Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 17 فبراير 2025 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

بصمود الغزيين وجهود الوسطاء.. سحب الفتيل من صاعق التهجير!

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. رفعت سيد أحمد: إيقاف الأطماع الإسرائيلية الأمريكية في غزة يكون عبر تفعيل المبادرة المصرية لإعادة الإعمار دون تهجير

د. مخيمر أبو سعدة: صمود وقف إطلاق النار يعود إلى جهود الوسطاء وضغط الشارع الإسرائيلي للاستمرار في صفقة التبادل

د. علي الأعور: الجمهور الإسرائيلي هو الذي يملك زمام المبادرة الآن.. وقرار إسرائيلي بوقف الحرب سوف يعلن رسمياً خلال أيام

عبد الناصر أبو عون: الإفراج عن الأسرى خاصة "المؤبدات" يحمل بُعداً نضالياً وإنسانياً ويعزز الشعور بالانتصار لدى الفلسطينيين

عصمت منصور: صمود الهدنة وانتظام إطلاق سراح الأسرى رغم العقبات يعودان إلى وجود مصلحة مشتركة واتفاق واضح بين الأطراف

عادل شديد: المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار تتضمن استحقاقات سياسية كبيرة ولا تقتصر على الجوانب الإغاثية أو إطلاق سراح الأسرى

 

أجواء الاحتقان والترقب التي سادت عقب إعلان حركة "حماس" وقف تنفيذ صفقة التبادل منتصف الأسبوع الماضي، احتجاجاً على عدم التزام دولة الاحتلال ببنود الاتفاق، وتحديداً عدم السماح بالمعونات الإغاثية من بيوت متنقلة وخيام ورافعات وآليات ضخمة، تراجعت مع إتمام تبادل الدفعة السادسة من المرحلة الأولى عقب تدخل حثيث بذله الوسيطان المصري والقطري، بالتزامن مع تحركات الشارع الإسرائيلي للضغط على حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو من أجل المضي في تنفيذ الصفقة لاستعادة أبنائهم المحتجزين في قطاع غزة منذ ما يزيد عن ستة عشر شهراً.


قرار "حماس" تجميد تنفيذ الصفقة قبل أيام استفز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي توعد بالجحيم إذا لم تطلق "حماس" كافة الأسرى دفعة واحدة. كما قابلته إسرائيل بالتهديد والوعيد، خاصة أن نتنياهو الذي ذهب إلى خيار التبادل مكرهاً، بعد فشله في استعادة أسراه بالقوة المفرطة، لم ترق له ولا لشركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف أمثال بن غفير وسموتريتش المشهدية التي ترافق عمليات التبادل سواء في مناطق غزة، والحضور الكبير للمقاومين، أو في رام الله حيث الاستقبال الحاشد للأسرى المحررين بعد سنوات طويلة في غياهب السجون، إضافة إلى حالة الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي حول الحرب وأهدافها المتحققة.


كتاب ومحللون تحدثوا لـ"ے"، قالوا إن صمود وقف إطلاق النار يعود إلى جهود الوسطاء وضغط الشارع الإسرائيلي للاستمرار في صفقة التبادل، لكنهم رأوا أن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيداً لأنها تتضمن استحقاقات سياسية كبيرة ولا تقتصر على الجوانب الإغاثية أو إطلاق سراح الأسرى. وأوضحوا أن إيقاف الأطماع الإسرائيلية الأمريكية في غزة يكون عبر تفعيل المبادرة المصرية لإعادة الإعمار دون التهجير.

 

صفقة التبادل ستكتمل على الأقل بمرحلتيها الأولى والثانية

 

وقال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي المصري، إن دلالات صمود الهدنة تكمن أولاً، في الضغط الإسرائيلي الداخلي من قبل المعارضة، ومن قبل أسر الأسرى على الحكومة الحالية، لكي تكتمل الصفقة على الأقل في شقيها أو مرحلتيها الأولى والثانية، ثم يتحركون بعد ذلك نحو التخريب والتدمير، كما بشّر نتنياهو وترمب.


وأشار إلى أن الصفقة ستتم، وسيجري الإفراج عن الأسرى، سواء الأحياء أو الأموات، وكذلك الأسرى الفلسطينيين بالمقابل.


وأكد أحمد أن الطمع الإسرائيلي والأمريكي في قطاع غزة لن يتوقف، بل سيظل مستمراً، لأن هناك هدفاً كبيراً مخفياً منذ بداية الحرب، وهو إنشاء قناة البحرين من إيلات إلى البحر الأبيض المتوسط عبر شمال غزة، مضيفاً: إن هذا هدف إسرائيلي وأمريكي لاستمرار خط يربط الهند بشمال المتوسط لنقل البضائع والغاز والبترول، وهو خط استراتيجي تطمح إليه أمريكا.


