Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 16 نوفمبر 2024 10:12 صباحًا - بتوقيت القدس

السياحة في المدينة المقدسة... غطرسة السياسة الإسرائيلية تخنق عنق السياحة الفلسطينية

القدس - "القدس" دوت كوم - محمد زحايكة




سامي أبو دية: من الصعب أن تعود السياحة إلى طبيعتها قبل بداية 2026 ومضطرون للتكيف والتأقلم.. ولكن إلى متى؟

أسامة صلاح: هذه السنة أسوأ السنوات على السياحة في المدينة وإذا استمر الوضع كذلك فسينهار القطاع السياحي

أليكس نصار: وضع السياحة في القدس سيئ جداً وللأسف هذا القطاع الحيوي أول ما يصاب وآخر ما يتم تضميد جراحه

سامر نسيبة: بالكاد تعافينا من وباء كورونا حتى دهمتنا الحرب المتواصلة لتُعمّق الأزمة ولنواجه تحدي القدرة على الصمود 

رمزي قبطي: الوضع السياحي تضرر بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر خاصة بالنسبة للأسعار وغياب السياحة الوافدة

موسى جرجوعي: مداخيل السياحة بالقدس صفر بسبب غياب المداخيل.. وصمود بعض الفنادق ناتج عن وجودها منذ زمن طويل 

رائد سعادة: ضاق الخناق علينا.. والانفتاح على السياحة القادمة من الأردن قد يحمي المؤسسة الفندقية المقدسية من الاندثار

طوني خشرم: تراجع السياحة تسبّب بأزمات اجتماعية و"تفقير" وزيادة البطالة وانعكس سلباً على الحركة التجارية في المدينة

 

 

أوصاف كثيرة يمكن إسباغها على السياحة في مدينة القدس التي باتت تعاني من خسارات بالملايين نتيجة لاستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، وامتدادها لتشمل لبنان، إلى جانب الاعتداءات المتصاعدة في باقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، وما يرافق ذلك التصعيد من توترات متعاظمة في المنطقة. ومن بين هذه الأوصاف أن السياحة تُعد بمثابة بترول أو نفط القدس، وهي عصب الاقتصاد ومحرك الدائرة الاقتصادية في مختلف مجالات الحياة. ونظرة سريعة على واقع القدس السياحي تجعلنا ندرك طبيعة الأخطار المحدقة التي تتربص بهذا القطاع الحيوي الذي وصف أيضاً بأنه بقرة القدس الحلوب التي لا يجف ضرعها، بالرغم من المآسي والكوارث التي تنزل على رأس المدينة المقدسة منذ عقود طويلة تحت الاحتلال. في هذا الجدول الذي أطلعنا عليه الراصد السياحي طوني خشرم، نستبين خطورة الوضع السياحي على هذه المرافق الخدمية السياحية: 45 مكتب سياحة وافدة،  19فندق تضم 1100 غرفة فندقية، 12 بيت ضيافة،  450 غرفة فندقية في الأديرة والهوستيلات (النزلات)، 298 دليلاً ومرشداً سياحياً مقدسياً، 296 حافلة سياحية، 52 مطعماً سياحياً متوسطاً وصغيراً، 350 محل سوفنيير(تحف شرقية)، 8 ورشات خزف سيراميك، 15 مشغل مجوهرات ذهب وفضة وخرز، 4 مشاغل فضة خالصة، مشغلا جلود.


النجاح والخسارة مرتبطان بالوضع السياسي


رأى رجل الأعمال سامي أبو دية أن مستقبل الوضع بشكل عام، بما فيه القطاع السياحي، ليس في أيدينا.  فما يقرر نجاحنا أو خسارتنا هو الوضع السياسي. وهذا من شأنه أن يزيد من خشيتنا وقلقنا في غياب السند والدعم والظهير . 

