إن المشهد الكارثي في غزة يهيء لبيئة طاردة، ويدفع بالكثيرين من سكان قطاع غزة وخاصة الشباب للبحث عن فرص عمل خارج غزة، وأخاف أن تصبح الهجرة واقعاً يبحث عنه ابن غزة مرغماً، فالكارثة ضربت أبسط مقومات الحياة، وإذا بقي الوضع كما هو بمعنى لا تغيير في طريقة إدارة غزة سيعطي المبررات لاستمرار العدوان على غزة، وما أقصده أن يكون هناك تشارك مع الكل الفلسطيني في حكم غزة، حتى لا يعطي العالم مبرراً لإسرائيل باستمرار عدوانها، فقط هي الوحدة التي تضم الكل الفلسطيني، هذا هو الحل الفلسطيني الذي يمكن حكم الضفة وغزة من الكل الفلسطيني، ولم أطرح فقط فتح وحماس، بل قصدت الجميع من خلال رغبة الشعب الفلسطيني، وهو الذي يقول كلمته لأنه أي الشعب من قدم ويقدم التضحيات ويجب أن يُعطى فرصته في اختيار طريقة إدارة البلاد، إذاً ليس هناك خلاص إلا بالوحدة، وعلى الفصائل أن تأخذ هذا الدور التاريخي في فرصة الولاء للوطن الواحد، لأنه دون ذلك سوف تصبح الحياة في فلسطين أقرب إلى الموت، ويصبح البحث عن طريق الهروب أمراً طبيعياً ولن يجرؤ أحد على اتهام المغادر بالخيانة، لأن الظروف الحالية التي يعيشها، وإذا استمرت يصبح الاستعداد للخروج من غزة دون تردد، ولا ننسى خلال الحرب خرج من غزة أكثر من مئة ألف شخص ودفع كل واحدٍ منهم خمسة الآف دولار، ولا نلوم أحداً حتى هناك من هاجر طوعاً من الضفة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية. علينا أن لا نقلل من جدية تصريحات ترامب العبثية ولكن نخاف أن تصبح الأفكار المستحيلة موضوعاً قابلاً للحوار والنقاش، وهنا الخطورة حتى الأسرائيليون صدِموا من تصريحات ترامب الأخيرة وخطته للاستيلاء على غزة، إنه جنون! ولمواجهة هذا الجنون فقط بالوحدة الوطنية والعمل على سحب ذرائع الاحتلال، والتركيز على توفير مقومات الحياة للصمود، ولا ننسى البناء على الجهد السياسي والدبلوماسي في كل العالم لتعزيز الرواية الفلسطينية وخاصة أنه أصبح هناك من يسمع ويقتنع ويردد ويدافع عن القضية الفلسطينية عالمياً.

 أما بالنسبة للعرب، علينا تعزيز رفضهم لمشاريع التهجير، وإذا كان ترامب مريضاً بجنون العظمة أمثال هتلر وغيره، فنحن الفلسطينيون لنا نعمة الصمود في وجه أي مؤامرة تحاول إلغاء حقنا في حياة كريمة على أرضنا، علينا أن نعزز مطلبنا في حق العودة من القُرى التي هجّر منها الفلسطينيون. جاء الوقت للرد على ترامب بحقنا في العودة إلى كل فلسطين، ودائماً أُنهي بأن الله وحده القادر على تغيير الحال وإنهاء الظلم في عالم يحكمه الشرير.