ولفت إلى أن هناك مطلباً بأن يكون الشمال الإسرائيلي مؤمناً، وكذلك الجنوب الإسرائيلي، من قبل شمال غزة، وهذا سيتطلب ترتيبات أمنية كبيرة بين الإسرائيليين.


وأكد أن إيقاف هذه الأطماع التاريخية، والطمع في غاز غزة، وغير ذلك، يكون عبر تفعيل المبادرة المصرية لإعادة الإعمار دون التهجير، وهي المبادرة الذكية التي أطلقتها الإدارة المصرية بالتعاون مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج.

 

القمة العربية المقبلة ستكون "قمة غزة"

 

وقال أحمد "إن هذه المبادرة ستُطرح في القمة العربية القادمة، التي ستكون "قمة غزة"، والمقرر عقدها في 27 نوفمبر. ومن المحتمل أن تنجح هذه الاتفاقية في إفشال المخطط الإسرائيلي-الأمريكي لتهجير أهل غزة، ومن ثم استعمارها تحت غطاء إعادة الإعمار.


وأوضح أن ترمب قال "كلمة حق يُراد بها باطل"، ومصر فهمت ذلك، فقامت بمحورين: الأول، تأجيل زيارة الرئيس المصري لكي لا يُهان في غزة، والثاني، تفعيل ورقة الإعمار دون التهجير، لأن مصر مقتنعة بأن هذا ممكن. فمثلاً، اليابان دُمّرت في الحرب العالمية الثانية، وألمانيا كذلك، لن بقي اليابانيون والألمان في بلادهم، وأُعيد الإعمار، وأصبحتا من أكبر وأهم دول العالم، والمهم هو صدق النية.


وأضاف أحمد: "لدينا المال، وهو مال عربي، لكن الهدف الأمريكي-الإسرائيلي هو سرقة هذا المال واستعمار غزة تحت ذريعة الإعمار بأموال عربية. لذا، يمكننا أن نقود هذا المشروع بأنفسنا، وعلى القادة العرب أن يدركوا ذلك. مصر فهمت الخطر إلى حدٍّ ما، فالمسألة لم تعد مجرد احتلال، بل أصبح الخطر على العروش والجيوش وقواعد الحكم.


ويرى الخبير المصري أن الدول العربية، خاصة مصر، فهمت أن الهدف الأساسي هو العروش والجيوش ، ولهذا قدمت هذه الورقة، وفرص نجاحها قائمة. ولكن هناك متغيراً أهم، وهو أن المقاومة وأهل غزة باقون، وهذا ما لم يكن في حسبان ترمب. المهم أن تصل الأموال العربية لإعمار غزة، والقمة العربية القادمة تمثل فرصة ذهبية يمكن من خلالها تحقيق هذه الورقة، بحيث تبقى غزة وأهلها، مع إعادة إعمارها من جديد.

 

تهديدات ترمب ليست السبب في استمرار عملية التبادل 

 

من جانبه، قال الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن صمود اتفاق وقف إطلاق النار حتى اللحظة يعود بالدرجة الأساسية إلى مسألتين:


المسألة الأولى، الجهود الكبيرة والجبارة التي تُبذل من جانب الوسطاء، وخاصة من جانب مصر وقطر، من أجل استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وضمان صموده.


وقال: "كما تعلمون، فقد صرّح الرئيس الأمريكي ترمب قبل عدة أيام بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بحلول الساعة 12 من يوم السبت، فسيحلّ الجحيم في غزة والمنطقة.


وأضاف: "أنا لا أعتقد أن تصريح ترمب هو ما أدى إلى استمرار عملية تبادل الأسرى، بل أرى أن الجهود التي بذلتها مصر وقطر هي الدافع الأساسي وراء ذلك.


أما المسألة الثانية وفق ابو سعدة، فهي أن نتنياهو والكابينيت الإسرائيلي أبقوا الباب موارباً، حيث لم يلتزموا تماماً بتصريحات ترمب، بل قالوا إنه إذا التزمت حماس باتفاق وقف إطلاق النار وأطلقت سراح ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين، فإن إسرائيل ستلتزم بدورها بوقف إطلاق النار. وهذا يعود إلى ضغط الشارع الإسرائيلي، حيث بدأ الإسرائيليون، وخاصة عائلات الرهائن، بالتحرك بقوة وفعالية، لا سيما بعد إطلاق سراح ثلاثة رهائن الأسبوع الماضي، ظهرت عليهم علامات الضعف والهزال والإرهاق.