وأوضح ابو دية عندما نقدم على الاستثمار نضع حساباتنا وفق الأيام الصعبة التي ممكن ان تخيم على المشهد العام وتترك أثارها على القطاع السياحي. ونحن مطلعون على تاريخ البلد وندرك ونعرف خبايا وخفايا منطق الاستثمار  ونعمل جهدنا للسير وفق أفضل الحسابات، رغم أنه لا يمكن توقع ان تكون الأمور محسوبة بشكل كامل نتيجة للاحداث غير المتوقعة  والمفاجئة في منطقة غير مستقرة أمنياً وسياسياً.

وأكد أن هذا هو الواقع وعلينا التكيف والتاقلم معه، ولا توجد طريقة أخرى. وأشار إلى أنه في حال استمرار الحرب، فنحن جميعاً مقدمون على مأزق كبير، خاصة أنه من الصعب الوصول إلى اتفاق مع البنوك الاسرائيلية "إذا كان وضعك صعباً وعليك ديون بعكس الوضع مع البنوك العربية التي من الممكن التوصل معها إلى حلول". 

 وذكر أبو دية أن أول تسعة أشهر من عام 2025 تعتبر في عداد الضائعة، وأن السياحة من  الصعب أن تعود إلى طبيعتها قبل بداية عام 2026 في حال استؤنف تدفق السياحة الوافدة بدءاً من أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني من العام المقبل. 

وأشار أبو دية إلى أنه يواصل تنفيذ مشروع استثماري سياحي خاص في بيت لحم، هو عبارة عن فندق 140 غرفة، فليس أمامه خيار آخر، رغم قتامة المشهد في القطاع السياحي على وجه الخصوص.


السياحة تراجعت بنسبة تقارب 87%


وصف رجل الأعمال أسامة صلاح هذه السنة بأنها من أسوأ السنوات التي تمر على السياحة في مدينة القدس، حيث تراجعت بنسبة ما يعادل أو ما يقارب 87%. وأعرب عن عدم ارتياحه، لأنه ولا جهة رسمية قد تبنت دعم القطاع السياحي، وإذا استمر الوضع على هذا الحال سنة أخرى، فإن القطاع السياحي في المدينة سوف ينهار بشكل تام. 

ورأى أن على أصحاب الفنادق أن يجدوا صيغة معينة للاتحاد، والمطالبة بحقوقهم من الجهات الرسمية حتى يتمكنوا من مواصلة الصمود. وتوقع أنه في حال انتهاء الوضع القائم الآن فمن المحتمل خلال سنتين أن يتم تسديد الالتزامات المتراكمة بسبب استمرار الوضع الراهن. واعتبر أن صمود القطاع السياحي حتى الآن على الأقل، بالنسبة إليه، يعود إلى الصرف من المدخرات وذلك في سبيل المحافظة على الفندق والموظفين والعمال وأسرهم وعائلاتهم. وأشار إلى أن العديد من فنادق القدس قد أغلقت أبوابها بسبب الوضع الحالي، وأكد أنه من الصعب عودة السياحة قبل العام 2026.


"القرش الأبيض لليوم الأسود"  


 وصف أليكس نصار، المدير التنفيذي للأمريكان كولوني، الوضع السياحي في مدينة القدس بأنه سيئ جداً، ولكننا بانتظار انتهاء الوضع القائم كي تعود السياحة بقوة وحتى نعمل على تقديم عروضات لتشجيع السياح للقدوم بكثافة للبلد. ونأمل حينها أن كل فندق يحصل على حصته ونصيبه من عودة تدفق السياحة بكثافة، لأن حال البلد كله متوقف على انتعاش السياحة. 

واعتبر نصار أن قطاع أو فرع السياحة هو أول ما يصاب وآخر ما يتم تضميد جراحه؟ بمعنى أنه أول المتضررين وآخر من تنتعش أوضاعه، فيعم الخير على الجميع. 

 وأضاف: إن عودة الأمان بعد انتهاء الظرف الحالي وإحساس الناس بالأمن والطمأنينة وأن الوضع أصبح ملائماً، وقتها تدب الحياة في أوصال السياحة شيئاً فشيئاً حتى تعود إلى طبيعتها السابقة. 

وأشار نصار إلى أن الكولوني لم يحصل على تعويضات بسبب الركود السياحي، لكنه صمد وظل واقفاً على قدميه بسبب سياسة "احفظ  قرشك الأبيض ليومك الأسود". 

