كانت الطفلة جنات المطور في غرفتها، تحتضن شقيقها الذي يصغرها بخمس سنوات، عندما أصابت عينها شظايا رصاصة، أطلقها جيش الإبادة خلال اقتحامه بيت عينون في مدينة الخليل، قبل أيام، حيث انهمر الرصاص في جميع الاتجاهات، كما لو أنها ساحة حرب.
مثل جنات ذات الثمانية أعوام، يتعرض الأطفال في المدن والقرى والبلدات والمخيمات في الضفة للإرعاب اليوميّ، من قِبَل جنودٍ عائدين للتوّ من حرب الإبادة في غزة، وقد استبدّت بهم شهوة القتل، ولمّا يرتووا بعد من دماء الضحايا من الأطفال والنساء، الذين كانوا هم الأهداف المضمَرة لسعير المجمرة.
بالذخيرة الحيّة، أُصيب عشرات الأطفال والشيوخ خلال مناورةٍ لقوات الاحتلال في نابلس، المكتظة أسواقُها وشوارعُها بالمارة وطلبة المدارس، بينما توحّشَ الجنود، وعرقلوا وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين.
وبالذخيرة الحية، اقتحمت قوات القمع أمس معتقل "عوفر"، وسط تعتيمٍ إعلاميّ على ما يتعرض له المعتقلون فيه من إرعابٍ وتنكيل، فوق ما يُكابدون من أوجاعٍ وتجويع، تسبّبت باستشهاد العديد منهم تحت التعذيب.
يوماً بعد يوم، تتوالى الإبادة فصولاً في جميع محافظات الضفة، حيث تجري عمليات التقتيل والتنكيل والتهجير والتجريف والتهديم في المخيمات والبلدات، دون أن تُحرك تلك الجرائم المجتمع الدولي الذي تحكمه قوانين الغاب والصدمة والإرعاب، لتحقيق الأرباح من إنشاء "الريفييرا" والمشروعات الكبرى على الأطلال، وفوق الجثث وأكوام الركام.
إنها خطة الحسم التي قصّ "سموتريتش" شريطها الافتتاحيّ في حوارة قبل مجيء الطوفان، الذي انتظره على شوق، وفتح عينه الجائعة لقضم المزيد من الأرض، بعد إخلائها منسكانها، ليَسهُل هضمها.
شارك برأيك
بالذخيرة الحية!