وأشار إلى أن هناك خوفاً كبيراً لدى عائلات الرهائن من أن استمرار احتجازهم لدى المقاومة قد يؤدي إلى مقتلهم أو عدم عودتهم أحياء. وعليه، فإن هذين السببين – أي دور الوسطاء (مصر وقطر) وضغط الشارع الإسرائيلي – هما ما أديا إلى صمود اتفاق وقف إطلاق النار، رغم تحريض المتطرفين في إسرائيل، مثل سموتريتش وبن غفير وغيرهما، على عدم الالتزام به.

 

تعرض نتنياهو لضغوط من الوسطاء وعائلات المحتجزين

 

ويرى أبو سعدة أن هؤلاء يعتبرون تصريحات ترمب فرصة يجب اغتنامها للعودة إلى الحرب وتهجير الفلسطينيين. وأضاف: مع ذلك، يبدو أن نتنياهو تعرض لضغوط من الوسطاء وعائلات الرهائن، ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد حتى المرحلة الثانية، أو ما إذا كانت هناك بالفعل مرحلة ثانية وثالثة من الاتفاق. لذا، علينا الانتظار لمعرفة ما سيحدث في الأسبوع السادس من المرحلة الأولى.


أما فيما يتعلق بالخطة المصرية لإعادة الإعمار، أكد أبو سعدة أنها جاءت رداً على مخططات الرئيس الأمريكي ترمب التي تهدف إلى تهجير سكان غزة والسيطرة عليها، ثم إعادة بنائها وتحويلها، كما وصفها، إلى "ريفيرا الشرق الأوسط".


وأوضح أن مصر، باعتبارها الأكثر حرصاً على مستقبل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، تتخذ هذا الموقف بناءً على تاريخ طويل من الدعم. فمنذ نكبة عام 1948، وقفت مصر إلى جانب الفلسطينيين، وخاضت عدة حروب من أجل القضية الفلسطينية، ولذلك فإن موقفها الحالي ليس جديداً، بل هو امتداد لمواقفها التاريخية.

 

التهجير يمثل خطراً على الأمن القومي المصري

 

وأضاف: "مصر تدرك أن مشروع التهجير سيمثل خطراً على الأمن القومي المصري، وسيسهم في تشتيت القضية الفلسطينية، وربما تصفيتها بالكامل. لذا، تعمل مصر على خطة لإعادة الإعمار وبناء غزة مع الحفاظ على وجود الشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع تهجيره".


وأكد أبو سعدة أن هذه الخطة سيتم تبنيها في القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري، ومن ثم سيتم عرضها على الولايات المتحدة باعتبارها مشروعاً يحظى بدعم عربي واسع.


وقال: "هذه الخطة تحظى حالياً بدعم كبير من السعودية والأردن ودول عربية أخرى، وعند انعقاد القمة العربية، سيكون هناك التفاف عربي حولها لمواجهة خطتي ترمب والتهجير.

 

73 أسيراً إسرائيلياً لدى حماس والمقاومة

 

بدوره، قال المختص في النزاعات الإقليمية والدولية د. علي الأعور إن الجمهور الإسرائيلي هو من يقود هذه المرحلة، نظراً لوجود 76 أسيراً إسرائيلياً، مشيراً إلى أنه مع الإفراج عن ثلاثة أسرى السبت، يتبقى 73 أسيراً لدى حركة حماس والمقاومة.


وأضاف: "الجمهور الإسرائيلي هو الذي يملك زمام المبادرة الآن، وهو الذي يقرر طبيعة المرحلة المقبلة، نظراً إلى أن نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة كل أسير إسرائيلي، خصوصاً بعد أن تبيّن أن بعض الأسرى ما زالوا على قيد الحياة، رغم المزاعم السابقة بمقتلهم جراء القصف الإسرائيلي".


وتابع الأعور: إننا أمام مرحلة جديدة عنوانها "الأسرى الإسرائيليون"، حيث بدأ الجمهور الإسرائيلي بالتأثير بشكل كبير على القرار السياسي والأمني داخل إسرائيل. كما أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور "نتساريم"، وانسحاب لواء "جفعاتي" من شمال قطاع غزة، يعكس وجود قرار إسرائيلي بإنهاء الحرب، ولم يتبقَّ سوى أيام للإعلان رسمياً عن ذلك.