واعتبر أن جائحة كورونا علمتنا أكبر درس في  فرع السياحة في كيفية المواجهة والتحدي والتأقلم.  وقال: "بدنا نعيش ونتأقلم مع الوضع،  ولن نغلق أبواب الفندق مهما حصل، وإن أولوية أصحاب الفندق هي الحفاظ على تاريخ الفندق العريق والمرموق وعلى العاملين فيه".


 البحث عن تنويع مصادر الدخل 


أقر المهندس سامر نسيبة، مدير فندق الدار، بأن السياحة بدون شك تلقت ضربة كبيرة في العام الأخير نتيجة للحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، ما أثر بشكل بالغ وعميق على القطاع السياحي الذي يتضمن الفنادق ووكالات السياحة والنقل السياحي والمطاعم والمقاهي ومحلات التحف الشرقية (السنتواري) وأدلاء السياحة، إضافة إلى سلسلة التوريد المرتبطة بالقطاع السياحي من  محال تجارية ولحامين ووقود ومحلات صرافة  وبنوك وتأمين.. إلخ. 

وأوضح نسيبة: "بالكاد تعافينا من وباء كورونا الذي خيم قرابة سنتين ونصف حتى دهمتنا هذه الحرب، ما زاد الطين بلة، لنواجه تحدي القدرة على الصمود في ظل وضع كان  ما زال يعاني من تأثيرات الجائحة السابقة". 

وذكّر نسيبة بالعام الذهبي للسياحة عام 2019، الذي وصف بأنه أفضل عام سياحي، ما حفز  الكثير من العاملين في القطاع السياحي على الاستثمار من حيث التجديد والتحسين والتطوير وابتياع حافلات سياحية حديثة، ولكن تعاقب الحرب بعد الكورونا أحدث حالة ضعف وإنهاك في قطاع السياحة التي تنعكس على مجمل اقتصاد مدينة القدس. كما أدى الى تراجع في الاستثمار والتوسع، علماً أن السياحة في المدينة تشكل ما نسبته 40% من الاقتصاد، وهو ما يؤدي إلى تأثر وتراجع كافة القطاعات اذا تأثرت السياحة، بينما نسبة مساهمة  السياحة في الدخل القومي في إسرائيل لا تشكل أكثر من 5%، و هو ما يعني أن تأثير تراجع القطاع السياحي  في إسرائيل على الاقتصاد بشكل عام يبقى إلى حد ما محدوداً بسبب عدم الاعتماد الكبير على هذا القطاع، وتنوع المصادر الاقتصادية الأُخرى (هايتك و صناعة و زراعة.. إلخ). 

واقترح نسيبة "ضرورة أخذ العبرة والسعي إلى نوع من التنوع في مصادر الاقتصاد في القدس حتى نحد من  تأثر البنية الاقتصادية والاجتماعية كلما واجهت السياحة المصاعب". وضرب مثلاً على تنوع مصادر الدخل باستحداث قطاع الهايتك المعول عليه كثيراً للمستقبل وضرورة الاستثمار فيه. على الرغم من أهمية السياحة تاريخياً ودينياً، ولكن يجب التأقلم مع هذه المستجدات والتطورات والبحث الدائم عن مصادر دخل بديلة في قطاعات اقتصادية متنوعة.

ورأى نسيبة أن هناك معياراً معيناً بأن كل يوم نشهد فيه عنفاً وحروباً يؤدي إلى أسبوع تتعطل فيه السياحة، ما يعني أن عودة السياحة إلى طبيعتها وزخمها تحتاج إلى فترة زمنية غير قليلة قد تتجاوز العام في حال توقفت الحرب الآن. 

وأشار إلى عامل آخر أدى إلى تراجع السياحة، وهو إلغاء شركات الطيران رحلاتها إلى البلاد أسابيع طويلة، ومنع القدوم والمغادرة من المطارات.

