أمس، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، بعد تلكّؤٍ بطعم التملّص، قبل أن تُسحب الذرائع التي كلّفت شهداء وجرحى، وتدمير مبانٍ ومنشآت، ضاعفت من فاتورة المعاناة لمن ترقّبوا وقف الإبادة على أحرّ من المجمرة المستعِرة.

وإلى حيّز التنفيذ، دخلت استقالة أُولى الأثافي، الذي قال إنه مبدئيّ، ولا يبحث عن كرسيّ، وهو الذي ما إن جلس عليه حتى اندفع للنفخ في كير الأزمات، لتنفيذ ما في رأسه من أحلامٍ ومخططات.

أغرب ما قرأته عن سيرة بن غفير أنه اصطحب شريكته في اليوم الأول لوداعه العزوبية لزيارة قبر مُلهمه غولدشتاين، وهي سيرةٌ تُلخّص مسيرته، وتكشف ما يصوغ فكره وسلوكه.

وإلى حيّز التنفيذ، ستدخل بعد اثنين وأربعين يوماً استقالة سموتريتش، وحينها ينهار الحجر الثاني في الأثافي الثلاث، ذلك أنه رهنَ بقاءه بوعد عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو الوعد الذي لن يتمكن "الثعلب" من الوفاء به عندما يحين موعده، حتى وإن منحه اليوم "شيك بدون رصيد"، كي يمنع الانهيار المبكر لائتلاف الأصولية التوراتية.

بعد ذلك، لن يطول سقوط ثالثة الأثافي عندما يذوب الثلج ويبان المرج، ويُجلَب "الثعلب" للحساب عن ارتكاباته، وتوظيفه الأيديولوجيا لخدمة مصالحه، وإطالة عمره السياسي الذي ستُقصّره المرحلة الأخيرة من الصفقة، ويخرج وشركاؤه من الحياة السياسية، لتنفتح آفاقٌ رحبة، وتحولاتٌ كبرى أمام الشعب الفلسطيني، كواحدةٍ من تبعات زلزال السابع من أكتوبر.