 

الهدنة صامدة رغم الخروقات الإسرائيلية

 

وأشار إلى أن الهدنة ما زالت صامدة رغم الخروقات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن هناك معطيات داخلية وخارجية ساهمت في صمودها، ومنها الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى، التي شملت 36 أسيراً محكوماً بالمؤبد، إضافة إلى 330 أسيراً من قطاع غزة، ما يجعلها صفقة مهمة تحمل عنوان "أسرى المؤبدات يتنفسون الحرية".


وأوضح الأعور أن الهدنة صمدت رغم التصريحات النارية لعدد من القادة الإسرائيليين، مثل إسرائيل كاتس، وبتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وبنيامين نتنياهو، الذين تبنّوا مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي حدد ساعة 12 ظهراً موعداً لإعادة جميع الأسرى.


وأشار إلى أن الإسرائيليين وحدهم من قرأوا المشهد الفلسطيني جيداً، وأدركوا أن حركة حماس ما زالت موجودة في قطاع غزة، وأن العودة إلى الحرب ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً، سواء على المستوى العسكري أو في عدد الضحايا المدنيين.


كما أكد أن الجمهور الإسرائيلي بدأ يدرك أن ترمب مجرد رئيس استعراضي، يطلق التصريحات بعيداً عن الواقع، وبعيداً عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما جعله غير قادر على تقديم حلول حقيقية للنزاع.


وفي سياق آخر، أشار الأعور إلى أن الرفض المصري العلني لمخطط التهجير الذي طرحه ترمب، يتجلى في موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي امتنع عن زيارة الولايات المتحدة للقاء ترمب، ما يعني إفشالاً كاملاً لهذا المشروع.

 

خطة إعمار مصرية بديلة للتهجير

 

كما كشف أن مصر قدمت خطة بديلة للتهجير، تتضمن العودة إلى غزة والبدء في إعادة الإعمار فوراً، مما ساهم في إعلان وفاة مشروع ترمب رسمياً.


وأوضح أن 73 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا لدى حماس، وأن نتنياهو لا يستطيع تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية لاستمرار احتجازهم، مما جعل 70% من الجمهور الإسرائيلي يطالب بتنفيذ الصفقة بالكامل والمضي قدماً في المرحلة الثانية منها.


وختم الأعور حديثه بالتأكيد على أن هذه التطورات تعكس قدرة الجمهور الإسرائيلي على التأثير في القرار الأمني والسياسي في إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تنفيذ الاتفاق بشكل كامل واستمرار الهدنة بين حماس وإسرائيل.

 

 

نجاح الجهود الإقليمية والدولية في منع الانفجار

 

من جهته، أكد الكاتب الصحفي عبد الناصر أبو عون أن صمود وبقاء الهدنة في قطاع غزة واستمرار الإفراج عن دفعات الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً أصحاب الأحكام المؤبدة، يحمل دلالات سياسية ووطنية عميقة.


وقال: "إن الثبات على وقف إطلاق النار يعكس بقوة نجاح الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في منع انفجار الموقف مجدداً، وهو مؤشر على أن هناك إرادة سياسية كبيرة تسعى للحفاظ على الاستقرار النسبي رغم التحديات الماثلة.


وأضاف أبو عون: "أما الإفراج عن دفعات من الأسرى، لا سيما من ذوي الأحكام العالية، فهو يحمل بعداً نضالياً وإنسانياً، إذ يعزز الشعور بالانتصار لدى الفلسطينيين، ويؤكد أن قضايا الأسرى ستظل حاضرة في أي تفاوض سياسي أو ميداني.


وأشار إلى أن إطلاق أصحاب المؤبدات تحديداً يشير إلى تحولات في ميزان التفاوض، حيث باتت بعض الخطوط الحمراء التي كانت إسرائيل تفرضها سابقاً تتراجع تحت الضغوط السياسية الكبيرة.

 

الإعمار دون المساس بالديموغرافيا الفلسطينية

 

واوضح أبو عون أنه بالتزامن مع ذلك، تأتي الخطة المصرية للإعمار دون تهجير سكان غزة لتشكل تأكيداً على الموقف العربي الداعم للحقوق الفلسطينية.


ويرى أن مشروع إعادة الإعمار دون المساس بالديموغرافيا الفلسطينية هو بمثابة رفض واضح لأية محاولات لفرض واقع جديد من التهجير القسري أو التغيير الجغرافي في القطاع، وهو أمر يعزز صمود الأهالي ويمنحهم الأمل بإعادة بناء ما دمره العدوان بتنسيق عربي وإقليمي.