وأكد نسيبة ضرورة تنويع مصادر السياحة من خلال التركيز على السياحة الداخلية وتعزيزها لتعويض جزء من خسارة السياحة الوافدة من الخارج، إلى جانب أهمية التعاون والشراكة الحقيقية بين القطاعين الخاص والعام فور انتهاء الحرب للترويج السليم والمناسب لمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية كمدينة آمنة تستقبل السياحة من جميع أنحاء العالم. وهذا يتطلب الاستثمار في خطة ترويجية عالمية بالشراكة مع جميع الأطراف ذات العلاقة ومراقبة كيف يعمل الجانب الآخر. كما أشار إلى أنه يجب اعتبار القدس مدينة محاصرة تعاني من الركود السياحي والاقتصادي، ولا بد من التعامل مع وضعها الاستثنائي الصعب بطريقة خاصة في هذا المجال.


"إذا لم يتغير الوضع، فسنغلق الفندق" 


رأى رمزي قبطي مدير عام فندق السانت جورج ان الوضع  السياحي الحالي تضرر بشكل كبير خاصة بالنسبة للأسعار وغياب السياحة الوافدة. لكننا اعتمدنا جزئياً على السياحة الداخلية، خصوصا من منطقة الشمال وعلى بعض المناسبات في قاعات الفندق، وفي الوضع الراهن، لدينا نسبة جيدة من الصحفيين الأجانب وبعض الوفود الصغيرة بأسعار متدنية بسبب الحرب، ونعمل بخسارة، حيث إن خسارة إغلاق الفندق أكبر من خسارته وهو فاتح أبوابه، ولدينا 85 موظفاً، يعني 85 عائلة 30% منهم من حملة هوية الضفة لا يستطيعون الوصول إلى الفندق بسبب الحرب ووقف تصاريح العمل، ونحاول توزيع العمل على الباقين حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم ولو بالحد الأدنى، مراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية. 

وقال قبطي: إن الوضع إذا استمر في التدهور، فنحن مضطرون إلى إغلاق أبواب الفندق، ولكن إذا توقفت الحرب نأمل خلال شهر أو شهرين أن نحصل على مكاسب من شأنها سد العجز المالي المتراكم طيلة الفترة السابقة. وهذا الأمر بحاجة إلى حسبة ومعادلة وميزانية مضبوطة في التعاطي مع السياحة الداخلية واستثمار وجود مرافق حيوية في الفندق، مثل القاعات والبركة على سطح الفندق ومطعم فاخر يقدم أشهى المأكولات وأفضل الخدمات. 

وأشار إلى أن فندق السانت جورج يعتمد على السياحة الدينية، خاصة المسيحية 70% والإسلامية 30%، فيما أشار إلى أنه تم فقدان السياحة التركية بسبب التوترات في المنطقة. 

وأوضح قبطي أن فندق السانت جورج تحت إشراف شركة باديكو القابضة، ويترأسهارجل الأعمال المعروف بشار المصري، وأنه -أي رمزي قبطي-  مديرها العام في القدس. وأعرب عن أمله أن تتوقف الحرب بسبب المآسي الإنسانية التي تسببها، أما السياحة  والأعمال فلا بد أن تعود إلى حالتها الطبيعية يوماً ما. 

وأضاف: إن فندق المشتل في غزة التابع لشركة باديكو قد تم تدميره بشكل كامل. أما فندق قصر جاسر التابع لنفس الشركة في بيت لحم فهو مغلق حالياً.


خسارة الخبرات والكفاءات


قال رجل الأعمال موسى جرجوعي: إن السياحة منذ السابع من أكتوبر هي صفر كبير بسبب غياب المداخيل. واعتبر أن صمودهم ناتج عن الوجود منذ زمن طويل في القطاع السياحي وما راكموه من خبرات في هذا المجال، ما جعلهم قادرين على الصبر ومواجهة التحديات.

وأكد جرجوعي أن السياحة ترتكز على ثلاثة قطاعات، أُولاها السياحة الوافدة خاصة إلى مدينتي القدس وبيت لحم بشكل أساسي وكذلك الحافلات السياحية ومكاتب السياحة الوافدة التي لم تستقبل سوى وفود سياحية قليلة منذ أكتوبر، وهذه لا تغطي مصاريف المكاتب السياحية.

