. ومن المحتمل أن يُطلب من الشركات كيفية التعامل مع القضايا اللوجستية والفنية والمتفجرة، بما في ذلك كيفية اكتشاف القنابل والتعامل مع الأنفاق تحت الأرض التي يستخدمها مقاتلي حماس والتعامل مع الأشخاص الذين لا يريدون مغادرة المنطقة.

وكرر ويتكوف من على خشبة المسرح في المؤتمر، فكرة أن غزة ليست مكانًا مناسبًا للعيش.

وقال "عليك أن ترى الدمار الذي يحدث هناك اليوم في غزة. هناك 30 ألف قذيفة غير منفجرة في كل مكان هناك. الظروف مروعة، لا أعرف لماذا يريد أي شخص أن يعيش هناك اليوم. إنه أمر غير منطقي بالنسبة لي".

من جهته وصف كوشنر، صهر ترامب في الماضي ممتلكات غزة المطلة على الواجهة البحرية بأنها "قيمة للغاية" وقال إن أفضل نهج سيكون "إخراج الناس ثم تنظيفها". قال كوشنر سابقًا إنه لن يشارك في أي عملية صنع سياسة لإدارة ترامب. كما قال إنه يواصل تقديم المشورة لفريق ترامب من موقعه في القطاع الخاص.

خلال حديثهما، قال ويتكوف إنه قرر الابتعاد عن عمله في تطوير العقارات وتولي دور مبعوث الشرق الأوسط لأن كوشنر أقنعه بذلك.

وكان ترامب والعديد من أقرب حلفائه، بما في ذلك ويتكوف وكوشنر، مطورين عقاريين قبل دخولهم السياسة. وقد سلطت الكثير من المحادثات على خشبة المسرح الضوء على هذه التجربة.

على سبيل المثال، قال ويتكوف إنه في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بدا الأمر وكأنه صفقة عقارية أصبحت أكثر صعوبة لأن أياً من الطرفين لن يجلس على نفس الطاولة للتفاوض.

وفي حين أن اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي يتضمن خطة مدتها من ثلاث إلى خمس سنوات لإعادة بناء غزة، لا يعتقد ويتكوف أنه من الممكن تحقيق ذلك في غضون هذا الإطار الزمني.

وقال ويتكوف من على خشبة المسرح في المؤتمر: "هذا ليس شيئاً يمكن إكماله في خمس سنوات. إنه ليس ممكناً فعلياً. لا يمكنك بناء مبنى سكني في مانهاتن في خمس سنوات".

كما قال ويتكوف قال الخميس، إن خطة الرئيس دونالد ترامب لغزة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وإن الحديث عن مستقبل غزة يتحول نحو كيفية إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين.

يشار إلى أنه في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن مصر تعمل على وضع إطار لخطة إعادة إعمار غزة بالشراكة مع الجامعات والشركات الاستشارية المصرية، وأن البلاد لديها القدرة على إعادة بناء قطاع غزة في غضون ثلاث سنوات مع السماح لسكان غزة بالبقاء هناك.

ويشير تقرير أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي هذا الأسبوع إلى أن تكاليف إعادة إعمار غزة ستتجاوز 50 مليار دولار على مدى العقد المقبل.