وأكد أبو عون في ختام تصريحه أن هذه التطورات تظهر أن غزة ليست وحدها، وأن هناك حراكاً سياسياً متواصلاً يسعى للحفاظ على ثوابتها الوطنية، في وقت تحاول فيه الأطراف المختلفة فرض رؤاها على المشهد الإقليمي.

 

المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون أكثر تعقيداً

 

ويرى الصحفي والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن المرحلة الأولى من الاتفاق تقترب من نهايتها، فيما تستعد الأطراف للانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستكون أكثر تعقيداً بسبب أبعادها السياسية.


وأوضح منصور أن صمود الهدنة حتى الآن وانتظام إطلاق سراح الأسرى رغم العقبات يعود إلى وجود مصلحة مشتركة واتفاق واضح بين الأطراف، حيث تعتمد العملية على تبادل الأسرى والمساعدات، ما يجعلها أسرع نسبياً. إلا أن المرحلة الثانية ستكون أكثر صعوبة، نظراً لتداخل قضايا سياسية حساسة فيها، بما في ذلك مسألة الحكم في غزة، ودور الجيش الإسرائيلي، ومستقبل الحرب، مما ستكون له تداعيات على حكومة نتنياهو وائتلافه السياسي، إضافة إلى الوضع في غزة وإعادة الإعمار.


وأشار منصور إلى أن خطة الإعمار المصرية ترتبط بشكل مباشر بتحديد الجهات المسؤولة عن تنفيذها وتمويلها، متسائلاً: "من سيشرف على الإعمار؟ وهل سيتم تمويله في ظل وجود حماس؟ وما هو مصير حماس في هذه المعادلة؟" مؤكداً أن خطة الإعمار تعني في جوهرها خطة سياسية لغزة، وهو ما يتطلب تفاهمات مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

 

تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية

 

وأضاف: "مصر تجد نفسها مضطرة للبحث عن إجابات لهذه التساؤلات والتوصل إلى توافقات بين الأطراف الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشدداً على ضرورة التزام السلطة وحماس ببذل جهود حقيقية لتجاوز العقبات وتهيئة الظروف للانتقال بسلاسة إلى المرحلة الثانية.


وحذر منصور من أن أي تعثر في هذه المرحلة قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذرائع لتعطيل الاتفاق، مشيراً إلى أن الجميع يسعى حالياً لإجهاض "صفقة ترمب" التي تهدف إلى تهجير أهالي غزة.


وأكد منصور أن مواجهة هذه المخططات تتطلب تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لإزالة العقبات وقطع الطريق أمام أي محاولات لإفشال الاتفاق.

 

الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لن يكون سهلاً

 

أما المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، فأكد بدوره أن صمود الهدنة واستمرار إطلاق سراح دفعات الأسرى يعكس مصلحة مشتركة لكل من فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، وكذلك لحكومة الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي، لإنجاح هذه المرحلة على الأقل.


وأوضح شديد أن الفصائل الفلسطينية تسعى إلى استكمال جميع المراحل حتى الوصول إلى الانسحاب العسكري التام ووقف إطلاق النار بشكل نهائي.


 كما أشار إلى أن هناك جدية لدى الوسطاء في إنجاح الهدنة، رغم الأزمة التي واجهتها خلال الأسبوع الماضي، لا سيما بعد التصريحات المثيرة للجدل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أثارت مخاوف من تصعيد يهدد المنطقة برمتها.


ورغم نجاح تنفيذ الدفعة السادسة من إطلاق سراح الأسرى، حذر شديد من أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لن يكون أمراً سهلاً، مشيراً إلى احتمال انهيار الاتفاق في ظل عاملين أساسيين: الأول، معارضة الجناح اليميني المتشدد داخل الحكومة الإسرائيلية حتى للمرحلة الأولى، والثاني، أن المرحلة الثانية تتضمن استحقاقات سياسية كبيرة، لا تقتصر على الجوانب الإغاثية أو إطلاق سراح الأسرى أو انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، بل تشمل انسحاباً تاماً ووقفاً نهائياً لإطلاق النار، وهو ما يجعلها أكثر تعقيداً.

دلالات

شارك برأيك

بصمود الغزيين وجهود الوسطاء.. سحب الفتيل من صاعق التهجير!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 3 أيام

كلما اوقدوا نارا اطفىها الله ويسعون في الأرض فسادا والا لا يحب المفسدين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 667)