وأشار جرجوعي إلى نقطة مهمة، وهي خسارة الخبرات والكفاءات التي يكتسبها الموظفون الذين لا نستطيع الحفاظ عليهم، حيث إنهم اضطروا للبحث عن وظائف أخرى في مجالات مختلفة.  وأوضح ان هناك ما نسبته 50% من القوى العاملة في القدس بصورة مباشرة أو غير مباشرة أفرزت شريحة من المجتمع بدون أشغال، وخلقت نوعاً من البطالة نتيجة تراجع السياحة بسبب الأحداث الحالية المستمرة. 

ولفت إلى أن أكبر مشكلة تواجه فنادق القدس هي استمرار دفع الضرائب، ومنها ضريبة الأرنونا، بالرغم من تعطل الفنادق وإغلاق بعضها، إضافة إلى مصاريفها الثابتة من كهرباء وماء وبدل إيجارات، ما يشكل نزيفاً يجبرنا لتحويل الفندق إلى خدمات أُخرى، وهذا يؤدي إلى خسارة كبيرة في الغرف الفندقية مستقبلاً، ما يضطر السياح إلى التوجه إلى الفنادق الإسرائيلية. 

وذكر أن الحافلات السياحية بدورها (في معظمها حديثة) عرضة للتلف والاستهلاك بسبب توقفها فترات طويلة، بحيث إن قيمة الاستهلاك تصل إلى 20% كل سنة، ما يكبد أصحابها أموالاً طائلة ويضطرهم إلى بيعها بنصف السعر بسبب الخسارة اليومية الكاملة وبعضهم يلجأ الى تحويلها لسفريات لنقل تلاميذ المدارس! فهذا القطاع يتعرض إلى خطر الإفلاس والدمار.

وشدد جرجوعي على أن "أصحاب محلات التحف الشرقية (السوفنيير)، خاصة في البلدة القديمة من القدس، يعانون الأمرين بسبب اعتمادهم على الدخل من السياحة، وأن أكثر من 50% من هذه المحلات مهددة بخطر الإغلاق بسبب زيادة الأعباء المالية عليهم والتفكير بتغيير نوع المهنة، وهذا شيء خطير، فالتحف الشرقية ذات الطابع الفلسطيني هي جزء من هويتنا ورأسمالنا الوطني". 

وألمح إلى أنه "إذا طال هذا الوضع غير الطبيعي، فمن الصعب الاستمرار فلو كان لدينا بير نفط لنضب!".

وتوقع أنه في حال نهاية الحرب فإن انتعاش السياحة يمكن أن يبدأ في شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 2025. وأهاب بالمرجعيات المقدسية ذات العلاقة "العمل على المساهمة في دعم القطاع السياحي، خاصة بتوفير رواتب الموظفين على الأقل لمدة شهرين للحفاظ على هذه الشريحة التي تمر في ظروف معيشية صعبة، فمن الضروري أن يكون هناك جهات تتحمل معنا بعض الأعباء في القدس".


تأثير جدار الفصل وخطط البلدية على السياحة بالقدس


قال رائد سعادة، رئيس التجمع السياحي المقدسي وفندق جروسالم: "ضاق الخناق على الفنادق الفلسطينية في القدس، فالجدار يحرم المدينة من أسواقها الطبيعية، وإلغاء الطيران يحرم القدس من دخل السياحة، وهو اعتمادها الرئيسي، كما أن خطط بلدية الاحتلال بتوسيع رخص البناء في الضواحي كان لها الأثر غير المباشر في تفريغ البلدة القديمة ومحيطها من الناس ومن حجم الطلب على مطاعم المركز وعلى فنادقه وعلى دكاكينه ومؤسساته، طبعاً عدا مجموعة أُخرى من الممارسات التي لم تكن في صالح السياحة ولا الحركة التجارية بشكل عام". 

وأضاف: "في سنوات ٢٠٠٠ الأولى وبسبب تأزم الوضع السياسي أغلق نحو عشرين فندقاً أبوابه، وأغلبها انتهى أمره إلى الأبد، واليوم تواجه القدس فترة أصعب وتحدياً أكبر في الحفاظ على مؤسساتها السياحية والتجارية والثقافية والتعليمية". 

وتابع سعادة: "لا بد أن نذكر أن الحركة الداخلية من مناطق ٤٨ والتوجه العام لدى المقدسيين باتجاه البلدة القديمة ومحيطها لهما الأثر الأكبر، والأمل الوحيد في الحفاظ على الموروث السياحي والتجاري الفلسطيني، وعليه فإننا كفنادق ندعو أهل البلد بالدرجة الأولى لاستخدام الخدمات المقدسية قدر الإمكان، وتنظيم البرامج العائلية والمجتمعية في البلدة القديمة ومحيطها لحماية هذا الموروث من الاندثار". 

وقال سعادة: "كما نعتقد أن التعاون مع الأردن في الجانب السياحي قد يكون له من الوزن ما يحمي المؤسسة الفندقية الفلسطينية من الاندثار بشكل لا رجعة فيه. فالسياحة القادمة عن طريق الأردن، خاصة السياحة الإسلامية وزيارة المسجد الأقصى، ستحمي القدس كما حمتها خلال العشرين سنه الماضية".


شلل تجاري وركود اقتصادي في أسواق المدينة


 يقول المستشار السياحي طوني خشرم: "نحن بلد سياحي يعتمد على السياحة الوافدة والداخلية، وفي الوضع الطبيعي تتدفق إلى بلدنا السياحة الوافدة بأعداد كبيرة، فالسياحة لها دور كبير في مختلف مجالات الحياة. وكل سائح يزور بلدنا هو في الحقيقة سفير ينقل المعلومات الإيجابية عن البلد في دولته ومجتمعه ويتحدث عن المقصد السياحي الفلسطيني وتاريخ بلادنا. كما أن الأهمية الاقتصادية للسياحة غنية عن التعريف".

ويرى خشرم أنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023  توقفت معظم الخدمات السياحية في القدس، واختفت السياحة الوافدة، أما الداخلية فهي قليلة جداً، والعائدات صفر تربيع. وأشار إلى أن القدس وبيت لحم وأريحا تشكل عصب الاقتصاد وبدون سياحة الوضع صعب، ومزودو الخدمات السياحية من فنادق وبيوت ضيافة وأدلاء ومرشدين سياحيين ومطاعم وحافلات وكل الدائرة الاقتصادية المحيطة بالسياحة تعطلت، وتوقفت الإيرادات، ما ترك تداعيات تمثلت في أزمات اجتماعية و"تفقير" بشكل أكبر وزيادة البطالة ومساس بالإرث الحضاري الإسلامي والمسيحي لأمتنا العربية، إلى جانب شلل تجاري وركود اقتصادي وتمزق في النسيج الاجتماعي الذي ظهر في الهجرة القسرية لبعض العائلات بحثاً عن لقمة العيش. 

وأشار خشرم إلى بعص مظاهر تراجع السياحة من إلغاء الحجوزات في الفنادق ومكاتب السياحة الوافدة وإغلاق المطارات للعام المقبل، وهذا يعني أنه لن تعود السياحة قبل الصيف المقبل، وتحديداً في أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني من العام 2025 في حال تغير الأوضاع إلى الأفضل. وهذا يعني خسارة سنتين كاملتين 24 و25 من دون سياحة. 

وأكد خشرم من جهة أُخرى مقولة "السياحة أول ما تتضرر وآخر ما تتعافى"، وذلك بسبب كمّ الالتزامات من تأمينات وقروض مصرفية ورسوم طيران وأوضاع اقتصادية وسياسية صعبة ومعقدة وغياب القطاع العام عن الدعم والمساعدة.

فمَن يحمي السياحة في القدس من الانهيار وهي السياج الحامي للاقتصاد الوطني؟ سؤال برسم الإجابة.

دلالات

شارك برأيك

السياحة في المدينة المقدسة... غطرسة السياسة الإسرائيلية تخنق عنق السياحة الفلسطينية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 16 نوفمبر 2024 7:45 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 3.95

شراء 3.93

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%48

%52

(مجموع المصوتين 25)